أيام قرطاج للفن المعاصر.. ثقافات 23 دولة تجتمع في تونس
في بهو مدينة الثقافة بالعاصمة التونسية، عرض فنانون من 23 دولة أعمالهم الفنية ضمن الدورة الـ3 من مهرجان أيام قرطاج للفن المعاصر .
وقد تزينت مدينة الثقافة بأجمل اللوحات والأعمال التي توزعت على 16 رواقا، منها 7 أروقة مخصصة للتونسيين وضمت 50 عملا فنيا، بينما تحتضن 9 أروقة الفنانين الأجانب وتضم 63 عملا فنيا، ضمن الدورة التي حملت شعار "الفن طريق".
وشارك في هذا المهرجان الذي انطلق الجمعة ويتواصل إلى 30 مايو/ أيار الجاري، 150 فناناً تونسياً من مختلف الأجيال والمدارس التشكيلية، بالإضافة إلى 62 فناناً أجنبياً يمثلون 23 دولة.
وتأتي هذه الدورة تكريماً للمصمم التونسي والعالمي عز الدين علية الذي وافته المنية في عام 2017، حيث كان خريجًا لمدرسة الفنون الجميلة في تونس.
وعرضت بمدينة الثقافة الأعمال الفنية والتشكيلية المشاركة فكان المنطلق من الرواق الوطني الذي ضم الأعمال المتنافسة على الجوائز المالية للتظاهرة وهي لأسماء فنية مرموقة على غرار الرسامين الأمين ساسي وحمدة دنيدن وهدى العجيلي وسليم الخياري والخطاطين عبد الله عكار ولمجد النوري والنحات محرز اللوز.
كما تضمن المعرض رواق دولة فلسطين التي يحتفى بها في هذه الدورة كضيف شرف واطلع الحضور على ملمح من ملامح التجربة التشكيلية الفلسطينية من خلال عشرة أعمال فنية قدمت من رام الله ومن غزة وهي تصور الحياة اليومية للشعب الفلسطيني كما تقدم معمار البلدات العتيقة وعلى رأسها مدينة القدس.
كما تضمن المعرض جملة من الأروقة الخاصة التونسية والعربية والأجنبية ومن بينها رواق "صلاح الدين" و"عين" و"جميلة عاشور" و"نسامو وسامو" و"البيرو" و"علي خوجة" و"مسك وعنبر" من تونس، و"فن صحار" من سلطنة عمان و"البلقاء" و"هندية" من الأردن و"أفرو" من الجزائر و"مركز كاتارا " من قطر و"لمسات" من مصر و"سلوى زيدان" من الإمارات و"بيت اسكندر للفنون" من ليبيا.
كما تضمن المعرض الرواق الدولي الذي ضربت له خيمة كبرى خاصة بساحة المسارح بمدينة الثقافة والذي ضم عشرات الأعمال الفنية التي تمثل أكثر من 20 دولة وتعكس ثقافات متنوعة وخصوصيات فنية وتيمات جمالية لشعوب ومناطق جغرافية من العالم.
كما تضمن المعرض رواق" دار الفنون بالبلفدير " من تونس وتم اختيار هذا الرواق لأنه شهد في العقود الماضية عدة معارض شخصية وجماعية لرموز جماعة المدرسة.
ومن الأسماء المؤسسة للمدرسة في أربعينات القرن العشرين نجد "بيار بوشارل" و"يحيى التركي" و"جيل للوش" و"موس لي في" و"أنطونيو كوربورا" وجلال بن عبد الله، حيث تبرز أعمالهم بدايات اللوحة التونسية إذ كانوا منشغلين في تلك الأزمنة بالطبيعة والحياة اليومية للتونسيين بالمنازل وبالأسواق والحقول وأزقة المدن وترجمة أحاسيسهم بالأفراح والأتراح.
وأكدت سميرة التركي مديرة الدورة أهمية هذه التظاهرة الثقافية التي تنبثق من مجال فني وفكري وجمالي فريد، وتطرح زوايا متعددة ضمن أنشطتها.
وقالت إنها تمثل مكسبًا للعائلة التشكيلية وللمشهد الثقافي التونسي بشكل عام، كما تُعزز قيم الفن في المجتمع في هذه اللحظة التاريخية الراهنة.
وأشارت التركي في تصريحات لـ"العين الاخبارية" إلى أن الفنانين المشاركين أغلبهم شباب كما تشارك أسماء تونسية لامعة في عالم الفن المعاصر على غرار إسماعيل بن فرج وزبير لصرم وبوجمعة بلعيفة.
وأضافت التركي أن المعرض سيزور في إطار فعالياته معرض الجهات بمحافظة بنزرت شمالي تونس، أواخر شهر يونيو/ حزيران ومحافظة المنستير (وسط شرقي) في أواخر شهر يوليو/ تموز وجزيرة جربة (جنوب شرقي تونس) في اواخر شهر أغسطس/ آب عبر نقل 100 لوحة وإضافة بعض الأعمال الفنية التي تدل على خصوصيات الجهة.
فيما يرى مدير ديوان وزيرة الشؤون الثقافية الأسعد سعيد أن النسخة الحالية لأيام قرطاج للفن المعاصر تمثل عودة للحياة وللفن بعد احتجابها بسبب جائحة كورونا.
وأشار في تصريحات لـ"العين الاخبارية" إلى أن هذه التظاهرة تهدف لتسليط الضوء على مجال تتميز به تونس من خلال ثراء التجربة التونسية وخصوصيتها في مجال الفنون التشكيلية.
وعبر عن إشادته بالمشاركة الدولية ودورها في تعزيز تبادل التجارب الفنية المتميزة وكذلك التعريف بالتجربة التونسية في مجال الفن التشكيلي.
وأوضح أن الوزارة تدعم مثل هذه المناسبات الفنية إيمانا منها بقيمة الرسائل التي تحملها من أجل تطوير الواقع الثقافي والفني.
وتكرم هذه الدورة اسم مصمم الأزياء التونسي الراحل عز الدين علية (1935-2017) الذي ظهر العديد من المشاهير بملابس من تصميمه أمثال ميشيل أوباما وجانيت جاكسون ونانسي عجرم.