عاطف الطيب.. قلب "البريء" لم ينتظر "جبر الخواطر"
تحل في 23 يونيو ذكرى رحيل المخرج المصري عاطف الطيب، صاحب البصمات الخالدة في تاريخ السينما العربية.
وفي ذكرى رحيل عاطف الطيب تلقي "العين الإخبارية" الضوء على محطات من مسيرته الإبداعية المليئة بالنجاح والألم.
ولد عاطف الطيب الشهير بـ"مخرج البسطاء" في 26 ديسمبر 1947، في جزيرة الشورانية، مركز مغاغة بمحافظة سوهاج، ودرس الإخراج بالمعهد العالي للسينما، وخرج لسوق العمل في 1969، عندما اختاره مدحت بكير للعمل معه مساعد مخرج في فيلم "ثلاثة وجوه للحب".
وشاءت الأقدار أن يلتحق بالجيش في الفترة من 1971 وحتى 1975، وتشكل وعي عاطف الطيب خلال هذه المرحلة بعد خوضه حرب 1973، وبات يهتم بالتفاصيل، ومبدع مهموم بقضية الحريات، وعلاقة المواطن البسيط بالسلطة.
ورغم الموهبة والقدرة على التعامل مع الكاميرا، تعمد "الطيب" أن يثقل خبرته بالعمل مع مخرجين كبار، لذا تعاون مع شادي عبدالسلام في فيلم "جيوش الشمس"، ومع يوسف شاهين في فيلم" إسكندرية.. ليه".
وفي عام 1982 قدم أول أفلامه الروائية الطويلة بعنوان" الغيرة القاتلة"، وتوالت بعد ذلك أعماله السينمائية الناجحة، والتي انحاز خلالها لقضايا البسطاء والمهمشين، كما شكل مع الراحل أحمد زكي ثنائي فني يصعب أن يتكرر، وقدم معه مجموعة من الأعمال المهمة مثل: "البريء، والهروب، وضد الحكومة".
وتميزت سينما عاطف الطيب بالخصوصية الشديدة، وتناول قضايا اجتماعية وسياسية بجرأة ويظهر ذلك بوضوح في أفلام مثل: "كشف المستور، وسواق الأتوبيس، وليلة ساخنة، والحب فوق هضبة الهرم".
وفي عام 1995، تدهورت الحالة الصحية لمخرج البسطاء بشكل مفاجئ، ونصحه الأطباء بضرورة إجراء عملية بالقلب، وتصادف أنه كان مشغول بتصوير فيلم "جبر الخواطر" وكان يتمنى أن يُكمل تصويره قبل الجراحة، لكنه لم يستطيع وبعد إجراء الجراحة بفترة قصيرة مات "الطيب".
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز