احتجاجات غاضبة وسط العراق بعد محاولة اغتيال الناشط التميمي
استهدف مسلحون مجهولون ناشطاً مدنياً بإطلاق نار في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط جنوب العراق، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة، فيما اندلعت احتجاجات غاضبة عقب الحادث.
وذكر مصدر أمني لـ"العين الإخبارية" أن "الناشط المدني في المظاهرات الاحتجاجية قاسم بهلول التميمي، تعرض إلى محاولة اغتيال نفذها مسلحون مجهولون".
وأضاف المصدر أن "المسلحين لاذوا بالفرار فيما تم نقل الناشط المدني إلى مستشفى قريب لتدارك حالته الصحية الخطيرة بعد إصابته برصاص ناري في مناطق متفرقة من الجسد".
وأظهر مقطع فيديو مصور، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، للناشط المدني وهو محمول على سرير داخل صالة مستشفى وقربه أشخاص يطمئنون على صحته بعد إجراء عملية جراحية رفع بموجبها الخطر الذي يهدد حياة التميمي.
وعقب ذلك الحادث، تظاهر العشرات من المواطنين في محافظة الكوت، قرب ساحة تموز، احتجاجاً على محاولة اغتيال التميمي، فيما قطعوا شارعاً رئيساً وأحرقوا عددا من إطارات السيارات.
وتطارد الاغتيالات ومحاولات التصفية الجسدية ناشطي العراق ومحتجي الساحات الاحتجاجية التي انطلقت في أكتوبر 2019، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة المئات، وتشير دائما أصابع الاتهام إلى مليشيات مدعومة من إيران في العراق.
وبعد نحو أقل من 7 أشهر على تراجع تلك العمليات، عاد مشهد الاغتيالات مجددا بمقتل الناشط المدني إيهاب الوزني الذي نجى من محاولة اغتيال سابقة قبل عام في محافظة كربلاء.
ويعد الوزني، من أبرز الشخصيات النشطة في الشارع الاحتجاجي في كربلاء، والذي استطاع من تحريك العديد من التظاهرات المطالبة بالتغيير وكبح جماح المليشيات المسلحة.
وقاطعت قوى سياسية منبثقة من احتجاجات أكتوبر، العملية الانتخابية المزمع إجراؤها بعد نحول أقل من شهرين، بذريعة تفشي السلاح المنفلت وتصاعد حدة عمليات الاغتيال التي تستهدف الناشطين.
وفي ختام الشهر الماضي، اغتال مسلحون نجل الناشطة المدنية فاطمة البهادلي في محافظة البصرة، فيما أعلنت السلطات الأمنية بعد أيام اعتقال المنفذين.
والبهادلي، من الأسماء النسوية المهمة في مجال حقوق الإنسان والداعين إلى العدالة الاجتماعية وطرد الفاسدين من مؤسسات الدولة، والتي كلفها ذلك مقتل اثنين من أبنائها.
وتأتي تلك التطورات بعد نحو شهر على وقفات احتجاجية شهدتها أكثر من 12 مدينة حول العالم، لعراقيين يطلبون بإنهاء إفلات قتلة الناشطين والصحفيين من العقاب، بالارتباط مع التظاهرات التي تعيشها العراق منذ 2019.
ووثقت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" 48 حادثة محاولة قتل للمتظاهرين بين الأول من أكتوبر 2019 و15 مايو 2021، فيما لا يزال نحو 20 محتجا في عداد المفقودين.
وكانت الحكومة العراقية، في تحرك هو الأول من نوعه، كشفت في اعترافات متلفزة، عن قاتل الخبير المختص بشؤون التنظيمات الإرهابية هشام الهاشمي الذي اغتيل في يوليو/تموز 2020، والذي أغضب مقتله الساحات الاحتجاجية وبات الكشف عن منفذي تلك العملية قضية رأي عام.
وتتهم مليشيات مسلحة مدعومة إيرانياً بتنفيذ سلسلة من عمليات القتل والاغتيال بحق ناشطي ومتظاهري العراق الذين طالبوا بانهاء المحاصصة السياسية واجتثاث الفساد وحصر السلاح المنفلت بيد الدولة.
aXA6IDE4LjIyNi4xMDQuMzAg جزيرة ام اند امز