اغتيال "ثابت جواس".. تصعيد حوثي يضرب أركان اليمن
تصعيد إرهابي حوثي يضرب من جديد أركان اليمن، باغتيال قائد قاعدة "العند" العسكرية جنوبي البلاد.
اغتيالٌ يجر تماديا حوثيا في التصعيد وعرقلة لأية تسوية على خط السلام الذي ينشده أبناء هذا البلد، ونوايا خبيثة للجماعة الانقلابية تتطلب موقفا دوليا حازما في مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيفها "جماعة إرهابية".
ومساء الأربعاء، قُتل قائد قاعدة العند العسكرية اللواء الركن ثابت جواس وعدد من مرافقيه، في عملية اغتيال عبر انفجار سيارة مفخخة استهدفته في مدينة الخضراء في محافظة لحج، جنوبي اليمن.
ما الرسائل التي يحملها اغتيال جواس؟
محللون سياسيون تحدثت إليهم "العين الإخبارية" يرون في اغتيال الرجل نسفا لكل دعوات ومبادرات السلام والتي تزامنت مع مشاورات المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في الأردن، وكذا الدعوة التي وجهها مجلس التعاون لدول الخليج العربية قبل أيام.
ويعد اللواء "جواس" صاحب حضور عسكري وسياسي كبير وأحد أبرز رجالات اليمن التي تمثل كتلة صلبة للتوافق والإجماع الجنوبي خاصة واليمني عامة، ما حمل اغتياله رسائل عديدة تتخطى تغيب ثقله القوي عن أي دور عسكري في المرحلة المقبلة، طبقا لسياسيين.
ويشير توقيت اغتيال اللواء جواس إلى دور استخباراتي لجهات خارجية على رأسها إيران وحزب الله الإرهابي في دعم ذراعهما مليشيات الحوثي والتي تستميت في منع حدوث أي اختراق في الأزمة اليمنية من خلال مشاورات الرياض المقبلة التي يتخوف الانقلابيون من أن تُعيد توحيد القوى العسكرية لإنهاء حربها المدمرة.
ولا تظهر الجريمة بصمات إيران وحزب الله والذي لطالما استخدم حرب السيارات المفخخة لتصفية خصومه فحسب وإنما تكشف جهد طهران الخبيث الساعي لشحن الشارع وتعميق وتأزيم العلاقات بين القوى والمكونات المناهضة للمشروع الإيراني باليمن، وفقا لخبراء.
وبالنظر إلى ما قبل عملية اغتيال جواس، فقد زعمت مليشيات الحوثي إحباط سيارات مفخخة حاولت من خلالها تبرير إجراءاتها القمعية في صنعاء وغيرها، بالإضافة إلى توفير غطاء لعمليات فعلية على الأرض وباستخدام السيارات المفخخة، وهو ما حدث في أبين ولحج بالشراكة مع تنظيم القاعدة الإرهابي.
كما أطلقت مليشيات الحوثي أيضا على لسان زعيمها عبدالملك الحوثي ومهدي المشاط تهديدات علنية بمواصلة العمليات والاقتصاص ممن يحاصرون مناطقهم ويمنعون الوقود، وأن العالم أجمع سوف يسمع بردهم وهو إقرار واضح بحرب حوثية مفتوحة وغير مسبوقة.
على الأرض، تزامنت عملية اغتيال قائد قاعدة العند المصنفة بأكبر قاعدة عسكرية باليمن مع هجمات جوية بالطيران المفخخ وبرية لمجاميع حوثية ينخرط فيها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي واستهدفت القوات الجنوبية في مديرية الحد يافع في محافظة لحج من اتجاه محافظة البيضاء، وفق مصدر عسكري لـ"العين الإخبارية".
ووفق الناشط السياسي اليمني في محافظة صعدة، عبدالعزيز مساوي، فإن المستفيد الأول من عملية اغتيال اللواء ثابت جواس مليشيات الحوثي لأسباب عدة منها انتقام لمؤسسها الأول الذي ينسب مصرعه لجواس.
ويرى مساوي أن توقيت عملية اغتيال جواس تتزامن مع مشاورات الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، وسعى الحوثيون ومن ورائهم إيران إلى عرقلة أي مساع لمصالحة يمنية - يمنية قد تجهض مشروعها بالمنطقة.
أما السياسي اليمني البارز وسفير اليمن في لندن، ياسين سعيد نعمان، فعلق على العملية الإرهابية الجبانة على حسابه بموقع "فيسبوك"-تابعته "العين الإخبارية"- قائلا إن "ثابت جواس تاريخ عسكري شريف ظل يمشي بقدمين ثابتتين ليسطر أشجع المواقف".
وأضاف: "لا نحتاج إلى مجهود كبير لمعرفة مرتكب هذا الجرم المشهود في صورة عمل إرهابي مكتمل الأركان، لكن الجهد الأكبر والشاق يتلخص في إقناع بعض "الكبار" بحقيقة أن هذا الإرهاب يتخذ من صنعاء منصة لنشر الموت"، في إشارة صريحة لمليشيات الحوثي.
خلط أوراق
من جانبه، قال رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن، عبد الستار الشميري، إن جريمة الاغتيال للواء ثابت جواس استهدفت خلط الأوراق وإرباك عملية التحضيرات الجارية للمشاورات اليمنية - اليمنية، فضلا عن أنه يفتح أبواب الصراع الداخلي ثانية جنوب اليمن.
ويؤكد الباحث السياسي لـ"العين الإخبارية" أن أطرافا عدة غير مستفيدة من مشاورات الرياض، ولا المبادرات القائمة، ولا من حكومة الكفاءات، وتريد أن تعيد الأمور للمربع الأول، وليس بعيدا عن ذلك أدوات داخلية لكنها مدعومة خارجيا، كالقاعدة والإخوان من خلال بعض الخلايا التي تعبث بالوضع الأمني، وتتبع مليشيات الحوثي.
ويشير إلى أنه ما تزال هناك حاجة كبيرة لإعادة ترتيب الملف الأمني جنوبي اليمن، داعيا إلى استكمال اتفاق الرياض السابق الذي لم يكمل في شقه الأمني والعسكري قبل انطلاق مشاورات الرياض المقبلة.
واعتبر الشميري أن جريمة اغتيال القائد العسكري البارز، اللواء ثابت جواس، تحمل بصمات مليشيات الحوثي، والتي أرادت أن تكون الجريمة مقدمة جديدة لاندلاع حرب بين المكونات الداخلية على مستوى كبير، قد تأخذ طابع الاغتيالات الأمنية لقيادات رفيعة.
كما استهدفت مليشيات الحوثي بحسب الشميري إرباك الجبهة الداخلية من خلال تنفيذ تلك الجريمة البشعة بما يؤدي إلى إفشال مشاورات الرياض عبر أحداث اشتباكات داخلية بينية جديدة.
ويعد القائد العسكري اليمني اللواء الركن ثابت جواس، أحد أبرز القادة خلال الحروب الـ6 في محافظة صعدة لدى تفجير مليشيات الحوثي في معقلها الأم الحرب عام 2004، وقاد جواس عملية هجوم قطعت رأس الأفعى حسين الحوثي قبل أن تسند الزعامة لشقيقه عبدالملك.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjExNyA= جزيرة ام اند امز