على وشك الانهيار.. ما ينبغي معرفته عن «دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي»
تجتمع الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كل عام حول طاولة المفاوضات؛ للبحث عن حلول لإنقاذ الكوكب.
مع ذلك، لم يستطع أحد منع تبعات التغيرات المناخية، التي تؤثر على ثاني أكبر محيط في العالم، ألا وهو المحيط الأطلسي؛ إذ كشفت دراسة حديثة عن قرب انهيار «دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي» (AMOC)، وهو التيار الأطلسي الرئيسي، يتدفق في شمال المحيط الأطلسي، ويلعب دورًا حيويًا في التحكم في مناخ الأرض؛ خاصة قارة أوروبا. ونشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «ساينس أدفانسيس» (Science Advances) في يوم 9 فبراير/شباط 2024.
كيف يعمل؟
يتضح هذا من تتبع دورة التيار الأطلسي الرئيسي، والذي يعمل على تدوير المياه داخل المحيط الأطلسي؛ إذ يحمل المياه الدافئة من المناطق الاستوائية نحو الشمال، هناك حيث تُطلق الحرارة وتتجمد، هذه العملية تُساعد في إبقاء أوروبا وأمريكا الشمالية أكثر اعتدالًا. وفي حال حدوث تغيرات في حركة التيار؛ قد تكون العواقب وخيمة؛ إذ أشارت سجلات الرواسب على مدار 100 ألف سنة، أنه عندما كانت تتوقف الدورة بصورة مفاجئة، تحدث تغيرات كبيرة في درجات الحرارة على مدى عقود.
انهيار وشيك
يُرجح العلماء من خلال الدراسة أنّ دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي على وشك الانهيار. إذ لاحظوا تغيرات في تدفق المياه العذبة -من الصفائح الجليدية التي تذوب مع ارتفاع درجات الحرارة- نحو الجنوب، الأمر الذي لا يعمل لصالح التيار الذي يعتمد -بشكل ما- على ملوحة المياه.
وللتحقق، أجرى الباحثون محاكاة حاسوبية، ولاحظوا في النموذج الذي أنشأوه أنّ انهيار دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي، قد يتسبب في خسارة 75% من عملية نقل الحرارة من الجنوب إلى الشمال، ولهذا آثار سلبية كثيرة.
أسوأ السيناريوهات
بالطبع ستتأثر أوروبا وأمريكا الشمالية بصورة خاصة؛ إذ يلعب التيار الأطلسي دورًا محوريًا في استقرار مناخ هاتين القارتين على وجه الخصوص. وفي ظل السيناريو الأسوأ الذي يتنبأ بانهيار دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي؛ يتوقع العلماء أن يصبح نصف الكرة الشمالية أكثر برودة، ونصف الكرة الجنوبي أكثر دفئًا. إضافة إلى تغيرات في أنماط هطول المطر حول العالم.
يشغل المحيط الأطلسي مساحة 106.5 مليون كيلومتر مربع من مساحة الكرة الأرضية، ويتمتع بتنوع بيولوجي مذهل، ومع التغيرات الحاصلة في دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي، قد تتأثر بيئة المحيط، ويتبعه المناطق الأخرى من الكرة الأرضية. كل هذا ليس في صالح الإنسان ولا أي مخلوق آخر.
aXA6IDMuMTQ0LjYuMjkg جزيرة ام اند امز