أول ظهور منذ 30 عاما.. عثمان عريوات يوجه كلمة للجزائريين
فاجأ الفنان الجزائري القدير عثمان عريوات جمهوره بأول ظهور منذ 3 عقود من التهميش والإبعاد نتيجة المواضيع الجريئة التي تعالجها أعماله.
ونشر الفنان فيديو عبر موقعه الرسمي على "أنستقرام" تكلم خلاله باللغة العربية الفصحى التي يتقنها جيدا وأدى بها دورا بارزا في فيلم تاريخي لقائد المقاومة الشعبية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي خلال القرن الـ19، الشهيد الشيخ بوعمامة.
- الجزائري عثمان عريوات.. من عرش الكوميديا إلى غياهب التهميش
- "مؤثرات الجزائر".. تصريحات غريبة وجريئة تصنع الجدل
ووجه عريوات شكره للجزائريين على دعمهم له خلال الفترة السابقة التي وصفها بـ"الصعبة"، وأعرب عن سعادته بلقاء جمهوره.
وقال الفنان الجزائري في مقطع الفيديو الذي نشره: "السلام عليكم أحبائنا، ها قد عدنا والعود أحمد، أشكر الجمهور الوفي وكل من أحبني وتعاطف معي وساندني في الأوضاع الصعبة إلى يومنا".
كما ترحم على أرواح الفنانين الجزائريين الذين عاصرهم أو شاركوه في أعماله الفنية السينمائية التي كان آخرها "كرنفال في دشرة" وآخر بعنوان "سنوات الإشهار" منع من العرض من قبل الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة، خشية الجرأة الكبيرة التي جاء بها سيناريو الفيلم والذي تطرق بسخرية للحملات الانتخابية الخاصة بالانتخابات الرئاسية في الجزائر.
وبعد 3 عقود من التهميش والإقصاء، أعاد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون شهر يونيو/حزيران 2020 الاعتبار للفنان القدير عثمان عريوات، ومنحه للمرة الأولى "وسام عشير" من مصاف الاستحقاق الوطني.
ويسميه الجزائريون والنقاد "إمبراطور الكوميديا السينمائية"، و"ملك الكوميديا" و"أسطورة السينما" الجزائرية، دون منازع وحتى "جنرال السينما".
والفنان عثمان عريوات من الفنانين "القلائل الذين يلتف حولهم ويتفق عليهم الجزائريون باختلاف مشاربهم ومناطقهم ولهجاتهم"، بل أضاف لقاموس اللهجة المحلية مصطلحات من أعماله السينمائية يتداولها الجزائريون عند السخرية من أي شيء أو انتقاده، مستمدة من بيئته وأصوله العربية البدوية من شرق الجزائر.
ويقول بعض النقاد، إن الفنان عثمان عريوات "ظاهرة نادرة لم تتكرر" بالسينما الجزائرية تشبه في كثير من تفاصيلها الزعيم عادل إمام لكن بنسخة جزائرية خاصة، لقدرته الفائقة على أداء الأدوار التاريخية باللغة العربية الفصحى، وكذا الكوميدية بتلك اللهجة واللكنة البلدية القادمة من عمق منطقة الأوراس (شرق)، أمتع بها شعباً بأكمله كما لم يفعل أي فنان من قبله.
كل ذلك، "لم يشفع له طوال عقدين من الزمن" خلال فترة حكم عبدالعزيز بوتفليقة، بعد أن "غُيب عن الأنظار" فيما يشبه "اعتزالاً قصرياً أو عقاباً على جرأة آخر عمل سينمائي له حاكى فيه الوضع السياسي للبلاد بأسلوب كوميدي هادف مليء بالرسائل المشفرة والمفتوحة" التي أدخلته في غياهب التهميش والنسيان، وغذت سوق الشائعات حول وفاته من حين لآخر.
والفنان عريوات صاحب الـ72 عاماً من الوجوه الفنية المحسوبة على الجيل الثاني للسينما الجزائرية، ولد في 24 سبتمبر/أيلول 1948 بمنطقة "أمدوكال" التابعة لمحافظة باتنة الواقعة شرقي البلاد.
ومن أشهر أعماله السينمائية، أدائه دور "الشيخ بوعمامة" عام 1984، وهو أحد أبرز قادة المقاومات الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي (1881– 1882)، أخرجه بن عمر بختي للتلفزيون الجزائري الحكومي، ونال الميدالية الذهبية عام 1985 في الأسبوع الثقافي بالاتحاد السوفياتي.
وشكل فيلم "كرنفال في دشرة" "الاستثناء" وفق النقاد بين كل أعماله وربما "جميع الأعمال الكوميدية الجزائرية"، إلى الحد الذي يصفه البعض بـ"الطفرة النادرة في الكوميديا الجزائرية"، وعلامة مسجلة باسم الفنان عثمان عريوات.
"كرنفال في دشرة" أو مهرجان في قرية صغيرة هو عنوان لفيلم سينمائي جزائري كوميدي هادف في الظاهر، وفي حقيقته عنوان لواقع سياسي واجتماعي في الجزائر منذ استقلالها خصوصاً فترة التسعينيات.
يقال إنه فيلم "صالح لكل زمان ومكان"، جَلد الواقعين السياسي والاجتماعي، وعرى طبيعة الممارسة السياسية في الجزائر في الانتخابات.
وهو الفيلم الذي صُور وأذيع في تسعينيات القرن الماضي بالتزامن مع الأزمة الأمنية والسياسية والاقتصادية التي ضربت الجزائر، وحقق حينها نجاحاً باهراً بعد عرضه على التلفزيون الجزائري.