علماء يبتكرون "رحما صناعيا" لمساعدة الأطفال المبتسرين
مجموعة من العلماء يبتكرون "رحما صناعيا"؛ أملا في أن يتم استخدامه لإنقاذ الأطفال المبتسرين الذين يولدون قبل ميعادهم بوقت كبير
ابتكر مجموعة من العلماء "رحما صناعيا"؛ أملا في أن يتم استخدام الجهاز لإنقاذ الأطفال المبتسرين وخصوصا هؤلاء الذين يولدون قبل ميعادهم بوقت كبير جدا، وحتى الآن لم تتم تجربة الرحم الصناعي إلا على أجنة الحوامل.
ووفقا لهيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية "إن بي آر" أشارت الهيئة إلى دراسة نشرت الثلاثاء، تم إجراؤها على 8 حالات، وتوصلت إلى أن الجهاز الذي تم ابتكاره فعال في تمكين الأجنة المولودة قبل موعدها بوقت كبير جدا من التطور والنمو بشكل طبيعي لنحو شهر، فيما أظهرت دراسات سابقة أن أجنة الحوامل تعد نماذج جيدة تحاكي تطور الأجنة البشرية.
ونقلت الهيئة الأمريكية عن آلان فليك، جراح في مستشفى أطفال فلاديلفيا وقائد فريق الدراسة التي نشرت في صحيفة ناتشر كومونيكاتيونس: "نجحنا جدا في استبدال الظروف الموجودة في الرحم الطبيعي في نموذجنا الجديد".
وأضاف: "شهدت أجنة الحوامل تطورا طبيعيا، حيث نضجت رئتهم وعقولهم بصورة طبيعية جدا.. حاولنا تطوير نظام يشبه بيئة الرحم بشكل كبير قدر الإمكان".
وتابع أنه يأمل هو وفريقه في تجربة الجهاز على الأجنة البشرية التي تولد قبل موعدها أو من يطلق عليهم الأطفال المبتسرين، خلال فترة ما بين 3 إلى 5 سنوات.
ويتكون الرحم الصناعي من كيس بلاستيك شفاف ممتلئ بسائل أمنيوتي صناعي. ويتم توصيل الكيس بآلة خارجية موصلة بالحبل السري لتكون بمثابة المشيمة، وتوفر التغذية والأكسجين إلى الدم وتتخلص من ثاني أكسيد الكربون.
وفي تجربة جنين الحمل، وضع العلماء الرحم الصناعي في غرفة مظلمة ودافئة حيث يمكن إصدار أصوات تشبه صوت قلب الأم للجنين ومراقبته بالموجات فوق الصوتية.
وعن تكوين الجهاز، يعلق فليك: "الفكرة كلها تكمن في دعم التطور الطبيعي وإعادة خلق كل شيء كان موجودا عند الأم قدر الإمكان لدعم تطور ونمو الجنين بصورة طبيعية".
من ناحية أخرى، امتدح باحثون آخرون الابتكار، ووصفوه بالمعجزة التكنولوجية التي تشكل خطوة هائلة في محاولة تحقيق شيء يتم السعي إليه منذ سنوات كثيرة، فضلا عن أنه سيساعد العلماء على معرفة وتعلم أكثر حول نمو الجنين الطبيعي. وقالوا إنه سيساعد آلاف الأطفال المبتسرين الذين يولدون سنويا، إذا تم اختبار الجهاز على البشر وثبت نجاحه.
وتصل فترة الحمل الطبيعي إلى نحو 40 أسبوعا، والرحم الصناعي مصمم للأطفال الذين تتم ولادتهم في الأسبوع الـ23 أو الـ24 من الحمل.
جدير بالذكر أن نحو نصف الأطفال المبتسرين ينجون من الموت، لكن 90% منهم يعاني من تعقيدات حادة مثل الشلل الدماغي والتخلف العقلي والنوبات والشلل والعمى والصمم. ووفقا للباحثين، يولد نحو 30 ألف طفل مبتسر قبل الأسبوع الـ26 من الحمل كل عام في الولايات المتحدة فقط.
لكن هناك مخاوف من استغلال هذا الجهاز الجديد في وضع أجنة السيدات اللاتي يردن الإجهاض فيه بدلا من قتلهم، أو طلب أصحاب العمل من الموظفات استخدام الأرحام الصناعية تجنبا لإجازة الوضع، أو قد تطلب شركات التأمين أيضا استخدامها لتجنب حالات الحمل وعمليات الولادة المكلفة.