مسؤول إيراني يعترف: احتجاجات الأحواز شرعية
عدد المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة وصل إلى 400 فيما تتواصل المظاهرات منذ نحو أسبوعين.
بعد استمرار الاحتجاجات في إقليم الأحواز لنحو أسبوعين رغم محاولة قمعها على يد مليشيا الحرس الثوري، اضطر أحد مسؤولي النظام الإيراني للاعتراف بشرعية مطالب المحتجين، قائلا إنها مهملة منذ عقود.
ففي بيان له نشرته وكالة أنباء "إيلينا" ليل السبت قال محمد شاهرودي ممثل محافظة خوزستان بمجلس خبراء القيادة في إيران والموكل إليه عزل وتعيين المرشد بنص الدستور، إن عدم تطرق البرلمان والمسؤولين إلى مشكلات المحتجين المختلفة على مدار عقود تسبب في نشر التذمر.
وأشار شاهرودي إلى أن "مطالبة شعب محافظة خوزستان بحقوقه عبر المسار القانوني، أمر صحيح ومحترم ويتطابق مع الدستور".
من ناحية أخرى تحدث نشطاء بحسب النسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الأحد، عن ارتفاع أرقام المعتقلين إلى نحو 400 شخص، في الوقت الذي تواصل عناصر من الاستخبارات التابعة لمليشيات الحرس الثوري الإيراني انتشارها بمدن إقليم الأحواز، لقمع المحتجين وخشية اتساع نطاق الاحتجاجات المستمرة.
واندلعت شرارة تلك الاحتجاجات قبل نحو إسبوعين بالتجمهر أمام مبنى تابع للإذاعة والتلفزيون الإيراني في خوزستان، إثر ما اعتبره الأحوازيون إساءة للقومية العربية.
وعرض البرنامج خريطة لتقسيمة العرقيات داخل إيران تتجاهل العنصر العربي، أحد فسيفساء التركيبة السكانية، في حين وضعت بدلا منه عرقية اللور المهاجرة إلى الإقليم، وتم تعريف كل الأقاليم القومية الأخرى بأزيائها المحلية.
وطالبت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية سلطات النظام الإيراني بإطلاق سراح المعتقلين منذ بدء الاحتجاجات، معربة عن قلقها البالغ إزاء أوضاعهم الصحية، محذرة من تعرضهم للتعذيب على أيدي الأجهزة الأمنية الإيرانية.
وأدانت المنظمة، في بيان لها عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ما وصفته بـ"القمع المستمر للاحتجاجات السلمية"، مشيرة إلى قيام عناصر استخبارات يرتدون الزي المدني باعتقالات جماعية للشباب العرب المحتجين بعد ضربهم وشتمهم في حي كوت عبد الله بمدينة الأحواز.
ويعتبر إقليم الأحواز جنوب غرب إيران أحد أهم المناطق التي تتمتع بثروات اقتصادية هائلة، حيث يشكل النفط الأحوازي ما نسبته 87 % من إجمالي النفط الإيراني المصدر للخارج.
كما يشكل الغاز الطبيعي في الإقليم 100 % من الغاز الذي تملكه إيران، وتصب في الإقليم ثمانية أنهار، وهو ما جعل 65 % من الأراضي الصالحة للزراعة في إيران، متركزة في تلك المنطقة، بحسب إحصاءات رسمية.
وتتكون التركيبة السكانية الإيرانية من خليط غير متجانس من العرقيات والقوميات والديانات المتعددة، فمنهم البلوش والعرب والأكراد والفرس والأذر والمجوس والجيلاك ومازندرانيون واللور، بالإضافة إلى التركمان والأرمن بنسب قليلة.