حل الدولتين وأزمات العالم.. «وصايا آسيان» من فلسطين لبحر الصين
من حرب غزة، وأوكرانيا، وأزمة ميانمار، إلى التوترات في بحر الصين الجنوبي، وكوريا الشمالية، ركزت قمة رابطة آسيان، التي عقدت في لاوس، على مدار يومين، على محاولة وضع حلول لأبرز الأزمات والقضايا الشائكة بالعالم.
وفي بيانها الختامي للاجتماع السابع والخمسين لوزراء خارجية رابطة أمم جنوب شرق آسيا، الذي عقد تحت شعار "رابطة أمم جنوب شرق آسيا: تعزيز الاتصال والقدرة على الصمود"، ليؤكد على أهمية التعاون لتعزيز السلام والاستقرار والأمن والتنمية والنمو بالعالم وتعزيز المرونة الإقليمية للاستجابة للتحديات المشتركة والناشئة.
وشددت على الأهمية الاستراتيجية لمنطقة آسيا بالنسبة للسلام والأمن والاستقرار، وكذلك بالنسبة لشركائنا الخارجيين، مؤكدة على ضرورة فتح السبل التي تسهل الحوار البناء والتعاون الملموس لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية التي قد تؤثر على منطقتنا.
غزة وحل الدولتين
وأعربت الرابطة عن بالغ القلق إزاء الحالة الإنسانية المتردية في غزة، التي تفاقمت في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، معبرة عن إدانتها لجميع الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية، والتي أسفرت عن العدد المقلق من الضحايا، لا سيما النساء والأطفال، وتقييد الوصول إلى الغذاء والماء والاحتياجات الأساسية الأخرى، مما أدى إلى مزيد من التدهور في الأزمة الإنسانية في غزة.
وحثت جميع الأطراف المعنية على قبول اقتراح وقف إطلاق النار على النحو المبين في الفقرة 2 من قرار مجلس الأمن 2735. والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ولا سيما 23 من مواطني رابطة أمم جنوب شرق آسيا والنساء والأطفال والمرضى وكبار السن.
وأثنت على جهود مختلف الدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا في تقديم المساعدة الإنسانية إلى غزة، وحثت جميع الدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا وشركائنا الخارجيين على مواصلة تقديم وتيسير هذه المساعدة لغزة.
كما عبرت عن دعمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة للاضطلاع بمهمتها بفعالية وكفاءة، والبدء في العمل على إعادة الإعمار بعد انتهاء النزاع.
ودعت إلى تسهيل وصول إنساني سريع وآمن ودون عوائق ومستدام إلى جميع المحتاجين، بما في ذلك من خلال زيادة القدرات عند المعابر الحدودية، بما في ذلك عن طريق البحر.
وطالبت جميع الأطراف إلى حماية المدنيين والتقيد بالقانون الإنساني الدولي وبحقوق الإنسان، والعمل من أجل التوصل إلى حل سلمي للنزاع بهدف تحقيق حل الدولتين وفقًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة A/RES/ES -10/23 بشأن قبول أعضاء جدد في الأمم المتحدة بتاريخ 10 مايو/أيار 2024 والذي صوتنا جميعًا لصالحه.
كما طالبت الرابطة بإنهاء الوجود غير القانوني لإسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة في أسرع وقت ممكن. وأكدت من جديد أهمية التمسك بالقانون الدولي.
وأعربت عن القلق البالغ إزاء تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، ودعت جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس، وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع، وحل الخلافات من خلال الدبلوماسية والحوار لصالح الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، السبت، إن الولايات المتحدة "تعمل يوميا بشكل حثيث" من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإيجاد مسار لسلام وأمن دائمين.
جاء ذلك في تصريحات لبلينكن خلال اجتماع لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في لاوس.
وجاءت تصريحاته بعدما قالت نظيرته الإندونيسية ريتنو مرسودي إنه يتعين التوصل بشكل عاجل إلى سلام دائم وإن القانون الدولي ينبغي أن يسري على الجميع.
ويمثل تعليق الدولة ذات أكبر أغلبية مسلمة في العالم إشارة غير مباشرة إلى قرارات اتخذتها محكمتان دوليتان مؤخرا بشأن هجمات إسرائيل على غزة.
وأضافت مرسودي "لا يمكننا مواصلة غض الطرف عن الوضع الإنساني الأليم في غزة".
بحر الصين الجنوبي
وناقشت الرابطة الوضع في بحر الصين الجنوبي، حيث أعربت بعض الدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا عن مخاوفها بشأن الأنشطة والحوادث الخطيرة في المنطقة، بما في ذلك الإجراءات التي تعرض سلامة جميع الأشخاص للخطر، والأضرار التي لحقت بالبيئة البحرية، والتي أدت إلى تآكل الثقة، وزيادة التوترات، وقد تقوض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة"، كما خطط القادة للقول، مستخدمين لغة مماثلة كما في البيانات السابقة.
