العملية الإرهابية التي استهدفت المصلين، سوف تؤدي إلى تغيير شامل في استراتيجيات التعامل مع الجماعات الإرهابية في سيناء.
بعد أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة من إعلان دول التحالف الرباعي إدراج ما يسمى بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» على قائمة الإرهاب، يتم استهداف مئات المصلين في مسجد «الروضة» بمنطقة العريش شمال سيناء، ليوقع -حتى لحظة كتابة هذا المقال- أكثر من 350 ضحية ما بين شهداء ومصابين من أصل نحو 500 من المصلين الذين كان المسجد يتسع لهم؛ فالهجوم الإرهابي كان يستهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، وهو ما حدث تماما.
يذكّرني هذا المشهد بما حدث في عام 2013 حينما أدت ثورة 30 يونيو المصرية إلى إزاحة عضو تنظيم «الإخوان المسلمين» محمد مرسي عن الرئاسة، وإلى إسقاط التنظيم بأكمله عن حكم مؤسسات الدولة؛ حيث سرعان ما بدأت أعمال الإرهاب في سيناء، وصرح حينها عضو المكتب السياسي لتنظيم «الإخوان» محمد البلتاجي «بأن ما يحدث في سيناء من عمليات سوف يتوقف في الثانية التي تتم فيها إعادة الرئيس مرسي إلى الحكم»، وكان ذلك اعترافا من البلتاجي، القيادي في هذا التنظيم، والذي يقضي حاليا حكما بالسجن، بأن تنظيمه يقف خلف ما يحدث في سيناء من عمليات إرهابية.
هذه العملية الإرهابية التي استهدفت هذه المرة المصلين، وعلى وجه الخصوص أهالي قرية الروضة المعروف عنهم ولاؤهم للدولة المصرية ورفضهم إيواء العناصر الإرهابية المتطرفة، سوف تؤدي إلى تغيير شامل في استراتيجيات التعامل مع الجماعات الإرهابية في سيناء خصوصًا وفي سائر أرجاء مصر عمومًا
واليوم، فإن مشهد استهداف مسجد في شمال سيناء، وإيقاع هذا القدر الكبير من الضحايا، يأتي في أعقاب إدراج ما يسمى بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» على قائمة الإرهاب؛ حيث يتكون هذا «الاتحاد» من عدد كبير جدا من عناصر «الإخوان» الذين يطلقون على أنفسهم أئمة ومشايخ وعلماء، وكثير منهم في الحقيقة له دور في تمرير الأموال والتحريض على الإرهاب ولعب أدوار تنسيقية مع الجماعات المتطرفة.
وفي ظني، فإن هذه العملية الإرهابية التي استهدفت هذه المرة المصلين، وعلى وجه الخصوص أهالي قرية الروضة المعروف عنهم ولاؤهم للدولة المصرية ورفضهم إيواء العناصر الإرهابية المتطرفة، سوف تؤدي إلى تغيير شامل في استراتيجيات التعامل مع الجماعات الإرهابية في سيناء خصوصا وفي سائر أرجاء مصر عموما.
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة