شعار القمم الأفريقية.. سيد الأجندة وموضوع العام
يعتبر شعار القمة الأفريقية من أهم الموضوعات الرئيسية في فعاليات وأجندة القمم الأفريقية، إذ يستمر الشعار لعام كامل.
ويعد شعار كل قمة أحد أهم الموضوعات على أجندة القمة الأفريقية التي تحفل بعدد من الموضوعات والقضايا التي تهم القارة السمراء.
في الـ20 من يناير/كانون الثاني المنصرم، بدأت فعاليات القمة الأفريقية الـ34، باجتماعات لجنة الممثلين الدائمين للسفراء الأفارقة، تمهيدا لاجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في دورته العادية الـ38، التي انطلقت هي الأخرى الأربعاء الماضي في اجتماعات افتراضية ناقشت جدول أعمال القمة.
تنطلق السبت المقبل القمة الأفريقية افتراضيا، وعينها على شعار هذا العام "الفنون والثقافة والتراث: روافع لـبناء أفريقيا التي نريد"، تحت وطأت جائحة كورونا التي تحاصر العالم.
ومن المنتظر أن يشهد الاتحاد الأفريقي، في قمته المقررة السبت والأحد المقبلين، انتخابات مفوضيته الجديدة، والتي تشمل الرئيس ونائبه و6 مفوضيات أخرى في تخصصات مختلفة.
وستنتقل رئاسة الدورة الحالية لتكتل القارة السمراء من رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا إلى رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، وذلك خلال مراسم الجلسة الافتتاحية للقمة.
كيف تختار أفريقيا شعارها السنوي؟
اختيار شعار القمم الأفريقية من الموضوعات المهمة كل قمة ويتم عبر لجنة متخصصة، وهي التي يناط بها اختيار شعار القمة منطلقة من القضايا الملحة والمهمة التي تشهدها القارة الأفريقية.
يكون موضوع شعار أي قمة محور النقاشات في أجندة القمة الأفريقية حسب القضايا وأهميتها واتساع رقعتها في القارة السمراء بهدف تسليط الضوء على الموضوع خلال العام.
تبدأ اللجنة باقتراح الشعار وفق الموضوعات الملحة في القارة السمراء، فيما يتم التأمين على مقترحات اللجنة عبر لجان الاختصاص للموضوع، التي بدورها ترفعه عبر مجلس الوزراء لقمة الرؤساء والقادة الأفارقة لإجازته للقمة المقبلة.
برزت فكرة الشعارات السنوية للاتحاد الأفريقي بعيد انتقال المنظمة الأفريقية من الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي، خلال تسعينيات القرن الماضي، عندما ناقش القادة ضرورة تعديل هياكل منظمة الوحدة الأفريقية لتعكس تحديات عالم متغير.
وشهد عام 2002، رسميا إطلاق اسم الاتحاد الأفريقي بدلا عن منظمة الوحدة، وتحديد الشعار الرئيسي للاتحاد والمكون من أربعة عناصر (سعف النخيل على جانبي الدائرة يرمز للسلام، والدائرة الذهبية ترمز للثروة والمستقبل المشرق لأفريقيا، وخريطة أفريقيا بلا حدود في الدائرة الداخلية تعني الوحدة الأفريقية، والحلقات المتشابكة الحمراء الصغيرة عند قاعدة الشعار ترمز للتضامن الأفريقي والدماء التي سفكت من أجل تحرير أفريقيا).
تم اعتماد العلم الحالي للاتحاد عام 2010 في القمة الأفريقية الـ12، وهو عبارة عن خريطة القارة الأفريقية باللون الأخضر الداكن فوق شمس باللون الأبيض، وتحيط بها دائرة من 54 نجمة خماسية الشكل وذهبية على خلفية حقل أخضر داكن اللون ترمز إلى الأمل في أفريقيا، والنجوم تمثل الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.
شعار 2021
يعود قرار اختيار شعار القمة الحالية إلى اجتماعات القمة الافريقية الماضية في فبراير/شباط 2020، حيث شدد رؤساء الدول والحكومات على أهمية الثقافة والفنون والتراث في تحقيق أهداف أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، وكذلك أهداف مشاريعه الرئيسية.
وأعلن الرؤساء والقادة الأفارقة في القمة الأفريقية الـ33، أن التراث الأفريقي الغني والمتنوع هو رصيد أساسي لإبراز ملامح القارة على الساحة العالمية، مع تحقيق التنمية المستدامة والتكامل والسلام في أفريقيا.
وبالفعل افتتحت الدورة العادية الـ38 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي رسميًا الأربعاء الماضي، تحت شعار الاتحاد الأفريقي لعام 2021 "الفنون والثقافة والتراث: روافع لبناء أفريقيا التي نريدها".
وأعرب موسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، عن أمله في أن يكون عام 2021 مزدهرًا وأكثر إثمارًا من حيث تحقيق الأهداف التنموية للقارة والعالم بشكل عام.
وقال فكي، في افتتاحية المجلس التنفيذي، إنه على الرغم من الوضع الاستثنائي الناجم عن جائحة كورونا الذي غيّر تمامًا أساليب عمل الاتحاد الأفريقي، إلا أن هذا لم يصرف انتباه الاتحاد من القضايا ذات الأولوية في القارة.
