كريستوفر مان لـ«العين الإخبارية»: الذكاء الاصطناعي لن يغير قواعد اللعبة الانتخابية في أمريكا
بينما يحمل الذكاء الاصطناعي وعدًا بإحداث ثورة في طرق التصويت بالانتخابات، فإنه يثير أيضًا مخاوف حول الأمن السيبراني والمعلومات المضللة.
ونظرًا لأهمية الذكاء الاصطناعي ودوره في العملية الديمقراطية، تتناول "العيـن الإخباريـة" هذا الملف في سلسلة حوارات مع مسؤولي الانتخابات الأمريكية، وخبراء الانتخابات والأمن السيبراني، من العاصمة الأمريكية واشنطن، بالتزامن مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي هذا الحوار، يكشف لنا الدكتور كريستوفر ب. مان، أستاذ العلوم السياسية في كلية سكيدمور في نيويورك، عن التحديات والفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في الانتخابات الأمريكية، والإجراءات الوقائية المتخذة لضمان سلامة ودقة العملية الانتخابية.
- مصر.. توقف مصانع أبوقير للأسمدة عن العمل بسبب نقص الغاز وموجة الحر
- أوروبا تضع قدما في سوق العناصر النادرة.. سيطرة صينية منذ 30 عاما
ويشغل الدكتور مان، منصب مدير الأبحاث في مركز الابتكار والأبحاث الانتخابية، ويعمل عن قرب مع مسؤولي الانتخابات في مجال الأبحاث لتحديد أفضل الممارسات لدعم الانتخابات وإدارتها بشكل جيد لتعزيز ثقة الناخبين الأمريكان، حيث أعرب عن قلقه من إمكانية تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الانتخابات خلال الدورات المقبلة، مؤكدا على أن الذكاء الاصطناعي مازال قيد التطوير، وإجراءات السلامة الحالية المتبعة قد تكون كافية في الوقت الراهن.
وإلى نص الحوار..
هل يمثل الذكاء الاصطناعي أحد التهديدات الرئيسية للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؟
أعتقد أنه من المهم الفصل بين جانبين هنا: الجانب الأول، متعلق بالحملة الانتخابية نفسها، وما تنطوي عليه من احتمال وجود معلومات مضللة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، وأنواع أخرى من المشاكل من حيث المعلومات التي يمتلكها الناس حول المرشحين والقضايا وكل ذلك، وهذا بالتأكيد تهديد كبير.
أما الجانب الآخر المتعلق بإدارة الانتخابات نفسها، حيث إن هناك قلقًا كبيرًا من أنه سيكون هناك أساطير ومعلومات مضللة مدفوعة ذاتيًا حول كيفية إدارة الانتخابات، وحول عمليات التصويت، وعمليات فرز الأصوات، وكل هذه التهديدات المصاحبة للعملية الانتخابية ربما يكون لها تأثير على مسار النتائج.
وفي هذه الأثناء، يعمل المسؤولين والجهات الفاعلة المختلفة، بدءًا من مسؤولي الانتخابات إلى وسائل الإعلام الإخبارية والمجتمع المدني، على إيجاد طرق لمكافحة ذلك.
هل تشعر بالقلق من اتساع استخدام الذكاء الاصطناعي للتأثير على مسار الانتخابات؟
دعني أكون صريحًا معك، المعلومات الخاطئة والمضللة نفسها كانت معنا طوال تاريخ البشرية، لكن الذكاء الاصطناعي جعل الأمر أسهل فقط وأسرع وأكثر تعقيدًا.
صحيح أن ما يحدث يعني أننا يجب أن نكون أكثر قلقًا بشأنه لأنه قد يكون هناك المزيد والمزيد، والمشكلة تكمن في أن اتساع استخدامات الذكاء الاصطناعي ليست جيدة لصحة الديمقراطية.
لكننا ما زلنا نستخدم نفس مجموعة الأدوات لمكافحتها، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي المحتمل الذي يمكن أن يساعد في تحديد وقت انتشار هذه المعلومات المضللة، وأي تهديدات أخرى للبنية التحتية للانتخابات.
وماذا عن الأمن السيبراني؟
كما تعلم، فيما يتعلق بمسائل مثل الأمن السيبراني وما حولها، إذا كان بإمكان الأشخاص اختراق قواعد بيانات تسجيل الناخبين، فعلى الجانب الآخر لدينا هناك أمن سيبراني قوي جدًا للتصدي لمثل هذا النوع من التطفل.
والجانب المبشر أنه يمكن استخدام أنواع أدوات الذكاء الاصطناعي، لمكافحة عمليات التطفل والبحث عنها.
