القرم بأكملها في مرماها.. أوكرانيا تترقب "المعجزة" الأمريكية
لعدة أشهر، ظلت أوكرانيا تنشد "المعجزة" التي تمنحها القدرة على حرف بوصلة جبهة القتال.
واليوم، تخطط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتزويد أوكرانيا بنسخة من صواريخ ATACMS بعيدة المدى المسلحة بقنابل عنقودية بدلا من رأس حربي واحد، وهو ما يمثل دفعة مهمة لقدرة كييف على استهداف الخدمات اللوجستية العسكرية الروسية على مسافات بعيدة المدى بينما تستعد البلاد لشتاء ثانٍ في الحرب.
ونقلت "إن بي سي نيوز" عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم مطلعين على الأمر، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أخبر نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن واشنطن ستزود كييف بعدد صغير من أنظمة ATACMS.
وكانت أوكرانيا قد طلبت نظام ATACMS منذ أشهر. لكن المسؤولين في الولايات المتحدة كانوا مترددين لأن مخزون البلاد محدود، وبسبب المخاوف من أن تتهم روسيا واشنطن بالتصعيد.
وردا على سؤال حول التقارير التي تفيد بأن بايدن قد غير موقفه من تسليم كييف هذه النوع من السلاح، لم يرد زيلينسكي بشكل مباشر، مكتفيا بالقول إن الولايات المتحدة هي أكبر مورد للأسلحة لأوكرانيا، حسبما ذكرت رويترز.
وقال في مؤتمر صحفي خلال زيارة لكندا أعقبت محطته في الولايات المتحدة "نحن نناقش جميع أنواع الأسلحة المختلفة - الأسلحة بعيدة المدى والمدفعية والقذائف ذات عيار 155 ملم، ثم أنظمة الدفاع الجوي”.
ما الفارق الذي يمكن أن يحدثه ATACMS؟
وسيكون الصاروخ الأمريكي أو "الصواريخ التكتيكية ATACMS"، هو السلاح الثالث بعيد المدى الذي ستحصل عليه أوكرانيا من الغرب، بعد تسليم صواريخ كروز ستورم شادو من بريطانيا و"سكالب" فرنسا في وقت سابق من هذا العام.
وفي حين أثبت نظام "ستورم شادو" فاعليته العالية، فإن ATACMS أو "نظام الصواريخ التكتيكي التابع للجيش الأمريكي"، يقف على مستوى آخر. فهو مزود برأس حربي يبلغ وزنه 500 رطل، وهو سريع للغاية.
ويتم إطلاق ATACMS، من منصة إطلاق متنقلة، ويصل مداه إلى 190 ميلا (300 كيلومتر)، أي أكثر من أية صواريخ تُطلق من الأرض في ترسانة أوكرانيا، بينما يُطلق "ستورم شادو" و"سكالب"من الجو، مما يجعل استخدامها يعتمد على الظروف الجوية والطائرات القديمة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.
وفي حال الحصول عليه، سيسمح لأوكرانيا بضرب مواقع القيادة ومخازن الذخيرة والطرق اللوجستية خلف الخطوط الأمامية الروسية.
ما هي الأهداف التي يمكن أن تضربها أوكرانيا بصواريخ ATACMS؟
ATACMS هو صاروخ قادر على العمل في جميع الأحوال الجوية ويمكن استخدامه في أي وقت من اليوم لشن ضربات دقيقة على أهداف عميقة خلف الخطوط الأمامية.
وتشمل الأهداف المحتملة مقر القيادة ومستودعات الأسلحة وشبكات الإمداد، بما في ذلك السكك الحديدية.
ويقول خبراء عسكريون إن الصاروخ الباليستي أرض-أرض الموجه، بإمكانه استهداف جزيرة القرم بالكامل، وأجزاء من بلغراد وأماكن أخرى في العمق الروسي.
ومن الصعب اعتراض هذا النوع من الصواريخ، التي يمكن أن تصل سرعتها القصوى إلى حوالي 3700 كيلومتر في الساعة، في المرحلة النهائية بسبب هبوطها السريع، وفقا لما ذكرته صحيفة "كييف إندبندنت"
ونقلت الصحيفة نفسها عن فيكتور كيفليوك، الخبير في المركز الأوكراني لاستراتيجيات الدفاع، قوله إن السبب الرئيسي الذي يجعل أوكرانيا بحاجة إلى أنظمة ATACMS هو استخدامها لإضعاف قدرات الدفاع الجوي الروسية القوية.
وأوضح الخبير أن إتلاف أنظمة الدفاع الجوي الروسية سيسمح للطيران الأوكراني، الذي يعاني من نقص في الطائرات الهجومية، بالتحليق بشكل أعمق في الأراضي التي تحتلها روسيا وضرب أهداف هناك.
وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية تراجعت عن المخاوف الأولية من أن كييف، التي طلبت مئات من الأسلحة بعيدة المدى، ستستخدمها لضرب الأراضي الروسية، إلا أن البنتاغون لا يزال يشعر بالقلق من أن سحب ما يكفي من أنظمة ATACMS من المخزونات العسكرية الصغيرة نسبيا سيحدث فرقا.
وفي تصريحات له، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للصحفيين إن بايدن "يتحدث باستمرار" مع الجيش الأمريكي والحلفاء وأوكرانيا "حول ما هو مطلوب في ساحة المعركة في أي مرحلة معينة من الحرب وبعد ذلك ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة".
وعند اندلاع الحرب، العام الماضي، كانت الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات من بين أكثر المعدات عالية التقنية التي تم إرسالها إلى أوكرانيا.
ولدى أوكرانيا الآن دبابات غربية وأنظمة دفاع صاروخية أرض جو إلى جانب طيارين يتدربون على أسطول من الطائرات المقاتلة من طراز F-16.