يقوم أردوغان في مثل هذا التوقيت برأب الصدع مع الدول العربية ومحاولة التقرب منها للوقوف معه في وقت تعيش فيه تركيا أسوأ مراحلها.
في تحدٍّ صارخ للدول العربية هاجم أردوغان تلك الدول خاصة دول الخليج بأنها لم تكن موجودة سابقاً، وربما لن تكون موجودة مستقبلاً، مثل هذا الخطاب البائس يظهر مدى الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها أردوغان خاصة بعد فشله الذريع سياسياً، واقتصادياً بالداخل والخارج.
لقد كشف أردوغان عن مشروعه بوضوح أنه لا يقل خطراً عن المشروع الإيراني، واستخدم نفس المفردات التي كان يرددها المرشد الإيراني ضد الدول العربية.
ليعلم الجميع أن دول الخليج العربية التي يحاول أردوغان تقزيمها ومهاجمتها بشكل يكشف عقليته التي تسببت في خسارة تركيا الشرق والغرب، وباتت في عهد أردوغان دولة تتبع محور الشر العالمي.
يا أردوغان.. هل تعلم أن فضل دول الخليج العربية كبير لدعم بلادك، إذ تعتبر ثالث أكبر داعم للاستثمارات داخل بلادك، ووصل حجم الدعم من عام 2003 إلى 2018 أكثر من 20 مليار دولار، وكان لها دور كبير في نهضة تركيا الاقتصادية.
يا أردوغان.. هل تعلم أن دول الخليج استقطبت مئات الآلاف من الأتراك يعملون بها، مما له الأثر الكبير في دعم الاقتصاد التركي خلال العقود الماضية.
ليس فقط دول الخليج فحسب، بل نجد أردوغان يهاجم الدول العربية التي لها فضل كبير لدعم اقتصادها، حيث تشير الإحصاءات عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا، إذ وصل إلى 16 مليار دولار في بعض الأحيان، ويقوم أردوغان بمهاجمة وقصف شمال العراق بل أكثر من ذلك، استخدم أردوغان سلاح المياه ضد العراق عبر تقليص منسوب مياه النهر المتجه للعراق.
حتى الآن يسير التبادل التجاري، الذي تجاوز أكثر من 50 مليار دولار مع الدول العربية، لمصلحة تركيا، وهو داعم لاقتصاد تركيا، ومع ذلك لم يحترم أردوغان العرب، بل دوماً يهدد الدول العربية بأقبح العبارات ويرسل جيوشه العسكرية بالعراق وسوريا وليبيا ضارباً بعرض الحائط القوانين الدولية.
في وقت تعيش فيه تركيا حالياً فاتحة جبهات متعددة مع أوروبا في شرق المتوسط وكذلك في ليبيا وسوريا والعراق، وأيضاً دعمه المطلق الذي وصل حد إرساله المرتزقة إلى دولة أذربيجان، التي تعيش حالة حرب مع جارتها أرمينيا، ويتمثل هذا الدعم بأن يدخل أردوغان بلاده في تصادم واضح مع دول صديقة لتركيا مثل روسيا والتي تربطها علاقات تجارية كبيرة معها، ومع ذلك لم يحترمها أردوغان.
وبدلاً من أن يقوم أردوغان في مثل هذا التوقيت برأب الصدع مع الدول العربية ومحاولة التقرب منها للوقوف معه في وقت تعيش فيه تركيا أسوأ مراحلها؛ نجد أردوغان يطلق لسانه بمهاجمة الدول العربية خاصة الخليجية، ليكشف للعالم أجمع عن فشله السياسي الذي أوصل تركيا حالياً إلى أن تخسر الشرق والغرب.
يا أردوغان.. أسأل أجدادك مَن هم العرب؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة