قصة صفقة.. أشلي كول وتشيلسي "عقوبات بالجملة"
حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم.
تعج حكايات صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي أحد أغرب الصفقات التي حدثت في الكرة الإنجليزية بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن الظهير الأيسر أشلي كول وانتقاله من أرسنال إلى الجار تشيلسي.
مخالفة قانونية وعقوبات
كان أشلي كول من رموز نادي أرسنال، وهو الذي بدأ كرة القدم في قطاع الناشئين بالنادي حتى تم تصعيده للفريق الأول عام 1999، ثم انتقل لفترة قصيرة مدتها 6 أشهر في 2000 إلى كريستال بالاس بنظام الإعارة، ليعود ويصبح أساسيا في خطط المدرب الفرنسي أرسين فينجر.
استطاع كول على مدار 227 مباراة مع أرسنال المساهمة بصورة فعالة في تحقيق الفريق لثلاثة ألقاب لكأس الاتحاد الإنجليزي ولقبين للدوري الممتاز، منهما نسخة بدون هزيمة موسم 2003-2004، فضلا عن الدرع الخيرية في مناسبتين.
وفي الوقت الذي كانت فيه ساحة المنافسة على الألقاب في الكرة الإنجليزية منحصرة بين أرسنال ومانشستر يونايتد، ظهر تشيلسي منتصف عام 2003 بشكل جديد تحت مالكه الروسي رومان أبراموفيتش.
كول كان يعد من أبرز لاعبي البريمييرليج في مركز الظهير الأيسر، وفي ظل مسعى تشيلسي لتقوية صفوفه بشكل دائم، بحث عن صفقة صعبة وهي التعاقد مع لاعب الجار أرسنال.
ولعلمه أن الأمور لن تكون سهلة، قرر تشيلسي اختيار طريقة غير قانونية لبحث ضم كول، وذلك عبر التواصل مع اللاعب ووكيله دون علم ناديه، في يناير/كانون الثاني 2005.
عملية التواصل تمت في أحد فنادق العاصمة البريطانية "لندن"، حيث التقى مورينيو وبيتر كينيون، الرئيس التنفيذي لتشيلسي، بكول ووكيله جوناثان بارنيت، وتفاوضوا على انتقال اللاعب لـ"البلوز".
قدم تشيلسي عرضا مغريا لكول، حيث أوضح أنه سيتقاضى حال انتقاله لـ"البلوز" راتبا شهريا يقدر بـ90 ألف جنيه إسترليني، وهو أكثر ما عرضته إدارة أرسنال على اللاعب لتمديد عقده بواقع 55 ألف جنيه إسترليني.
علمت إدارة أرسنال بهذه الجلسة، وتقدمت بشكوى رسمية ضد تشيلسي ومورينيو وكول أمام رابطة البريمييرليج التي قررت تغريم اللاعب 100 ألف جنيه إسترليني لتواصله مع نادٍ آخر دون إذن أرسنال، فيما عوقب تشيلسي بغرامة 300 ألف جنيه إسترليني ومورينيو بـ200 ألف جنيه إسترليني.
جوناثان بارنيت، وكيل أعمال اللاعب، نال أيضا عقوبات قوية، إذ حظر عليه ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة 18 شهرا مع تغريمه بقيمة 100 ألف جنيه إسترليني.
بعد تلك القرارات، حاولت إدارة أرسنال الإبقاء على اللاعب لفترة طويلة، وبالفعل تم تمديد عقده في 18 يوليو/تموز 2005، غير أن كول قرر بداخله ضرورة مغادرة "المدفعجية".
حاولت الأطراف المدانة الاستئناف على القرار، وبالفعل تم تخفيض العقوبة المالية في أغسطس/آب 2005 على كول إلى 75 ألف جنيه إسترليني، فيما خفضت عقوبة مورينيو لـ75 ألف جنيه إسترليني، بينما ظلت العقوبتان على تشيلسي ووكيل اللاعب دون تغيير.
15 يوليو/تموز 2006، كان يوما حاسما في مستقبل كول بأرسنال، حيث قام بنشر كتاب عن سيرته الذاتية، وحمل انتقادات لاذعة لإدارة أرسنال بسبب قضيته الخاصة بتشيلسي، حيث رأى أن النادي تعامل معه مثل "كبش الفداء"، ووضعه في مرمى انتقادات الجماهير.
إدارة أرسنال لم تستطع السكوت أمام ذلك الأمر، وخرجت منتقدة كتاب كول، وأكدت أن معاقبة اللاعب كانت ضرورية لتواصله بشكل غير قانوني مع تشيلسي.
جالاس مفتاح الحل
تبادل الاتهامات بهذا الشكل على وسائل الإعلام كان بمثابة دلالة واضحة على قرب رحيل كول، وهو ما أكدته واقعة عدم تواجد صورة اللاعب في التشكيلة الرسمية للفريق الخاصة بموسم 2006-2007.
هنا، قرر تشيلسي هذه المرة الدخول في مفاوضات بشكل قانوني مع "المدفعجية" لبحث ضم كول، وقد أعلن ديفيد دين، نائب رئيس أرسنال، أن ناديه و"البلوز" دخلا في مفاوضات حول اللاعب.
المفاوضات لم تكن بالطبع سهلة، بالنظر لما حدث قبل عام والعقوبات التي وقعت، وهو ما جعل أرسنال يرفض عرض تشيلسي لضم كول مقابل 16 مليون جنيه إسترليني، حيث أصرت إدارة النادي اللندني على 25 مليون جنيه إسترليني، نظير الموافقة على رحيل كول.
استمرت المفاوضات طوال شهري يوليو وأغسطس، دون أي تقدم وبدا أنها تتجه إلى طريق مسدود، حتى جاء ويليام جالاس، مدافع تشيلسي، بمثابة الحل لتعثر المحادثات.
قبل ساعات من غلق سوق الانتقالات في 31 أغسطس، قرر تشيلسي تقديم عرض مختلف يتضمن قيمة مالية بـ5 ملايين جنيه إسترليني، بالإضافة إلى الاستغناء عن جالاس نظير الحصول على توقيع كول.
جاءت موافقة أرسنال متأخرة على عرض تشيلسي، قبل دقائق من غلق سوق الانتقالات، وتسرب الخبر للصحافة البريطانية، ولكن دون أن يتم الإعلان الرسمي، وهو ما أثار الشكوك حول إمكانية عدم إتمامها، خاصة مع إغلاق السوق.
أصبح كول خائنا في نظر جماهير أرسنال، وهو ما وضح في المباريات التي جمعت الفريقين بعد ذلك، وكانت أشهر الوقائع إلقاء أوراق عملة مزيفة بقيمة 20 جنيها "إسترليني" في وجه اللاعب عندما واجه الناديان بعضهما لأول مرة منذ إتمام تلك الصفقة في 10 ديسمبر/كانون الأول 2006.
مسيرة كول مع تشيلسي حتى الرحيل في صيف 2014 صوب روما الإيطالي، كانت بالتأكيد أفضل بكثير من تلك التي كانت بقميص أرسنال، حيث استطاع اللاعب مع "البلوز" تحقيق مختلف البطولات المحلية والقارية بواقع 4 ألقاب لكأس الاتحاد الإنجليزي ولقب للدوري الممتاز وكأس رابطة المحترفين والدرع الخيرية ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.