الطاقة الذرية تنتقد إيران لعدم تعاونها.. ما هي التداعيات؟
يشعر خبراء إيرانيون بالقلق من تداعيات قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد طهران، والذي ينتقد رسميا عدم تعاون طهران.
وتبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة، بأغلبية ساحقة قرارا ينتقد إيران لعدم تقديمها ما يفسر وجود آثار لليورانيوم في ثلاثة مواقع لم يعلن عنها.
ورغم رد الفعل الإيراني والتصريحات التصعيدية، إلا أن القرار سيكون لديه تداعيات كبيرة، رصدتها "العين الإخبارية" من كتابات خبراء إيرانيين، ومن بينها "فشل المحادثات النووية في فيينا، وتصعيد العقوبات، وإحالة طهران إلى مجلس الأمن".
وقال حشمت الله فلاحت بيشة، رئيس لجنة الأمن القومي السابق في البرلمان الإيراني، في مقال بصحيفة "أرمان" الإصلاحية، :" القرار يمكن أن يكون تحذيرًا لإيران لتتعاون أكثر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا يعني إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي".
وأعرب الخبير النووي الدكتور حسن بهشتي بور، عن قلقه من الانعكاسات السلبية لهذا القرار، قائلا في تصريحات صحفية إن "روسيا والصين صوتتا ضد معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
وأضاف إذا رفعت قضية إيران إلى مجلس الأمن، فإن طهران ستنسحب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وهذه الأعمال في مصلحة إسرائيل، وأنا متأكد من أنها ستسعد بهذه العملية".
وأعرب بهشتي عن قلقه من إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن أو استخدام الدول الغربية لآلية فصل النزاع الموجودة في الاتفاق النووي، وقال "يؤسفني أن أقول إن مجلس المحافظين أصدر قرارًا، وقراره القادم من المحتمل أن يحال ملف إيران إلى مجلس الأمن، وهو ذريعة للاتحاد الأوروبي والدول الثلاث ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، لإعادة تفعيل آلية الزناد لأن تلك الدول لا تزال في الاتفاق النووي المبرم عام 2015".
ومن جانبه، قال الدكتور يوسف مولايي، أستاذ القانون الدولي بجامعة طهران، إن الهدف من تمرير هذا القرار هو زيادة الضغط على إيران في محادثات فيينا.
وتابع، في حديث لصحيفة "آرمان" الإصلاحية: "هناك احتمال أنه إذا لم تؤت المحادثات في فيينا ثمارها في المستقبل، فإن الضغط على إيران يزداد".
وبدوره، قال عبد الرضا فرجي راد، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة طهران والسفير الإيراني السابق لدى النرويج والمجر، لوكالة أنباء "إيرنا" الحكومية، بشأن تأثير القرار على محادثات فيينا "إنه صعب ومعقد".
وأضاف "أسوأ عواقب هذا القرار قد تكون نقل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، وهذا سيؤثر بالتأكيد على محادثات فيينا".
ومن جانبه، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق "فريدون عباسي"، عضو لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني حالياً، " بالإضافة إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، يجب على إيران تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 90 %".