تجنبا لسيناريو الغوطة.. مقاتلو المعارضة ينسحبون من وسط سوريا
في مسعى لتجنب تكرار سيناريو الغوطة الشرقية، اضطر مقاتلو المعارضة السورية إلى القبول باتفاق للتخلي عن أسلحتهم وإخلاء 3 مدن.
يبدو أن خشية فصائل المعارضة السورية في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، من استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية، دفعهم لقبول اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وتسليم أسلحتهم مقابل الخروج في الاتجاه الشمالي.
وجاء ذلك في مسعى لتجنب تكرار سيناريو الغوطة الشرقية، بعد مفاوضات مع الروس تم بموجبها وقف إطلاق النار في مناطق سيطرتهم، وأبرزها مدن الرستن وتلبيسة والحولة، وقبلوا بتسليمهم أسلحتهم الثقيلة قبل خروجهم باتجاه الشمال السوري.
- المعارضة السورية تتأهب لتفادي سيناريو الغوطة في حمص وحماة
- استراتيجية الروس في سوريا.. مفاوضات قبل القصف وبعده
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد بدأت قوات النظام السوري، إخلاء الدفعة الثانية من مقاتلي المعارضة في جنوبي دمشق إلى الشمال السوري، بالتزامن مع وصول الدفعة الأولى من المقاتلين، حيث خرج من البلدات الثلاث، نحو 1650 مقاتلاً ومدنيا، ووصلوا صباح اليوم إلى الشمال السوري.
وبعد أن سيطرت قوات النظام السوري الشهر الماضي على الغوطة الشرقية، تسعى حاليا إلى استعادة كامل العاصمة ومحيطها عبر اتفاقات إجلاء أو عمليات عسكرية.
وتمكن جيش النظام السوري خلال الشهر الجاري من بسط سيطرته على الغوطة الشرقية التي مثّلت خلال سنوات الحرب الأهلية شوكة في خاصرة العاصمة التي احتفظ بها النظام على مدار 7 سنوات من الصراع الدموي.
وكانت قوات النظام تمكنت من إفراغ الغوطة الشرقية من المعارضة بعد حصار وقصف دام أسابيع وأسفر عن وضع إنساني كارثي وخلّف مئات القتلى وآلاف الجرحى، رغم إقرار مجلس الأمن هدنة في البلاد التي مزقتها الحرب.
وتأتي عملية الإجلاء من وسط سوريا بعد اتفاقات مماثلة تركزت خلال الفترة الماضية في دمشق ومحيطها، أبرزها في الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب العاصمة.
وأشار رامي عبدالرحمن، مدير المرصد، إلى أن "عملية تسجيل قوائم الراغبين في الخروج نحو الشمال السوري، مستمرة رغم وجود معارضين للاتفاق".
وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه "بمجرد الانتهاء من تسليم الأسلحة، ستبدأ عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين الراغبين إلى مناطق سيطرة الفصائل في شمال البلاد".
يأتي ذلك بينما تعمل وحدات في جيش النظام السوري على إزالة السواتر الترابية على طريق حمص - حماة الدولي، الذي بقي منذ 2012 عام سيطرة الفصائل المعارضة على المنطقتين المعنيتين باتفاق الإجلاء، خارج سيطرة الحكومة، ويمر في المنطقتين الطريق الدولي الذي يمتد بين أبرز المدن السورية من دمشق إلى حمص وحماة وصولاً إلى حلب، فيما يبقى جزء صغير يؤدي إلى حلب ويمر عبر إدلب خارج سيطرته.