الذين استخدموا عشماوي كثيرون من دول إقليمية خصوصا قطر ودول أخرى كانت تسعى لإشعال المنطقة بالحروب والفوضى
بتسلم مصر الإرهابي عشماوي من الجيش الوطني الليبي، الذي يعتبر صيداً ثميناً وصندوقاً أسود، ستنطوي صفحة مؤلمة تقاسمتها ليبيا ومصر بل أفريقيا، بعد أن طالت يد الغدر لهذا الإرهابي الكثير من الليبيين والمصريين الأبرياء، فقد كان عشماوي بداية ونهاية إحدى صفحات الإرهاب العابر للحدود، حيث كان يرأس تنظيماً إرهابياً يتخذ من جبال وتضاريس درنة الليبية الصعبة مخبأ له.
نهاية عشماوية، بالتأكيد ليست نهاية التنظيمات الإرهابية، ولكنها نهاية صفحة من كتاب الإرهاب في المنطقة، تؤكد أن تكاتف الجهود يثمر سقوط الكثير من الإرهابيين، ورؤوس أفاع أخرى، سواء أخرجت رؤوسها من جحورها أم اختبأت فيها
عقب ثمانية أشهر من التحقيق في ليبيا أعلن الجيش الوطني الليبي تسليم الإرهابي هشام عشماوي لمصر، وفق الاتفاقية الخاصة بالتعاون القضائي السارية المفعول الموقعة بين ليبيا ومصر إلى رئيس المخابرات العامة المصرية، الذي جاء إلى ليبيا في زيارة خاصة.
عشماوي الذي انتقل من الولاء للدولة وعقيدة المؤسسة العسكرية الوطنية إلى الفكر التكفيري.. عشماوي الذي كان في قبضة قوات الجيش الليبي بعد عملية نوعية أثناء تحرير مدينة درنة، هو هشام عشماوي الضابط السابق في الجيش المصري برتبة رائد بقوات الصاعقة، وأحد مؤسسي «أنصار بيت المقدس» وأمير في تنظيم المرابطين.
القبض على عشماوي والتحقيق معه مكن السلطات الليبية والمصرية من فك شفرة أخطبوط المليشيات الإرهابية وطرق ومسارات تمويلها من دول تمويل الإرهاب التي تتصدرها قطر، ومكنت السلطات من معرفة المزيد عن تنظيم عشماوي الهارب والمختبئ لسنوات في مدينة درنة، في ظل تستر وحالة إنكار لوجوده من سدنة الإسلام السياسي وعرّابي تنظيم «الإخوان»، الذين أنكروا وجوده ووجود تنظيمه وجاهروا بدعم من سموهم «ثوار درنة» و«مجاهدي درنة» الذين كان عشماوي وسرور قياديين بينهم.
قيادات «الإخوان» الذين كانوا يجاهرون بدعم هؤلاء الإرهابيين أشركهم للأسف المجتمع الدولي في العملية السياسية في ليبيا تحت اسم «اتفاق الصخيرات»، الاتفاق الذي لم يتفق عليه حتى من جلس في منتجع الصخيرات لاحتساء القهوة، اتفاق لم يتفق عليه كانت عرّابته السفيرة الأمريكية ديبورا جونز في عهد أوباما وهيلاري كلينتون، أكبر عرابي توطين الإسلام السياسي في الشرق الأوسط.
الذين استخدموا عشماوي كثيرون من دول إقليمية خصوصاً قطر ودول أخرى كانت تسعى لإشعال المنطقة بالحروب والفوضى لتحقيق مصالح ضيقة على جثث الأبرياء ودمائهم عبر استخدام أمثال عشماوي وسرور وآخرين، ممن تتوفر فيهم شروط الطاعة العمياء والتنفيذ دون تردد أو سؤال عن الهدف من قتل الأبرياء.
عشماوي الذي تلاحقه دماء الليبيين في درنة وبنغازي ودماء المصريين في مذبحة كمين الفرافرة، ومذبحة العريش الثالثة وغيرهما من عمليات الإجرام والإرهاب العابرة للحدود التي كان يخطط ويجهز لها.. عشماوي الذي ظهر أجبن مما كان يعتقد حين القبض عليه، حيث كان مزوداً بحزام ناسف وأسلحة نارية ولم يكن أعزل لحظة القبض عليه من قبل الجيش الليبي، لتظهر حقيقة هؤلاء المجرمين، الذي رغم ساديتهم وحبهم للدماء والغدر والقتل، فإنهم جبناء وأذلاء لحظة القبض عليهم، ويتوسلون حياتهم لحظة القبض عليهم.
عشماوي كان جزءاً من مشروع الفوضى والإرهاب الذي سعى نظام الحمدين القطري لتسويقه في المنطقة، وتهديد استقرار ليبيا ومصر، منذ سيطرة تنظيم «الإخوان» على مقاليد السلطة في ليبيا منذ عام 2011 ضمن مشروع «الربيع العربي» الذي كانت قطر رأس الحربة في مشروع الفوضى.
نهاية عشماوية.. بالتأكيد ليست نهاية التنظيمات الإرهابية، ولكنها نهاية صفحة من كتاب الإرهاب في المنطقة، تؤكد أن تكاتف الجهود يثمر سقوط الكثير من الإرهابيين، ورؤوس أفاع أخرى، سواء أخرجت رؤوسها من جحورها أم اختبأت فيها.
نقلاً عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة