اعتقالات وصراعات سلطة وفساد.. أزمات طهران "نار تحت الرماد"
ما بين اعتقالات واستدعاءات وصراع بين القيادات وفضائح فساد، يواصل النظام الإيراني سياساته القمعية، وسط احتجاجات تشهدها عدة مناطق.
ووفق شبكة "مجاهدي خلق"، شهدت مدن مختلفة في محافظة كردستان ومدن كردية أخرى، غربي البلاد، في الأسابيع الأخيرة موجة جديدة من الاعتقالات والاستدعاءات والضغوط القضائية والأمنية على المواطنين والنشطاء.
واعتقلت قوات الأمن ما لا يقل عن 12 إيرانيا في مدن بوكان وبيرانشهر ونقده وسنندج وسقز ومريوان، ليصل العدد الإجمالي للمعتقلين أو الذين تم استدعاؤهم في المناطق الكردية إلى 76 على الأقل في الأسابيع الأخيرة.
وفي بعض الحالات، تم اعتقال هؤلاء المواطنين دون إصدار أمر اعتقال، وأحيانًا تعرضوا للضرب وتفتيش المنازل ومصادرة مقتنياتهم الشخصية.
أحكام جائرة
وأصدرت اللجنة البريطانية لإيران حرة، بيانا، أدانت فيه بقوة الحكم الجديد الصادر بحق السجين السياسي الإيراني سعيد سنكر البالغ من العمر 47 عاما.وسنكر من بيرانشهر، ويعد أحد أقدم السجناء السياسيين في إيران، والذي يقبع في السجن منذ أكثر من 20 عامًا لدعمه لمجاهدي خلق، حُكم عليه مرة أخرى بالسجن 11 شهرًا في سجن أورمية.
السجين السياسي المعتقل في سبتمبر/أيلول 2000، تم استجوابه وتعذيبه في الحبس الانفرادي بسجن إيفين حتى عام 2003، وحكم عليه بالسجن 18 عامًا بتهمتي "المحاربة" و "الارتباط بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية".
وفي نهاية 18 عامًا من الحبس، أضافت السلطة القضائية لنظام الجلادين عامين آخرين إلى سجنه دون أي مبرر وفي انتهاك لقوانين العصور الوسطى للنظام نفسه.
والآن، وبعد 20 عامًا في السجن، أضاف قضاء النظام 11 شهرًا أخرى إلى سجن سعيد سنكر.
ويأتي الحكم في أعقاب عملية متزايدة في عدد الإعدامات والضغط على السجناء السياسيين وسجناء الرأي والاعتقالات الجماعية في جميع أنحاء إيران منذ
ديسمبر 2020 حتى الآن.
صراع يظهر للعلن
وفي سياق الصراع بين رموز النظام، هاجم الرئيس حسن روحاني في اجتماع مجلس الوزراء الزمرة المنافسة قائلا: أولئك الذين يتحدثون بنبرة خاطئة عن الحكومة يتمتعون بحرية التعبير في وسائل الإعلام والحصانة.وأضاف: "بل إنهم يشجعونهم وراء الكواليس. ولكن إذا تحدث شخص لصالح الحكومة، فإن حريته في التعبير وحصانته موضع السؤال".
وردًا على استدعاء وزير الاتصالات ومحاكمته، قال: "إذا أردتم استدعاء شخص ما، فعليك استدعائي. لا يمكنكم استدعاء وزيري".
كما هاجم روحاني مجلس شورى النظام، قائلا: "إذا لم يتغير هيكل الميزانية، فسنتعاون مع البرلمان، لكن إذا أراد المضي قدمًا بنفس الطريقة، فسنواجه مشكلات أتمنى ألا تحدث".
تحت خط الفقر
وفي ظل المعاناة من أزمة اقتصادية كبيرة، نقلت صحيفة "رسالت" الحكومية أمس الأربعاء، عن أحد وكلاء النظام يعمل مفتشا في المجلس الأعلى لنواب العمال: "وصلنا إلى تحت خط الفقر".وأشار حميد رضا إمام قلي تبار إلى الوضع البائس للعمال وظروفهم المعيشية، لافتا إلى تكاليف السكن، التي تستهلك حوالي 85٪ من رواتب العمال.
وأضاف: "في هذه الأيام، يستمر العمال في بلدنا خلال الأوقات الصعبة لإعالة أسرتهم. وقد نتج هذا عن تسونامي من ارتفاع الأسعار وعدم المساواة في دخل الأسرة ونفقاتها، مما أدى إلى إزالة العديد من العناصر الأساسية من سلة سبل العيش، ونتيجة لذلك، تقلصت مائدتها".
فساد رموز النظام
واستمرارا لحالة الفساد التي تضرب أركان النظام، حكم على الرئيس السابق لمنظمة الخصخصة، بوري حسيني، بالسجن 15 عاما بتهمة الفساد المعروفة باسم "انتهاكات منظمة الخصخصة".وكان قد اعتقل في أغسطس/آب من العام الماضي، وجاء في لائحة الاتهام المرفوعة ضده أنه خلال فترة عمله في المنظمة، تم إجراء عدد كبير من عمليات التخصيص "دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة" وأنه تم تخصيص الشركات لأفراد ليس لديهم صلاحية لإدارتها.
كان بوري حسيني عضو مجلس شورى النظام عن تبريز في الدورة السادسة، وفي عام 2013، عندما تولت حكومة حسن روحاني مهام الحكومة، عُيِّن رئيسًا لمنظمة الخصخصة.
وخلال الانتخابات الرئاسية في عام 2013، كان رئيس حملة روحاني في محافظة أذربيجان الشرقية.
خلال فترة ولايته، تمت خصخصة المصانع المملوكة للدولة (خاصة / عامة).
احتجاجات تعم البلاد
تشهد إيران موجة جديدة من الاحتجاجات ضد سياسات نظام طهران الجائرة التي أدت إلى انهيار الوضع الاقتصادي للبلاد.ورغم جائحة كورونا، نزلت شرائح مختلفة إلى الشوارع على نطاق واسع؛ رفضا لاستبداد نظام الملالي.
وقوبلت الاحتجاجات بقمع وحشي من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين وتنفيذ أحكام إعدام واسعة للترهيب، وسط تحذيرات من المعارضة الإيرانية التي أكدت على أن "الطريق الوحيد لإنهاء الفقر والتضخم والبطالة هو الانتفاضة".
ووفق شبكة "مجاهدي خلق" في إيران، فإنه في غضون يومين فقط، الأحد والإثنين 24 و 25 يناير/كانون الثاني، نظمت أكثر من 20 حركة احتجاجية لشرائح مختلفة بمدن مختلفة من طهران إلى زاهدان جنوب شرق إيران.