وأكدت من جديد الحاجة إلى تعزيز الثقة المتبادلة، وممارسة ضبط النفس في القيام بالأنشطة التي من شأنها أن تعقد أو تصعد النزاعات وتؤثر على السلام والاستقرار وتجنب الإجراءات التي قد تزيد من تعقيد الوضع.
وشددت على الحاجة إلى السعي إلى الحل السلمي للنزاعات وفقًا لمبادئ القانون الدولي المعترف بها عالميًا، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982. وأهمية عدم العسكرة وضبط النفس في تنفيذ جميع الأنشطة من قبل جميع الدول.
وبينت أهمية الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار والسلامة وحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي والتحليق فوقه وتعزيزها، وأهمية بحر الصين الجنوبي كبحر للسلام والاستقرار والازدهار.
شبه الجزيرة الكورية
وأعربت عن القلق البالغ إزاء التصعيد المتزايد للتوترات في شبه الجزيرة الكورية، ولا سيما التجارب الصاروخية المتكررة.
ودعت جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن والعودة إلى الحوار السلمي من أجل تحقيق نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه.
وأكدت على استعدادها للعب دور بناء في تسهيل الحوار وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية.
ودعت كوريا الشمالية إلى الامتثال الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وإجراء حوار سلمي بين الأطراف المعنية، ومواصلة العمل من أجل تحقيق سلام دائم واستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
أوكرانيا
وفيما يتعلق بأوكرانيا، كما هو الحال بالنسبة لجميع الدول، واصلت التأكيد على احترامها للسيادة والاستقلال السياسي والسلامة الإقليمية.
وكررت دعوتها للامتثال لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وأهمية الوقف الفوري للأعمال العدائية والمشاركة الجادة في حوار حقيقي من أجل الحل السلمي للنزاع.
كما عبرت عن الدعم لجهود الأمين العام للأمم المتحدة في البحث عن حل سلمي، ودعت لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون عوائق للمحتاجين في أوكرانيا، وإلى حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والأشخاص الذين يعيشون في أوضاع هشة.
ميانمار
وبشأن ميانمار، أعربت الرابطة عن بالغ قلقها إزاء التدهور المستمر للوضع الإنساني في ميانمار، وتصاعد أعمال العنف ضد المدنيين.
وأكدت مجدداً على ضرورة الالتزام بخطة عمل الآسيان ذات النقاط الخمس لحل الأزمة، وقف العنف فوراً والعودة إلى الحوار السلمي.
كما شددت على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وتوفير بيئة آمنة لعودة النازحين، ورحبت بالجهود الإقليمية والدولية المبذولة لحل الأزمة، وشددنا على أهمية التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية لضمان نجاح هذه الجهود."
التعاون وتعزيز رابطة آسيان
وأكدت الرابطة على التزامها بتكثيف التعاون عبر الركائز المجتمعية الثلاث، وتعزيز ربط البنية التحتية، وتضييق فجوة التنمية، وتعزيز التكامل الاقتصادي، وتعزيز التبادلات الشعبية، وتعزيز القدرات والفاعلية المؤسسية.
وشددت من جديد على مركزية الرابطة وأهميتها ومرونتها، "مع تعزيز علاقاتنا مع الشركاء الخارجيين والهيكل الإقليمي المتطور مع رابطة أمم جنوب شرق آسيا كقوة دافعة".
وجددت التزامها بالتنفيذ الكامل والفعال لرؤية مجتمع الآسيان 2025. كما أكدنا من جديد التزامنا بتعزيز جماعة رابطة أمم جنوب شرق آسيا ووحدتها ومركزيتها.
وأبرزت أهمية الحفاظ على بنية إقليمية محورها رابطة أمم جنوب شرق آسيا ومفتوحة وشاملة وشفافة ومرنة وقائمة على القواعد تدعم القانون الدولي وتعزيز مشاركتنا وتعاوننا مع شركاء الحوار والشركاء الخارجيين، بما في ذلك من خلال الآليات القائمة التي تقودها رابطة أمم جنوب شرق آسيا، في تعزيز السلام والاستقرار والأمن والتنمية والنمو لتعزيز مرونتنا الإقليمية للاستجابة للتحديات المشتركة والناشئة.
كما جددت الالتزام المشترك بالحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وتعزيزها، وكذلك بالحل السلمي للنزاعات، بما في ذلك الاحترام الكامل للعمليات القانونية والدبلوماسية، دون اللجوء إلى التهديد بالقوة أو استخدامها، وفقًا لمبادئ القانون الدولي المعترف بها عالميًا، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982.
وشددت على الالتزام القوي بدعم الإقليمية والتعددية وشددنا على أهمية الالتزام بالمبادئ الرئيسية والقيم والمعايير المشتركة المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وميثاق رابطة أمم جنوب شرق آسيا وإعلان منطقة السلام والحرية والحياد ومعاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 ومعاهدة المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في جنوب شرق آسيا وإعلان قمة شرق آسيا لعام 2011 بشأن مبادئ العلاقات ذات المنفعة المتبادلة وتوقعات رابطة أمم جنوب شرق آسيا بشأن منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
aXA6IDMuMTQ3LjYyLjk5IA== جزيرة ام اند امز