«خازن الأسرار».. علاقة خاصة جمعت طلعت زكريا بهنا الزاهد

ترك رحيل الفنان طلعت زكريا ندبة غائرة في قلب النجمة هنا الزاهد، التي وصفته بوالدها الحقيقي ورفيق عمرها منذ مراهقتها.
علاقة صادقة وعميقة جمعت بين الفنانة المصرية هنا الزاهد والفنان الراحل طلعت زكريا، الذي توفي في 8 أكتوبر/تشرين الأول عام 2019 عن عمر ناهز 58 عامًا، بعد مشوار فني قصير نسبيًا لكنه زاخر بالأدوار المؤثرة والعطاء الفني.
لم تكن علاقة هنا الزاهد بطلعت زكريا مجرد صلة قرابة عبر زواجه من والدتها، بل ارتقت إلى مستوى الأبوة الكاملة، كما أكدت في تصريحات إعلامية متكررة.
وفي لقائها مع الإعلامي الإماراتي أنس بوخش، تحدثت الزاهد بحرارة عن تفاصيل هذه العلاقة، واصفة زكريا بأنه كان والدها بمعنى الكلمة، يحمل قلبًا رقيقًا وروحًا مرحة وأخلاقًا راقية.
وأشارت الزاهد إلى أن صدمة رحيله كانت قاسية عليها إلى درجة جعلت من حولها عاجزين عن إدراك حجم ألمها. وقالت: "رحيله كان صدمة، شعرت وكأنني فقدت والدي الحقيقي. كنت أناديه 'أبي'، وكان ركنًا أساسيًا في حياتي، ولذلك لم يفهم كثيرون حجم ألمي".
وروت أيضًا موقفًا خاصًا يتعلق برد فعل زوجها يوم وفاة زكريا، حيث أبدى استغرابه من حزنها الشديد، لكنها لم تستطع في تلك اللحظة أن تشرح له أن طلعت لم يكن مجرد زوج لوالدتها، بل كان بمثابة الأب الذي رافقها منذ سن الرابعة عشرة، تقاسمت معه أسرارها وهمومها، أحيانًا أكثر مما كانت تشاركه مع والدتها.
وأضافت: "الكثير لم يفهموا ما أشعر به. هو عاش معنا 14 عامًا، وهذا زمن طويل. كان إنسانًا طيبًا وحنونًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأحببنا أولاده كثيرًا. وجوده بيننا كان نعمة من الله".
وأكدت أن العلاقة بينهما كانت تتجاوز الصلات الشكلية، فالرجل الذي ساندها في فترات صعبة، واحتضن نشأتها، وشاركها تفاصيل حياتها، لا يمكن إلا أن يُمنح مكانة الأب الحنون. قالت: "كان وجوده أمانًا لي، وكان دائمًا داعمًا في اللحظات الحرجة من حياتي".
من هو طلعت زكريا؟
ولد الفنان طلعت زكريا محمد يوسف في 29 مارس/آذار عام 1960 بمحافظة الإسكندرية. ولأنه كان شغوفًا بالفن، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية – قسم التمثيل والإخراج، وتخرج فيه عام 1984، حيث كان من الطلاب المتميزين.
بدأ حياته المهنية على خشبة المسرح، من خلال مسرح قصر ثقافة الحرية في الإسكندرية، وشارك لاحقًا في عروض مسرحية مهمة، أبرزها تلك التي جمعته بنجوم مثل سمير غانم.
واجه في بداياته صعوبات مالية جعلته يفكر في التخلي عن التمثيل، غير أن لقاءه بالمخرج سعيد حامد غيّر مسار حياته، حيث منحه دورًا في فيلم "حادي بادي"، وهو ما اعتُبر الانطلاقة الفعلية له في عالم السينما.
ورغم العقبات، لم يستسلم زكريا للأدوار الثانوية، بل واصل سعيه نحو البطولة. وكان له ما أراد عام 2008 حين حصل على دور البطولة في فيلم "طباخ الرئيس"، وهو الحلم الذي راوده طويلًا، بأن تتصدر صوره جدران المدن. لكن هذه الفرحة لم تكتمل، إذ أصيب بعدها بأزمة صحية خطيرة إثر انفجار في أحد شرايين المخ، ما أثر على صحته لاحقًا.
وبرحيله، بقيت صورته حاضرة في ذاكرة جمهوره، خاصة في وجدان هنا الزاهد، التي لا تزال ترى فيه الأب الذي رافق خطواتها الأولى في الحياة، وغرس فيها قيمًا لا تُنسى.
aXA6IDMuMTM1LjE4NS40MyA= جزيرة ام اند امز