«برادا» تقتحم الفضاء بتصميم «بدلة متطورة» لمهمة «أرتميس 3»

في خطوة غير متوقعة وغير مألوفة، أعلنت دار الأزياء الشهيرة "برادا" عن تعاونها مع وكالة الفضاء أكسيوم لتصميم بدلة فضائية متطورة.

 من المقرر أن يرتدي هذه البدلة رواد الفضاء خلال المهمة التاريخية "أرتميس 3" التي ستعيد البشر إلى القمر في عام 2026. هذا التعاون الجديد بين عالم الموضة والفضاء يأتي كتجربة استثنائية في توسيع حدود الابتكار وتصميم ملابس فريدة تناسب البيئة القاسية في الفضاء.

تشتهر "برادا" بتصميم الحقائب الفاخرة والإكسسوارات والملابس الراقية منذ تأسيسها في ميلانو عام 1913، لكن هذه المرة تنتقل إلى مستوى جديد من الإبداع من خلال تصميم بدلة فضائية، تحت اسم "AxEMU"، التي توصف بأنها قابلة للتكيف والتطور لتلائم مهمات استكشاف سطح القمر والعمليات في المدار المنخفض للأرض.

ساهم فريق التصميم في "برادا" في تقديم مواد مخصصة وأساليب خياطة مبتكرة، مما ساعد في تحسين أداء البدلة وزيادة مرونتها. الهدف الرئيسي من هذا التعاون هو خلق بدلة قادرة على الصمود أمام الظروف القاسية على سطح القمر، حيث يتعين على رواد الفضاء التحرك بسهولة لأكثر من ثماني ساعات في درجات حرارة متطرفة.

تصميم يتحدى الحدود

بدلة "AxEMU" تأتي مزودة بتقنيات متقدمة تضمن الراحة والأمان لرواد الفضاء. تشمل المميزات الرئيسية نظام تحكم في ضغط البدلة، وتقنية لتنقية ثاني أكسيد الكربون، ونظام دعم الحياة المحمول على شكل حقيبة ظهر، بالإضافة إلى طلاءات متقدمة على الخوذة لتحسين الرؤية. هذا إلى جانب الطبقة الخارجية البيضاء التي تعكس الحرارة وتقي من التقلبات المناخية الحادة في منطقة القطب الجنوبي للقمر، وهي واحدة من أشد المناطق برودة وظلامًا على سطحه.

التصميم لا يتوقف عند هذا الحد، فقد تم تضمين قفازات مخصصة تمنح مرونة أكبر وتحكمًا أدق لرواد الفضاء، إلى جانب الخوذة التي تحتوي على طلاءات عاكسة تسهم في تعزيز رؤية الطاقم للبيئة المحيطة.

لورنزو برتيلي، المدير التسويقي لمجموعة "برادا"، عبّر عن فخره بهذا التعاون قائلاً: "تجاوز حدودنا هو من القيم الأساسية التي تعكس روح برادا، وهذا التعاون مع أكسيوم هو مجرد البداية لعلاقة طويلة الأمد. لقد تبادلنا خبراتنا في المواد عالية الأداء وتقنيات الخياطة، وتعلمنا الكثير على طول الطريق. نحن واثقون من أن هذا هو مجرد بداية لاستكشاف تحديات جديدة وتوسيع آفاقنا".

العودة إلى القمر بعد غياب طويل

ستكون مهمة "أرتميس 3" أول هبوط مأهول على سطح القمر منذ مهمة "أبولو 17" في عام 1972. من المتوقع أن تستمر هذه الرحلة لمدة أسبوع، حيث سيقوم رواد الفضاء بإجراء دراسات علمية مكثفة واستكشاف مناطق جديدة على سطح القمر.

هذا التعاون بين "برادا" و"أكسيوم" يعد نموذجًا فريدًا لتلاقح الصناعات المختلفة، حيث تم اختبار البدلة بالفعل في بيئات تحاكي الظروف القمرية بما في ذلك تجارب تحت الماء وفي ظل جاذبية منخفضة، مما يضمن جاهزيتها التامة لمهمة أرتميس التاريخية.

بهذا التعاون الفريد، تسهم "برادا" في توسيع آفاق الموضة إلى ما وراء الأرض، وتبرهن على أن الإبداع لا يعرف حدودًا، سواء كان ذلك في أزياء الشوارع أو حتى على سطح القمر.