بالصور.. فنان مصري يرسم "ذكريات شارع الأزهري" كواقع حيّ
قاعة "بيكاسو" القاهرية تستضيف الثلاثاء معرض الفنان أحمد عبد الغني "ذكريات شارع الأزهري. رهاب الفـضاء" الذي يستمر حتى 12 يناير /كانون الثاني 2017.
حنين وشوق لأيام الصبا.. لحي شبرا وتحديدا شارع الأزهري حيث البدايات.. والبيت الأول.. تفاصيل استعارها الفنان المصري أحمد عبد الغني من ذاكرة الأبواب والجدران وتسلسل الدرج..
مشاهد التقطها بـ"عين طائر" غادر سربه، وحلّق في الفضاء مدونا نوستالجياته الفائضة، وكأنه يكتب التاريخ من جديد.
قاعة "بيكاسو" القاهرية تستضيف الثلاثاء معرض عبد الغني تحت عنوان "ذكريات شارع الأزهري. رهاب الفضاء"، الذي يستمر حتى 12 يناير /كانون الثاني 2017.
يتسم المنجز الفني الجديد لأحمد عبد الغني بواقعية فوتوغرافية لافتة، نقل فيها من خلال 30 لوحة تفاصيل ذكرياته عن بيته الكائن بحي شعبي ولكن من فضاء مبتكر، وعلى الرغم من اختلاف زاوية الرؤية وصعوبتها، إلا إن لوحاته غزتها تفاصيل إنسانية شديدة القرب، مفرداتها سجاد وبلاطات متصدعة، حقائب سفر ضخمة، وطاولات مستديرة، وحتى المنبه والتليفون القديـــم، لوحاته تسلل منها الضوء من تحت "عقب" الأبواب فارضة لغة ظلاليه بارعة.
سكن اللونين الأبيض والأسود لوحات عبد الغني، وطوًع معهما تدرجات الأزرق والأحمر، فارضا بهم تيمة الإنهاك الذي مرّ به البيت بفعل تسرب الزمن.
قام بتقديم "ذكريات شارع الأزهري.. رهاب الفضاء" الفنان التشكيلي الدكتور مصطفى الرزاز في كلمته داخل قاعة المعرض، استهلها بتقديم الفنان أحمد عبدالغني بوصفه "أستاذ قدير لفن التصوير يمتلكه كفنان له سيادة واثقة على المهارة والحرفية، وهو صاحب ثقافــة عميقة بتاريخ ومدارس هذا الفن, ويمتلك سجيـة تأملية تتـخطى البعد البنيوي إلى مضمــار الميتــافيزيقا التي نعـيش في كنفها في واقعنا المتوهم والفضاءات التي تهيمن علينا في الأحلام والكوابيس، فلديه رؤية ذات طابع سيكولوجي من المثيرات الدافعة للتصورات والمشاعر وقد قدم في هذا المعرض خطوة حيوية في هذا الاتجاه".
لفت الرزاز إلى حالتين في الفن الحديث يرى أنهما على صلة بفلسفة وأجواء المعرض، أولها للفنان إدجار ديجا الذي قال "إنني أصور موضوعاتي وكأني أنظر من ثقب الباب"، والثانية تجربة الفنان الإيطالي جورجيو دى كيريكو الخاصة بالتصـورات الميتافيزيقية للفضاء المجمد بين الفضـاء المختلس في لوحات ديجا وحدوده المغلقة الضيقة.
وأضاف "بين الفضاء الفسيح لديكيريكو وعناصره المحنطة نستطيع أن ندلف لقراءة فضـاء اللوحات فى أعمـال أحمد عبد الغني الأخيرة التي تجمع بين الفضاء الضيق والعناصر المجمدة والحالة السيكولوجية المهددة للتوازن والاستقرار. حصار زوايا الرؤية وصراع الضوء والظلال".
يفسر مصطفى الرزاز من خلال كلمته حالة "الرهاب" phobia التي تشع من لوحات عبد الغني بوصفه "إحــساس بالدوار بســـبب حدة ميول الخطوط والظلال واهتزاز تعامدات البلاطــات, وتتشتت ليحل الخداع البصـرى محل الثبــات والتــوازن , نوع من الدوار الخفي والانذار الزلزالي، فضــاءات محبوسة وهواء خانق , عربدة الظلال في غيـاب السماوات ومصادر التهوية وأشعة الشمس, إن المشاهد ليست لأماكن حديثة ولا متقادمة الزمن ، إنها لحظات سنيمائية تجمد حالة ليست بعيدة، بقايا حوادث مرت منـذ لحظـات كتوثيق للحظة اقتحام أحد أوكار جماعة ســرية فرت على التو تـاركة أشيـائها في اماكنها على عجل" .
.