وبالعودة لسؤالك هل يجب أن نقلق بشأنه؟ نعم، ولكن السؤال الأهم هو هل الذكاء الاصطناعي سيغير قواعد اللعبة الديمقراطية، أعتقد أنه حتى هذه المرحلة، لا شيء يشير إلى أن هذا سيغير قواعد اللعبة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الأمر الوحيد الذي يوجد فيه تنسيق قوي مع الحكومة الفيدرالية هو الأمن السيبراني.
ما أهم الإجراءات الوقائية التي يتخذها مسؤولو الانتخابات لضمان عدم التعرض لهجوم سيبراني على البنية التحتية للانتخابات، أثناء عملية التصويت أو حتى الفرز؟
دعني أوضح لك أن جزءًا كبيرًا من الانتخابات الأمريكية في مجال البنية التحتية غير متصل بالإنترنت، لأسباب أمنية، مثل آلات التصويت لا تتصل بالإنترنت، وتتمتع الأجهزة اللوحية التي يتم إرسالها إلى مراكز الاقتراع بوصول محدود للغاية إلى الإنترنت، وتتم مزامنتها بشكل دوري، وهناك الكثير من الإجراءات الوقائية بحيث لا يمكنك تعطيل النظام، فضلا عن وجود الكثير من عمليات التحقق للتأكد أن كل شيء على ما يرام.
ولا يتم استخدام الأجهزة اللوحية للتصويت، يتم استخدامها فقط لمعرفة من صوّت بشكل صحيح، لذلك تم بناء النظام مع هذا النوع من الضمانات لضمان ألا أن تكون عملية التصويت مصدر قلق كبير.
مرة أخرى، يجب أن يشعر الناس بالقلق بشأن ذلك، لكنني أعتقد أننا نتخذ الخطوات الضرورية في هذه المرحلة.
أنا بصراحة أكثر قلقًا بشأن أمن الانتخابات السيبراني في عامي 2026 و2028، عندما يصبح الذكاء الاصطناعي تقنية أكثر نضجًا، وفي يد الجهات الفاعلة السيئة، حقيقة أنا قلق بشأن الأمر على المدى الطويل أكثر مما أشعر به في عام 2024.
بالعودة إلى الضمانات، هل هناك أي إجراءات محددة يجري تطويرها لمعالجة مثل هذه التهديدات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي؟
كما ذكرت لك، يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من التعامل مع مجموعات أوسع من التهديدات حول التطفل أو المعلومات الخاطئة، والنظام الانتخابي في الولايات المتحدة متين ويحتوي على العديد من طبقات الأمان والتحقق لمنع التلاعب والاحتيال. وهناك بعض الإجراءات التي تتخذها الوكالات الفيدرالية لتقديم توصيات حول أفضل الممارسات.
كما أن هناك الكثير من الولايات التي تعمل مع شركات التكنولوجيا الرائدة، وتحصل على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا من الشركات الأمريكية، وإذا كان بإمكانهم الحفاظ على سلامة 500 شركة، فهذا إلى حد كبير أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا وهكذا، يتقاسم مسؤولو الانتخابات فيما بينهم، أفضل الممارسات.
وأعتقد كذلك أن هناك الكثير من التهديدات الأخرى، لأن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدًا ديناميكيًا. والتحديات ديناميكية للغاية، ولكن هناك عددًا من الأماكن وهناك أشياء أكثر صرامة وفظاعة حول أنواع معينة من الأشياء. لذلك يتم اختبار جميع آلات التصويت بدقة واعتماد جميع آلات التصويت المستخدمة بعد استيفاء عملية الاعتماد التي حددتها الحكومة الفيدرالية. ولدى العديد من الولايات ضمانات منفصلة وأكثر صرامة حول قواعد بيانات تسجيل الناخبين. هناك مجموعة من الحد الأدنى من المتطلبات.
وعلى سبيل المثال فإن أنظمة تسجيل الناخبين، يعمل لضمان سريتها المسؤولين الانتخابيين في الولايات، مع وزارة الأمن الداخلي، والحرس الوطني، وذلك لضمان حماية قواعد بيانات التسجيل من الهجمات الإلكترونية.
صحيح أن هناك بعض المشاكل حول تثقيف وتوعية الناخبين، في مكافحة المعلومات المضللة، حيث إن معظم مكاتب الانتخابات في الولايات تعاني من نقص في الموارد اللازمة لتثقيف الناخبين، لكن المهمة غالبًا تترك للمنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية.
لكن مرة أخرى، البنية التحتية الانتخابية التكنولوجية، تخضع لمعايير وضمانات صارمة ويتم تحديثها باستمرار بمرور الوقت للتعامل مع التهديدات المتغيرة.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز