الاغتيالات.. قتل "أشد وطأة" على حافة الجبهات
من بين مئات القتلى في معارك أعادت ذكريات الحرب العالمية الثانية في أوروبا، هناك موت أشد وطأة.
فخلف خطوط القتال تمثل عمليات الاغتيال، خاصة تلك التي يقدم عليها الطرف الأضعف بحسب ميزان القوى البادي، انتصارا نوعيا.
وغالبا لا يتم الإعلان رسميا عن المسؤولية خلف العمليات النوعية من هذا النوع، لكنها تمنح أسبابا للاحتفال على جبهات القتال.
واليوم الإثنين، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن عدد المصابين جراء الانفجار الذي أسفر عن مقتل مدون عسكري روسي شهير في سان بطرسبرغ أمس الأحد ارتفع إلى 32 بعدما كانت التقارير تشير إلى إصابة 25 في وقت سابق.
ونقلت الوكالة عن وزارة الصحة الروسية القول اليوم الإثنين إن عشرة أشخاص في حالة خطيرة.
لكن عدد القتلى والجرحى في مثل هذه العمليات أثر جانبي غير مقصود، فعلى العكس من معارك الجبهات كلما كان القتلى أقل في عمليات الاغتيال تكون قيمتها أعلى على مؤشر الانتصارات الصغيرة.
وأمس الأحد كانت مدينة سان بطرسبرغ مسقط رأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسرحا لواحدة من المعارك الجانبية، حيث قُتل فلادلين تاتارسكي في مقهى بالمدينة فيما يبدو أنه ثاني اغتيال على الأراضي الروسية لشخصية على ارتباط وثيق بالحرب في أوكرانيا.
وكان المدون البارز فلادلين تاتارسكي، واسمه الحقيقي مكسيم فومين، مؤيدا قويا لحرب روسيا في أوكرانيا.
وقدم المدون الروسي تقريرا من خط المواجهة في أوكرانيا واكتسب شهرة خاصة العام الماضي بعد أن نشر مقطع فيديو تم تصويره داخل الكرملين قال فيه "سنهزم الجميع، وسنقتل الجميع، وسنسلب الجميع إذا اقتضت الضرورة. تماما كما نحب ذلك".
ولم يعرف على الفور من يقف وراء قتله. وقالت لجنة التحقيق الحكومية الروسية إنها فتحت تحقيقا في جريمة قتل عمد.
ولم تعلن أوكرانيا بطبيعة الحال مسؤوليتها عن مقتل المدون الروسي لكن لا يبدو أن قائمة المشتبه بهم تحمل جهات أخرى.
وبحسب تقدير لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة صدر أوائل العام الجاري بلغ عدد ضحايا الحرب الأوكرانية، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير/شباط 2022 ، 18 ألفا و96 ضحية بينهم 6 آلاف و952 قتيلا و11 ألفا و144 جريحا.
ورغم فداحة أعداد الضحايا تبدو العمليات خلف خطوط العدو ثأرا يستحق الاحتفال للبعض.
وعملية المدون الروسي لم تكن الأولى في روسيا، حيث قتلت ابنة حليف مقرب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالقرب من موسكو العام الماضي.
وقالت لجنة التحقيق الروسية، إن داريا دوغين لقيت حتفها بعد انفجار سيارتها أثناء عودتها إلى منزلها.
ويُعتقد أن والدها، الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين، المعروف باسم "دماغ بوتين"، ربما كان هو الهدف المقصود.
ودوغين هو منظّر قومي بارز، يعتقد أنه مقرب من الرئيس الروسي، ويوصف في الغرب باعتباره من المتطرفين.
وكان ألكسندر دوغين وابنته قد حضرا كضيوف شرف في مهرجان أقيم بالقرب من موسكو، حيث ألقى الفيلسوف محاضرة.
لكن على ما يبدو كان الفيلسوف الروسي أوفر حظا من المدون فومين، الذي منح الجناة سببا للاحتفال بموت صغير على حافة الجبهات.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg
جزيرة ام اند امز