الحرس الثوري الإيراني يعتقل نشطاء "الصندوق الأسود في تليجرام"
أعلنت قناة إخبارية تابعة للحرس الثوري الإيراني في "تليجرام"، الخميس، عن اعتقال عدد من النشطاء الإعلاميين المقربين من حكومة إبراهيم رئيسي، واصفة إياهم بمديري القنوات الإخبارية "شبه السرية والظل".
ووصف جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري المعتقلين من النشطاء بأنهم "الصندوق الأسود في تليجرام"، متهماً المعتقلين بـ"تعكير صفو الرأي العام ونشر وثائق وأخبار سرية"، بدعوى أنهم يريدون "إثارة الفتنة بين مسؤولي الدولة من خلال نشر أخبار انتقائية وكاذبة".
ولم يكشف الحرس الثوري الإيراني عن أسماء المعتقلين، لكن على مواقع التواصل الاجتماعي، تم التعرف على أحدهم ويدعى "علي قلهكي" المعروف بـ "الناشط الإعلامي الأصولي"، ووصف بأنه أحد مشغلي قنوات التليجرام المقربة من الحرس الثوري الإيراني والحكومة الإيرانية.
يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي ينشط فيه علي قلهكي، كشخصية إعلامية مقربة من الحرس الثوري الإيراني، منذ عدة سنوات في دعم الحكومة علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تويتر وتليجرام.
ولم يقدم الحرس الثوري الإيراني في بيانه أي تفاصيل عن الأخبار السرية، لكنه أفاد في وقت سابق بأن "مستشار خامنئي ورئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني وسعيد جليلي (عضو مجلس الأمن القومي) دخلا في مشادة كلامية خلال الاجتماع الأخير لمجلس تشخيص مصلحة النظام بشأن قضية الاتفاق النووي".
وبحسب ما جرى تداوله قبل أيام، اقترح سعيد جليلي في هذا الاجتماع سحب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية على خلفية قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد طهران، الأمر الذي عارضه علي لاريجاني وشقيقه صادق لاريجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، ودخل الثلاثة في مشاهدة كلامية شديدة.
بدوره، نفى مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني في وقت لاحق هذه الأخبار، قائلا "لم يكن هناك حوار بين الأعضاء بشأن هذه القضية".
في الوقت نفسه، شكر النائب مالك شريعتي، في تغريدة له، الحرس الثوري على "حماية المعلومات" للمعتقلين، واصفا إياهم بـ "الحلقة الخطرة".
ووفق رصد قامت به مراسلة "العين الإخبارية"، فإن الصحفي المعتقل "علي قلهكي"، من أشد الداعمين لحكومة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، لكنه تراجع مؤخراً عن ذلك، وأصبح من المقربين من رئيس البرلمان السياسي المتشدد محمد باقر قاليباف.
وقال علي قلهكي في تصريحات صدرت عنه العام الماضي إن "النظام برمته ساعد السيد رئيسي في أن يصبح رئيساً".
وعلى الرغم من حقيقة أن اعتقال قلهكي قوبل بصمت نسبي في وقت كتابة هذا التقرير، إلا أن "علي أكبر رائفي بور"، المتحدث البارز والمتشدد الموالي للحكومة، كان صامتًا نسبيًا بين أولئك المقربين من الحكومة ويطلق عليهم "ضباط الإنترنت"، لكنه "رحب باعتقال الصحفيين في تطبيق تلجرام".
وأضاف رائفي بور، دون أن يسمي علي قلهكي، أن "رئيس الإدارة مشروع كبير حذرت منه في وقت سابق".
وتصاعدت الخلافات بين مختلف الفصائل الأصولية الموالية للنظام منذ تنصيب الرئيس إبراهيم رئيسي في آب/أغسطس الماضي، وفي بعض الحالات اتهم الطرفان بعضهما البعض بالمآثر المالية والريعية.
ولم يتم توثيق خلفية علي قلهكي، ولكن في العامين اللذين انقضيا منذ أن انتقل إلى تويتر، تم وصفه أيضًا بأنه ناشط إعلامي مقرب من المؤسسة الأمنية.