وحث فكي الدول الأعضاء على دعم المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لتعزيز مشاركة المجتمع المدني في شؤون الاتحاد، من أجل تحقيق اتحاد يركز على المواطنين الأفارقة، وفقًا لأجندة 2063.
ولأهمية شعار قمة هذا العام في الوقت الراهن، عقد منتدى افتراضي لوزراء الاتحاد الأفريقي المسؤولين عن الفنون والثقافة والإرث حول استجابتهم لجائحة كورونا، في مايو الماضي.
وركز المنتدى على مناقشة تأثير جائحة كورونا على قطاع الفنون والثقافة والتراث، والإجراءات العاجلة لدعم هذا القطاع في القارة، بما يتماشى مع استراتيجية القارة الأفريقية للاستجابة للجائحة.
وأقر المشاركون بالدور الحاسم والأساسي الذي يمكن أن يلعبه قطاع الفنون والثقافة والتراث في مساعدة الدول الأعضاء في الحد من تأثير جائحة كورونا على المشهد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للقارة على النحو المنصوص عليه في أدوات السياسة القارية الرئيسية.
شعار "إسكات البنادق"
تأتي شعارات القمم الأفريقية دائما معبرة عن أهم القضايا الملحة والضرورية للقارة السمراء، وجاء شعار القمة الماضية والمتعلق بـ"إسكات البنادق"، ليظل مستمرا في نقاشات وأجندة القمم الأفريقية المقبلة خاصة قمة 2021 نتيجة استمرار الصراعات والنزاعات التي أصبحت سمة لبعض دول أفريقيا، على الرغم من الجهود المبذولة لإسكات البنادق.
لم يعد عام 2020 هو عام إسكات البنادق بالقارة السمراء التي تنشد الأمن والاستقرار والازدهار والانطلاقة نحو آفاق التقدم، فيما تعيق وصولها أصوات البنادق التي تخرج من بين ثنايا الصراعات والنزاعات.
وتنوعت شعارات القمم الأفريقية في الأعوام الماضية وفق أهميتها، حيث جاءت على النحو التالي بدأ بعام 2014 إلى 2020 "التحول الزراعي والأمن الغذائي"، "عام تمكين المرأة، "حقوق الإنسان"، "تسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب"، "الانتصار في مكافحة الفساد: نهج مستدام لتحويل أفريقيا"، "اللاجئون والعائدون والمشردون داخلياً نحو حلول دائمة للتشرد القسري في أفريقيا"، وأخير العام الماضي "إسكات البنادق لتهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا".
شعار 2021 تعبير حقيقي للقارة السمراء
يأتي شعار هذا العام متماشيا ومعبرا عما تتميز به الثقافات الأفريقية بتنوعها وتعددها، حيث تضم القارة السمراء أكثر من 50 دولة أفريقية عبر أقاليمها الجغرافية الخمسة، وهو ما يعكس ثراء الشعوب وتاريخها، ونشأة الحضارة الأفريقية.
وأكدت ناليدي باندور ، رئيس المجلس التنفيذي للإتحاد الافريقي ووزير العلاقات الدولية والتعاون في جمهورية جنوب أفريقيا، على أهمية شعار القمة الأفريقية الـ34، وقائلة: "لقد دخلنا عام جديد، بتركيز جديد وقيادة جديدة وعنواننا لهذا العام هو (الفنون والثقافة والتراث: روافع لبناء أفريقيا مزدهرة وهادئة ومتكاملة ومرنة) في سياق التحديات متعددة القطاعات."
وأضافت المسؤولة الأفريقية، في الكلمة الافتتاحية للمجلس التنفيذي الأربعاء، أن "موضوع القمة يسلط الضوء على مساهمة الفنون والثقافة والتراث كمحفزات لتنميتنا الاجتماعية والاقتصادية وخلق فرصة لنا لعرض هذه السمات".
ويمثل شعار هذا العام: "الفنون والثقافة والتراث: روافع لـبناء أفريقيا التي نريد"، أحدى أهم القطاعات الحيوية وأكثرها تأثيرا بجائحة كورونا التي ألقت بظلالها على كل القطاعات بالعالم أجمع.
وعادة ما يظهر الأفارقة المشاركون في القمم بزيهم الأفريقي المتعدد والمتنوع، ما يؤكد أن التقاليد الأفريقية لا تزال على قيد الحياة، تنتقل من جيل إلى جيل، وتتفاعل مع المتغيرات الاجتماعية والثقافية، محلياً وعالمياً، إلا أن هذا العام سيكون التعبير بهذه الطريقة غائبا بسبب جائحة كورونا التي حولت الفعاليات إلى اجتماعات افتراضية.
وظلت فعاليات القمم الأفريقية تحمل مضامين شعار القمة الحالية، ضمن موضوعات متنوعة، تشمل: الفكر، والأدب، والموسيقى، والغناء، والرقص، والمسرح، والتصوير الفوتوغرافي، والفنون الجميلة، بهدف المحافظة على الإرث الثقافي الأفريقي، ودلالاته التي يجب أن تكون حاضرة.
aXA6IDMuMTM4LjEyMi45MCA= جزيرة ام اند امز