الغوطة.. الأسد يتباهى بسيارته وسط "جحيم الأرض"
توجه الرئيس السوري بشار الأسد قائدا سيارته من طراز "هوندا سيفيك" إلى المناطق التي استعادها النظام مؤخرا بالغوطة الشرقية.
على الرغم من أعمال العنف الوحشية التي شهدتها الغوطة الشرقية منذ فبراير/شباط الماضي وأسفرت عن مقتل حوالي 1350 قتيلًا بينهم 270 طفلًا، توجه الرئيس السوري بشار الأسد قائداً سيارته من طراز "هوندا سيفيك" إلى المناطق التي استعادها النظام مؤخراً بالغوطة الشرقية.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الأسد صوّر رحلته إلى الغوطة الشرقية للقاء قوات النظام في عرض لإظهار هيمنة النظام.
وتوجه الأسد من مركز مدينة دمشق قائداً سيارته بجوار سيارات الأجرة والمارة دون أن يلاحظه أحد.
وقال الأسد في بداية سلسلة فيديوهات منشورة على حسابات التواصل الاجتماعي للرئاسة السورية: "ذاهبون إلى الغوطة لرؤية الوضع".
خلال مقاطع الفيديو التي التقطت للأسد، لم يذكر أي شيء عن حملة القصف التي شنتها الحكومة على الغوطة الشرقية، لكنه قال: "بمشيئة الله، أي شيء يمكن تحريره دون قتال أفضل"، هذا فيما كان يسير بين الحقول الخضراء التي تتوسطها صورة لمنازل مدمرة.
وخلال السنوات السبع الماضية، قتل مئات الآلاف من السوريين في حرب لم تنتهِ حتى الآن.
وسيطرت قوات النظام منذ 18 فبراير/شباط على 70% من الغوطة التي تحاصرها منذ 5 سنوات تقريباً، وفصلها إلى 3 جيوب.
وفي 18 فبراير/شباط الماضي بدأت حكومة النظام حملة قصف على الغوطة الشرقية حولتها إلى "جحيم على الأرض" مثلما وصفها المجتمع الدولي والسكان والأطقم الطبية، خاصة مع عمليات استهداف المستشفيات ومنع وصول الإمدادات الإنسانية للسكان الذين وجدوا ملجأهم تحت الأرض، للاحتماء من القصف المتواصل.
كما شهدت الحرب السورية مئات الآلاف من الضحايا، لكن من تكبدوا الثمن الأكبر كانوا الأطفال، فمن بين أطفال يقدر عددهم بنحو 10 ملايين طفل سوري، هناك 8.6 مليون في حاجة لمساعدة ماسة، وما يقرب من 6 ملايين طفل إما نازحون أو لاجئون، وحوالي 2.5 غير ملتحقين بالمدارس.
وتحدث أطباء وأطقم طبية عن معركتهم في محاولة إنقاذ الأطفال الذين يصلون بين الحياة والموت، مصابين بإصابات تعكس الأهوال التي تعرضوا لها بفعل نيران لا هوادة فيها.
يخرج الكثيرون من الأطباء والمسعفين وعمال الإنقاذ من منازلهم وفي عقولهم صور عائلاتهم التي ربما ستكون آخر مرة يجتمعون فيها معاً، لكنهم يتذكرون أن لديهم مهمة وعليهم إتمامها حتى النهاية.
والسبت الماضي، أعلنت روسيا مغادرة أكثر من 7 آلاف شخص الغوطة الشرقية، بعدما دعا جيش النظام السكان للخروج عبر "المخارج الآمنة" التي حددها.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، أن عدد السوريين الذين غادروا منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة بالغوطة إلى مناطق سيطرة النظام بلغ 12 ألفاً.
وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد، إنه النزوح الجماعي الأكبر منذ بدء قوات النظام هجومها على الغوطة في 18 فبراير/شباط.