واشنطن بوست: سياسات ترامب تواجه قادة قمة العشرين
صحيفة "واشنطن بوست" قالت في تقرير لها إن قادة دول العشرين بدوا وكأنهم قاموا بتكوين جبهة موحدة ضد الرئيس الأمريكي ترامب خلال القمة.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها إن قادة الدول الاقتصادية الكبرى العشرين بدوا وكأنهم قاموا بتكوين جبهة موحدة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال القمة بسبب سياساته المختلفة معهم بدءا من قضية المناخ وحتى قضية التجارة الحرة.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه خلال جلسات القمة كانت هناك صدامات قوية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى المشاركة تكاد تصل لدرجة الحرب على السيطرة على التجارة بالمحيط الأطلسي.
وتعد هذه الصدامات مقياسا لاتخاذ ترامب لسياسات مختلفة عن سياسات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كما كانت هناك مؤشرات واضحة لتضاؤل نفوذ واشنطن، حيث صرح اثنان من المسؤولين الأوروبيين بوضوح، لم تذكر الصحيفة اسميهما، بأن هناك توجهات لتكوين جبهة موحدة في مواجهة واشنطن ما دام ترامب على رأس السلطة.
وقالت واشنطن بوست إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كانت أكثر المساهمين في محاولات حل الخلافات بين الدول المشاركة بالقمة والولايات المتحدة.
وبالرغم من ذلك قالت واشنطن بوست إن ميركل رفضت شكوك ترامب حول نزاهة الاتفاقيات المبرمة الخاصة بتنظيم عملية التجارة الحرة، وإن ميركل أظهرت هذا الرفض من خلال تصريحها الذي قالت فيه "نحن في حاجه لتجارة حرة ولكننا في حاجه أكبر لتجارة عادلة".
كما كان لرئيس المفوضية الأوروبية جون كلود جانكر تصريحات شديدة اللهجة تجاه تهديدات ترامب بحظر تجارة الصلب بالمحيط الأطلسي والذي سيؤثر على عشرات الدول في حالة تنفيذه، حيث نقلت واشنطن بوست تصريحات لجانكر قال فيها : "إن أوروبا على استعداد للرد خلال أيام وليس شهور في حالة تنفيذ ترامب لهذا القرار بالحظر".. وكذلك كان من أهم أسباب الفرقة التي ظهرت بين الولايات المتحدة والدول المشاركة بقمة العشرين، انسحاب ترامب من اتفاقية المناخ بباريس، والذي اعتبرته العديد من الدول تحديا من ترامب لإرادة الكوكب.
ومما يميز هذه القمة أنها شهدت اللقاء الأول بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظل القضايا التي يواجهها ترامب وعدد كبير من موظفيه المقربين والعاملين السابقين بحملته الانتخابية على خلفية اتهامه بوجود صلة بين حملته الانتخابية وروسيا خلال فترة انتخابات الرئاسة الأمريكية، وظهور دلائل على أن صهره وعددا من موظفيه رفيعي المستوى كانوا على صلة بعدد من المسئولين الروس خلال فترة انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقضى ترامب وبوتين جلسة جمعتهما معا لمدة ساعتين و16 دقيقة حسب ما أفادت واشنطن بوست، بدأت بالمزاح الودي وانتهت بخلاف في الرأي حول مدى تقبل ترامب لنفي بوتين لمزاعم تدخل دولته في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن قمة العشرين لم تعكس فقط عدم خوف المسؤولين الأوروبيين من ترامب، ولكنها أيضا أظهرت انتفاعهم من عدم إظهارهم لهذا الخوف، نظرا لأن المسؤولين بأوروبا ترتفع أرصدتهم لدى مناصريهم في حالات المعارضة وإبداء الرأي المخالف، ولن يجد هؤلاء المسؤولين فرصة أفضل من الاختلاف في مواجهة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.