الذكاء الاصطناعي يهيمن على 70% من سوق العمل في الصين
دراسة أجريت على أكثر من 400 مهنة في الصين، تظهر أن الذكاء الاصطناعي في طريقه للهيمنة على نحو 70% من سوق العمل في البلاد.
أثار تقرير نشر حديثاً حول مدى تأثير تطور الذكاء الاصطناعي على سوق العمل الصيني، جدلاً واسعاً بين الاقتصاديين وممارسي صناعة الذكاء الاصطناعي في البلاد، حيث يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي في طريقه للسيطرة على العمالة البشرية، في حين يرى البعض الآخر أن الذكاء الاصطناعي، كأداة أنشأها البشر، لا يمكن أبداً أن يحل محلهم.
وعرض التقرير الصادر عن مؤسسة بحوث التنمية الصينية بعنوان "استثمار رأس المال البشري في عصر الذكاء الاصطناعي، "تحديات المستقبل واستراتيجيات المواجهة في سوق الوظائف الصينية".
حيث يقول التقرير إنه بحلول عام 2030، سوف تهيمن الأتمتة على نحو خُمس فرص العمل في قطاع الصناعات التحويلية في الصين، مؤكداً على أنه إذا تسارعت عملية الأتمتة، فإن ما يقرب من 100 مليون عامل صيني سيحتاجون إلى تغيير خط عملهم في أقرب وقت ممكن.
وحسب ما ذكرته صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، أظهرت دراسة أجريت على أكثر من 400 مهنة في الصين أن الذكاء الاصطناعي في طريقه للهيمنة على نحو 70% من المهن في البلاد.
وقدّر التقرير أن 99 % من العاملين في الزراعة ومصايد الأسماك والغابات، و98 % من عمال البناء و94 % من العمال الذين يقومون بتركيب وصيانة أنظمة الطاقة، سيتم استبدالهم من قبل ذكاء الاصطناعي في غضون الـ 20 عاما القادمة.
ووجد التقرير أيضاً أن الروبوتات تحل محل العمال البشريين بالفعل في العديد من المقاطعات الصينية بما في ذلك جيانغسو وتشجيانغ وقوانغدونغ.
كما أشار التقرير إلى أنه قد يتم استبدال نحو 96،000 وظيفة في قطاع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت بالأتمتة، في حين يتوقع أن يفقد نحو 23 % من العاملين في القطاع المالي وظائفهم كليًا في غصون سنوات قليلة قادمة.
مع أخذ الصناعة المالية كمثال، ذكر التقرير أنه بحلول عام 2027، سيكون هناك 9.93 مليون موظف في هذه الصناعة، ولكن سيتم استبدال 22٪ من الوظائف في البنوك، و25٪ في سوق التأمين، و16٪ في سوق رأس المال من قبل الذكاء الاصطناعي بسبب الطبيعة المتكررة لعملهم.
وقال سون يينغ، نائب رئيس شركة "تشجيانغ جوه زي" الصينية، المتخصصة في صناعة الروبوتات، إن الروبوتات الصناعية نجحت في تحسين كفاءة العمل في شركته بشكل كبير، مما دفع الشركة إلى استبدال نحو 90% من العمل المتكرر للعمالة البشرية بالذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أنه سيتم استبدال المزيد من العمال البشريين مع تطور الصين في المكونات الأساسية للروبوتات.
والصين هي أكبر سوق في العالم للروبوتات الصناعية، حيث سبق أن قدَر الاتحاد الدولي للروبوتات أنه من المتوقع أن تمتلك الصين نحو 800 ألف روبوت صناعي على الأقل بحلول عام 2020.
وقال سونج يى، الأستاذ بجامعة تيانجين المالية والاقتصادية، إن "التقرير يعتمد على تحليل ثابت، ويفشل في تضمين صناعات ووظائف جديدة في المستقبل قد تنشأ من تطوير التكنولوجيا الصينية".
ويعتقد سونج أنه بغض النظر عن مدى تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فإنه لا يزال بمثابة أداة للبشر، ولا يمكن أن يحل محل البشر على المدى الطويل.
وأضاف: "حتى على المدى القصير، قد يجد الناس الذين يشتركون في عمل سهل ومتكرر أن وظائفهم قد تم استبدالها بالرجال الآليين، ولكن الصناعات الأخرى سوف تستوعبهم، وبالتالي لن تكون هناك بطالة كبيرة في الصين".
وأشار إلى أن لتجنب الاستعاضة عن العمال البشريين بالذكاء الاصطناعي، يجب على العمال في المستقبل أن يتعلموا مهارتين رئيسيتين، وهما مهارات التقنيات الرقمية مثل البرمجة وإدارة المشاريع ومهارات القيادة والإبداع والإدراك.
كما أوضح التقرير أنه لتجنب البطالة واسعة النطاق، يتعين على الصين نقل مواردها العامة للاستثمار في المواهب، بما في ذلك إصلاح نظام التعليم للتركيز على التنمية الشاملة وتعزيز العدالة التعليمية بين المناطق الحضرية والريفية.
واتفق سونغ مع التقرير حول الحاجة إلى إصلاح نظام التعليم في الصين، قائلاً إن الجامعات الصينية يجب أن تدرب الطلاب على تطوير المزيد من المهارات المطلوبة في عالم تهيمن عليه تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكيف نفسها مع سوق العمل في المستقبل.
وفي أبريل/نيسان، أصدرت وزارة التعليم الصينية خطة عمل لتعزيز تعليم الذكاء الاصطناعي في الجامعات، ووفقا للخطة، ستحسن الجامعات في الصين قوة تخصصاتها في الذكاء الاصطناعي وستحقق اختراقات في النظرية الأساسية وأبحاث التكنولوجيا الرئيسية بحلول عام 2020.