عطبرة مهد ثورة السودان تشرع في القصاص للشهداء
بدأت في مدينة عطبرة شمالي السودان، الإثنين، جلسة محاكمة 4 عناصر من جهاز مخابرات الإخوان متهمين بقتل "شهداء الثورة".
والشهداء الذين بدأت محاكمة المتهمين بقتلهم، سقطوا في انطلاق شرارة الثورة السودانية ضد نظام المعزول عمر البشير في مدينة عطبرة يوم 19 ديسمبر 2018.
حضر الجلسة الأولى للمحاكمة التي رأسها القاضي، نزار السر عبدالرضي، وانعقدت وسط إجراءات أمنية مشددة، النائب العام السوداني تاج السر الحبر ممثلا للاتهام، ووالي ولاية نهر النيل، وعائلات الضحايا وعدد من المهتمين.
وقدم النائب العام السوداني، تاج السر علي الحبر، خطبة الاتهام الافتتاحية ساردا الأحداث التي أسفرت عن وقوع الضحايا.
وأكد الحبر أن قانون الأمن الوطني لا يسمح لأي عضو في جهاز الأمن استخدام القوة، وإنما منحها للشرطة فقط لتفريق التجمعات غير المشروعة.
وأشار إلى أن تبرير استعمال السلاح الناري فقط يأتي في حالة المواجهات المسلحة لمكافحة عصابات النهب أو السطو المسلح.
وتابع أن القوة الوحيدة التي ظلت بمسرح الأحداث، وبعد انسحاب الشرطة هي المجموعة التابعة لهيئة العمليات بجهاز الأمن وفقا لإفادة الشهود، والتي كانت تقوم بإطلاق الذخيرة الحية التي أصيب على إثرها ثلاثة أشخاص هم أوائل شهداء التغيير، وتسببت في العديد من الإصابات.
جرائم ضد الإنسانية
وكشف النائب العام أن التحريات أسفرت أن هذه القوة وصلت إلى عطبرة بتاريخ ١٨ ديسمبر ٢٠١٨ للقيام بمهام محددة، وما ارتكبته من جرائم تركت جرحا عميقا في الضمير الإنساني، مشيرا إلى أن الجرائم التي ارتكبها المتهمون الماثلون أمام هذه المحكمة يمكن وصفها بأنها "جرائم ضد الإنسانية".
وقال: "ندعو إلى سيادة حكم القانون حتى في محاكمة الذين أسرفوا في القتل جزافا ولا يحترمون القانون ولا يقدرون القيم الإنسانية، ولا النفس البشرية التي كرمها الله وأن فرد الأمن الذي يتجاوز ما يفرضه القانون من قيود سيتحول وبشكل درامي إلى مرتزق أو قاتل مأجور".
وأضاف أن العالم أجمع على سلمية المظاهرات، وشهد كذلك القمع الوحشي الذي تعرضت له جموع المتظاهرين السلميين في كل مدن السودان، ووثقت هتافات هذا الجيل الرائع وأهازيجه لكل ذلك المشهد التاريخي في لوحات تشكيلية متعددة الألوان وعميقة الرمز.
وأكد الحبر أن وجود السلوك الممنهج والهجوم الواسع والذي حدث في ديسمبر ٢٠١٨ وحتى اقتلاع النظام كان سمة مميزة لهيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن آنذاك.
وأشار إلى أن القتل العمد قد ثبت من واقع التقارير الطبية، إذ إن كل الإصابات كانت بطلق ناري وسلاح قاتل بطبيعته وكل الإصابات على الرأس والصدر.
واختتم النائب العام كلمته بتقديم المتهمين، حمدي بدر الدين النور، وهاشم الطيب محمد الأمين، ووائل محمد كمال أحمد، ومحمد صالح علي عمر للمحاكمة تحت مواد القتل العمد والاشتراك الجنائي والجرائم ضد الإنسانية والجراح العمد، مستدلا بتقارير الطب الشرعي وأقوال الشهود ومقاطع فيديو مصورة للأحداث وغيرها من الأدلة.
وشكلت عطبرة السودانية مهدا لثورة 19 ديسمبر ضد نظام المعزول عمر البشير، بعدما انطلقت شرارتها في هذه البلدة التي تعرف بمدينة "الحديد والنار"، وتمددت سريعا لباقي مناطق البلاد الأخرى.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز