عاطف أبوسيف لـ"العين الإخبارية": كسر عظامي لن يثنيني عن مشواري الوطني
"العين الإخبارية" زارت الروائي في المستشفى الذي يتلقى به العلاج حيث قال، في تصريح خاص: "كسر عظامي لن يثنيني عن مشواري وسأواصل"
أثار تعرض الروائي والكاتب الصحفي الفلسطيني الدكتور عاطف أبوسيف للاعتداء الجسدي، مؤخرا، في قطاع غزة المخاوف لدى الكتّاب، والصحفيين، والناشطين، وحتى قادة التنظيمات والعمل الوطني على أمنهم الشخصي، فقد فتح الاعتداء مجددا الصندوق الأسود للرعب في شوارع غزة.
"العين الإخبارية" زارت الروائي في المستشفى الذي يتلقى به العلاج، حيث قال، في تصريح مقتضب، رغم وضعه الصحي الحرج: "كسر عظامي لن يثنيني عن مشواري الأدبي والوطني، وسأواصل".
وندد كتاب ومثقفون، التقتهم "العين الإخبارية" خلال زيارتهم للروائي بالاعتداء عليه، ورأى الشاعر والكاتب سليم النفار في حادثة الاعتداء خروجاً فاضحاً عن عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني، وتغييراً في منهجية التعامل مع احتياجات ورغبات الناس المنسجمة تماماً مع الحياة الطبيعية، والضرورية.
وقال النفار لـ"العين الإخبارية" إن "الطغيان السائد في قطاع غزة اليوم يجب أن ينتهي وبأسرع وقت ممكن، لأنه بات يهدد أدنى مقومات الحياة"، وتابع: "المفكرون والأدباء والصحفيون هم طليعة أي شعب ودورهم إيقاد النور وتصويب المسار ونشر الوعي المضاد للظلامية والجهل، من ثم فالاعتداء عليهم وتحطيم البناء المنير في المجتمع يعتبران ولوجاً في أتون موحش ومرعب، وعليه فإن حادثة الاعتداء على أبوسيف الذي استطاع إيصال صوت فلسطين إلى المحافل الأدبية الدولية والعربية، وحفر الحقيقة التاريخية في أعلى منابر الأدب المحلية والعربية، يعتبر جريمة منبوذة، لا تقل عن جرائم الاغتيال المستنكرة، ومن هنا أقول إن الواقع في قطاع غزة لم يعد ينسجم مع طموحاتنا، وكرامتنا، وبات تصويب الدفة نحو تعزيز ثقافة الحياة وتوحيد الصف الوطني ضرورة ملحة وصارمة، وهذا يستدعي محاكمة المرحلة الراهنة وإدانتها وقبرها، لنعود إلى طريقنا النظيف والمشرف الذي رسمه الشهداء والأسرى والمناضلون".
وعبر الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطنيين، عن رفضه واستنكاره لما تعرض له الروائي أبوسيف، وقال لـ"العين الإخبارية" إن "الإدانة باتت ممجوجة وغير متقبلة، وعلى القائمين بإدارة الواقع في قطاع غزة ملاحقة المعتدين الملثمين الذين يعتدون على أبناء شعبنا وخاصة الكتّاب والأدباء والصحفيين وقادة الرأي الذين يؤدون دورهم الواضح وتحت الشمس، بدلاً من ملاحقتهم الناس الذين خرجوا للشارع مطالبين بتحسين مستوى عيشهم وتأمين الحياة الكريمة لهم، هذا الحراك السلمي يجب أن يحترم من قبل الجميع، وإحباطه دون تلبية مطالبه يعتبر قمعا غليظا وتعقيدا لانفجار قادم".
وتابع: "الاعتداء على الروائي أبوسيف مؤشر خطير جداً على خروج القطار الوطني عن طريقه وحرق عرباته، فأمثال أبوسيف الذي له أعمدة صحفية في كبريات الصحف والمجلات العالمية، ينقل من خلالها هموم شعبه ويتصدى للرواية الإسرائيلية، يكرمون وتعزز مكانتهم ويشاد بهم، وليس النقيض بالاعتداء عليهم ضرباً وسحلاً وبطرق المسامير في أجسادهم، هذا مرفوض وسيواجه قانونياً وحقوقياً"، وأكد أن "المطلوب هو مثول المعتدين أمام المحاكم المختصة وضمان حرية الرأي والتعبير في قطاع غزة".
واعتبر بسام درويش، عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، الاعتداء على أبوسيف "اعتداء على الذاكرة الفلسطينية المبدعة والمتجددة، وكأن الظلاميين يقولون لنا إن التاريخ المجيد لشعبنا بمواجهة العدو الأصيل انتهى وجاء دور الحالمين بالتحرير لكسر ضلوعهم والضغط عليهم للهجرة وإخلاء قطاع غزة، لتسود أفكارهم ويسيطروا على شعبنا بأساليب الرعب والخوف والترهيب".
وتابع: "الاعتداء على أبوسيف لن يكون مفتاح دويلة غزة، أو إمارة مظلمة، بل سيواجه هذا المخطط الأسود بثقافة الحلم الفلسطيني الواسع، ولن يرهبنا بضعة ملثمين يتم توجيههم من قبل جهات تربعت على عرش المصالح الخاصة، وفوق مملكة الجوع والقهر والحرمان"، وأكد أن "الاعتداء على أبوسيف اعتداء على كل فلسطيني حر ومبدع، وعليه اليوم أن يتلمس جراحه ليحولها ندوباً تصنع الغد بإشراقة وأمل منير".
يذكر أن الروائي والكاتب الصحفي عاطف أبوسيف ولد في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، وتعرضت عائلته لبطش العصابات الصهيونية في مدينة يافا، ودرس في بريطانيا وإيطاليا ونال درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، وعمل محاضراً أكاديمياً لسنوات عديدة في غزة، وخاض معترك الكتابة الإبداعية مبكراً، حيث ألف قصة قصيرة، قبل أن يتم العشرين من عمره، وتألق في كتابة الرواية حيث نافست بعض مؤلفاته في مسابقات جوائز عربية كبرى، مثل القائمة الطويلة لجائزة بوكر، وفازت روايته "قارب من يافا" بجائزة كتارا للراوية العربية.