التشكيلي الهندي إسلام نور: المشهد الفني الإماراتي ألهم الجميع
الفنان التشكيلي الهندي إسلام نور يؤكد أن تطور المشهد الفني والإبداعي في الإمارات يساعد في الانفتاح على الآخر والتعلم منه.
لم يكن يدرك الفنان التشكيلي الهندي إسلام نور يوماً أن الفرشاة والمساحات البيضاء ستصبح رفيقته في حله وترحاله، فالرسم لم يكن شغفه يوماً، ولكن ما تحمله الألوان من طاقة إيجابية، وانعكاسات على النفس، أجبرته على سلك دروب الفنون التشكيلية، ليبتعد عن رسم الوجوه والبورتريهات، بقدر اقترابه من أسماء الله الحسنى، التي أنار بها مساحات لوحاته البيضاء.
وجد نور في أسماء الله الحسنى بُعداً روحانياً خاصاً، وطاقة خالصة تعينه على مواجهة الحياة، وهو الذي حط رحاله في الإمارات منذ 12 عاماً، تاركاً مسقط رأسه نيودلهي، حيث كان يعمل هناك في شركة إعلانات، ليستفيد من خبرته في ابتكار أشكال جديدة للوحاته التي عرضها أخيراً في معرض حمل اسم "حي 99"، اتخذ من ردهات دبي مول ودبي مارينا مول، مساحة له، في وقت تزين فيه برج خليفة، الأطول في العالم، ببعض من لوحاته النابضة بألوان حية، تفيض بحرارة خالصة.
يقول الفنان إسلام نور، لـ"العين الإخبارية"، عن تجربته في الرسم التشكيلي: "لم أتوقع يوماً أن أكون فناناً، وسلوكي في طريق الرسم جاء صدفة، بعد أن اكتشفت مدى تأثير الألوان على نفسي الداخلية، وقدرتها على منحي الطاقة الإيجابية، ولذلك سعيت من خلال لوحاتي إلى استكشاف طبيعة الروابط بين الروحانية والفن، خاصة عندما أعمل على لوحات مستوحاة من أسماء الله الحسني، حيث أشعر بأنها تتدفق بالطاقة التي دائماً ما تسحرني وتكسبني الطاقة الإيجابية".
وأضاف: "في أسماء الله الحسني طاقة عالية لا يمكن تخيلها أبداً، وتركيزي على الموضوع الإلهي لأسماء الله الحسني الـ99، يأتي من منطق أن الحياة هي هدية إلهية قدمها لنا الله، وأعتبر أن اشتغالي بهذه الأسماء هو محاولة لتفسير القوة الإلهية، التي تحيط بنا، وأحاول دائماً إبراز ذلك من خلال الألوان".
ورغم عدم معرفته باللغة العربية فإن نور يرسم الأسماء بلغة الضاد، مستفيداً من طبيعة الحرف العربي، ورشاقته، وعن ذلك قال: "أدرك أن للخط العربي قواعد معينة، لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال في حال اعتمادي لأي نوع من الخطوط العربية، ولكن بالنسبة لي، أشعر دائماً أن طريقتي في كتابة الأسماء وتشكيلها في لوحاتي تحررني من هذه القواعد، وتمنحني بعداً أكبر في تخيل شكل الحرف العربي وما يمتاز به من انسيابية ورشاقة خالصة، لم ألمسها أبداً في حروف اللغات الأخرى".
ويؤكد نور أن عدم التزامه بقواعد الخط العربي يمنحه الحرية الكاملة في اختيار الألوان ويتيح له فرصة تداخل الحروف، مشيرا إلى أن لوحاته يستوحيها من طبيعة معنى الاسم الإلهي، وقال: "لهذا السبب لا يمكن لأي لوحة من لوحاتي أن تشبه الأخرى، سواء في طريقة إنجازها أو حتى ألوانها".
وأشار نور إلى تأثره بما تعيشه الإمارات من تسامح وتآلف بين الجنسيات، وقال: "أعترف بأن تنوع الجنسيات المقيمة في الإمارات ساعدني كثيراً في التعرف على الثقافات الأخرى، والاستفادة منها، والتأثر والتأثير في بعضها".
وأكد أن تنوع الثقافات أثر بشكل إيجابي في المشهد الفني والإبداعي الذي تتمتع به الإمارات، وقال: "بلا شك تطور المشهد الفني والإبداعي في الإمارات ساعدنا جميعاً في الانفتاح على الآخر، والتعلم منه، والتعرف على طبيعة المدارس التشكيلية المختلفة، وقد دعم ذلك ارتفاع عدد المعارض والجاليريهات، التي تنقل لنا إحساس الثقافات الأخرى بالجمال، وطريقة تعاملها معه، وذلك بالتأكيد يزيد من عطائنا في هذا المجال".
ونظم نور حتى الآن 11 معرضاً فردياً في الإمارات، ورسم أكثر من ألف لوحة منذ 2003 حتى الآن، وكلها تتناول أسماء الله الحسنى، وأصدر أخيراً كتابه "أسماء الله الحسنى 99"، حيث يقدم بين دفتيه شرحاً خاصاً لمعنى كل اسم، مرفقاً بواحدة من لوحاته التشكيلية، التي يبرز فيها طبيعة الألوان المستخدمة ونوع القماش وأبعاد اللوحة، وطريقة التشكيل المعتمد فيها.
aXA6IDE4LjExOC4xMzcuOTYg جزيرة ام اند امز