تفاصيل لافتة لمخطط لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، تبوح بأسرار عن "داعش" تعبر هذه المرة أسوار أمريكا نفسها.
لم يكن يعلم أن حياته مازالت في خطر حتى بعد مغادرة المكتب البيضاوي بل ومغادرة واشنطن بأكملها منذ أكثر من 10 سنوات.
جورج بوش الابن الذي وُصفت فترتا رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية بأنها ضمن الأسوأ في تاريخ البلاد.
بوش الذي سبب غزوه للعراق فراغا تغذى عليه داعش ونما، كان قاب قوسين أو أدنى من التعرض للاغتيال على يد عراقي موال للتنظيم ذاته، حيث كشفت مجلة "فوربس" النقاب عن مذكرة رفعت "إف بي أي" عنها صفة السرية، بأن المباحث الفيدرالية الأمريكية أحبطت محاولة اغتيال لبوش.
التفاصيل المثيرة التي احتوتها المذكرة روت مسار الإعداد لعملية الاغتيال، بداية من دخول المتهم الرئيسي لأمريكا وهو شهاب أحمد شهاب، الذي دخل عام 2020 بتأشيرة سياحية ولديه طلب لجوء معلق، ليتسنى له عمل دوريات مراقبة واستطلاع حول منزل بوش.
الخطوة التالية تمثلت في محاولة المتهم شهاب تهريب عدد من الأفراد للولايات المتحدة عبر الحدود المكسيكية، وتأمين وثائق هوية مزيفة لهم.
من بين هؤلاء الأفراد 4 عراقيين أحدهم مهرب وعضو سابق في حزب البعث والآخر رجل استخبارات سابق لصدام حسين والأخير رجل وُصف بـ"سكرتير وزير مالية داعش".
كونوا معاً وحدة تسمى "رعد"، كان يقودها طيار عراقي سابق لصدام حسين عاش في قطر حتى وفاته مؤخرًا.
المباحث الفيدرالية الأمريكية استطاعت زرع مخبرين سريين للتواصل مع المتهم شهاب، واستطاعوا تسجيل مناقشات حول محاولة الاغتيال ومحاولة تقديم دعم مادي لداعش.
المفاجأة أيضا أن بوش لم يكن وحده على قائمة الاغتيالات في أمريكا، بل استهدفت المجموعة وزيرا عراقيا سابقا مستقرا هناك.
خيط آخر لا يقل أهمية عن المخبرين، وهو اعتماد المجموعة التابعة لداعش على "واتساب" للتنسيق فيما بينهم حول تفاصيل محاولة الاغتيال والترتيب لها.
حيث استطاعت السلطات مراقبة كافة الرسائل بين المتهمين بشكل مباشر ومتابعتهم لحظة بلحظة..
وهي خطوة وإن كشفت عن سذاجة المتهمين، إلا أنها أيضا تدحض ادعاءات المباحث الأمريكية حول العراقيل التي تواجهها بسبب تشفير واتساب.
لتعتقل بعدها السلطات الأمريكية المتهم شهاب، الذي اعترف بالتفاصيل وموالاته لداعش، وأن هدفه من محاولة اغتيال بوش هو الانتقام من غزو العراق وقتل الكثير من العراقيين.
لطالما تعرض كل من بوش الأب والابن لكثيرمن الحوادث المرتبطة باسم العراق، بداية من محاولة اغتيال بوش (الأب) خلال زيارة قام بها إلى الكويت في 1993 على يد عراقيين، مرورا بحادثة ضرب بوش الابن بالحذاء 2008، من الصحفي العراقي منتظر الزيدي، وصولا لمحاولة الاغتيال هذه.
عملية أمنية تكشف يقظة الأجهزة الاستخبارية الأمريكية ضد تنظيم حتى وإن تشرذم إلا أنه استطاع الوصول للداخل الأمريكي.