قطر تستمر في اللف حول نفسها بتكرار خطابها الإعلامي التحريضي ضد الدول المقاطعة، وتكمل "اللف والدوران" بتكرار خطاب المظلومية
كل يوم يستيقظ فيه القطريون ينتظرون فصلا جديدا من الفشل لحكومتهم وفصلا جديدا من الشكاوى ومن المظلومية الكاذبة؛ فالبعض منهم غير مستوعب أن سلوك وسياسة حكومتهم لم تعد جزءا إيجابيا في المنطقة، بل أصبحت كطالب بليد كثير الشكاوى رغم أنه أساس المشكلة.
قطر تستمر في اللف حول نفسها بتكرار خطابها الإعلامي التحريضي ضد الدول المقاطعة، وتكمل "اللف والدوران" بتكرار خطاب المظلومية والتباكي على حالها والادّعاء بأنها قد أضرت بها، وتواصل اللف بالبحث في الملفات القانونية والحقوقية ضد هذه الدول لعلها تجد شيئا يدينها؛ فهي حتى الآن لم تنجح ولن تنجح؛ فكل ما اتخذ ضدها وفق القانون الدولي وبعد أن تغيرت قواعد اللعبة.
انطلقت هذه المظلومية الفاشلة منذ بدء الأزمة بإعلان دولة قطر أنها تعاني من (الحصار) الخانق، وهي أُولى المحاولات الفاشلة لإدانة الدول المقاطعة، وقد أثبتت الدول الأربع حقيقة ذلك للعالم، وأن المقاطعة لا يمكن أن تكون حصارا!
المحاولة الثانية عندما حاولت قطر (تدويل الأزمة)؛ حيث قامت برحلات مكوكية لدول الغرب لحل الأزمة، وتجاهلت الوساطة الكويتية، وقد توقعت أن تدويلها للأزمة سينقذها من المقاطعة؛ فكان الرد من تلك الدول أن الحل سيكون خليجيا وعبر الوساطة الكويتية.
امتهنت قطر الالتفاف على الحقائق وتمييع القضايا، وهو ما تحاول أن تقوله للعالم ولشعبها في الداخل، فما نسمعه منها هو عبارة عن إسقاطات لا نهاية لها، فهي تتهم الدول الأربع كل يوم بسيل من الاتهامات العبثية، ويبدو أن العالم اكتشف ذلك بأنها مجرد تهم سخيفة ليس لها دليل
المحاولة الثالثة كانت عندما رفضت منظمة الطيران الدولية (إيكاو) طلبا قطريا بإدانة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وأكدت صحة موقفها واستمرار غلق الأجواء، بعدما فندت ادعاءات حكومة قطر والتي جعلتها تكذب بشكل فاضح، فكانت الشكوى لمنظمة الطيران الدولية مصيرها الفشل الذريع، والأجواء مقفلة، وتلقت بذلك صفعة قانونية جديدة، ولم تفتح الأجواء لها إلا للطوارئ، وبتسعة ممرات فقط في المياه الدولية، وهو ما يؤكد سلامة الإجراءات التي تم تفعيلها منذ بداية الأزمة.
أما المحاولة الرابعة فكانت الأكثر فشلا عندما سجلت حكومة قطر اسمها في سجل العار التاريخي بأنها أول دولة خليجية عربية تتقدم بشكوى في الأمم المتحدة ضد السعودية، متهمة إياها بأنها تمنع القطريين من الحج هذا العام؛ حيث عمدت قطر إلى تسييس الشعائر الدينية باستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية، عندما رفعت ما تسمى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية شكوى إلى المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة بشأن التضييق السعودي على حجاجها ومعتمريها، فكان الرد مزلزلا؛ حيث أعلنت السعودية أنها ترفض أي تسييس للحج وأن ما فعلته حكومة قطر يُعَد عملا عدوانيا وهو بمثابة إعلان حرب، وهو ما جعل قطر تتراجع في شكواها بل تنكر ذلك على لسان وزير خارجيتها، لا سيما بعدما اكتشفت أنها قامت بخطوة أغضبت بها أكثر من مليار مسلم يرفضون العبث بالحرمين الشريفين والزجّ بهما وبشعائر الحج في الخلافات السياسية.
المحاولة الخامسة كانت عندما تقدمت قطر بشكوى رسمية لمنظمة التجارة العالمية ضد الدول المقاطعة، ونسيت أن منظمة التجارة العالمية تتيح في اتفاقياتها المتعلقة بالتجارة في السلع والخدمات والتجارة المتعلقة بالملكية الفكرية تعليق امتيازات عن دولة عضو في حالات محددة، وهي إجراءات تستطيع جميع الدول الأعضاء بمنظمة التجارة العالمية اللجوء إليها في حال المساس بأمنها القومي.
إن هذه الخطوات والشكاوى من دولة قطر، تضاف لسجلها ضد السعودية ودول المنطقة، وتكشف عن مدى العداء الذي تحمله السلطات القطرية ضد جيرانها، وتؤكد أن خطوات المقاطعة وما تلتها وما ستليها من قرارات ضد قطر كانت في محلها؛ فقطر مفتقدة لأي عقل أو منطق في تصرفاتها، وهذا ليس بالجديد، ولكن الجديد أنها كشفت للمتشككين عن حقيقة قطر ووجهها القبيح وخدمتها لأجندات دول إقليمية وخارجية، وأنهم يسيرون على نهج إيران وأذنابها الذين يبحثون عن أي سبب للإساءة إلى السعودية.
امتهنت قطر الالتفاف على الحقائق وتمييع القضايا، وهو ما تحاول أن تقوله للعالم ولشعبها في الداخل؛ فما نسمعه منها هو عبارة عن إسقاطات لا نهاية لها، فهي تتهم الدول الأربع كل يوم بسيل من الاتهامات العبثية، ويبدو أن العالم اكتشف ذلك بأنها مجرد تهم سخيفة ليس لها دليل، ولا تقدم برهانا واحدا يجعل العالم يصدق ادّعاءاتها واتهاماتها، ولهذا هي الآن تعيش في أوهامها وتلف وتدور حول نفسها؛ فهي لا تريد أن تستمع إلى أي أحد، بل هي تزيد من تطاولها وتعدّيها على الدول، وهذا ما لن يقبل به أحد، واستراتيجية قطر في التعامل مع أزمتها محكوم عليها بالفشل؛ لأنها لا تعالج جذور الأزمة، بل تعبث بقشورها فقط.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة