استراتيجية الروس في سوريا.. مفاوضات قبل القصف وبعده
فشل جولة مفاوضات بين فصائل ريف حمص والروس بعد إصرار الجانب الروسي على نقل الجلسة إلى مكان يخضع لسيطرة النظام السوري.
يجرب الروس في ريف حمص الشمالي الاستراتيجية نفسها التي استخدموها في غوطة دمشق؛ مفاوضات تسبق تصعيدا يفضي لمفاوضات تنتهي بإعلان شروط الاستسلام.
في غوطة دمشق كانت الأسلحة الكيماوية على ما يبدو أكثر إقناعا من جولات المفاوضات العبثية التي قادها الجنرال الروسي ألكسندر زورين، وأفضت في النهاية لقبول فصائل المعارضة بالتوجه شمالا مع أسلحة خفيفة وكثير من الدم.
- فريق التحقيق الدولي ينقل عينات من جثث "دوما" بدمشق لمختبرات عالمية
- المعارضة السورية تتأهب لتفادي سيناريو الغوطة في حمص وحماة
وكان النظام السوري قد أعلن تسوية في دوما على وقع مذبحة الكيماوي أوائل الشهر الجاري. وقالت مصادر قريبة من المعارضة إن قوات النظام شنت في بداية الهجمات "غارتين بغاز كلور تسببتا في 90 حالة اختناق، قبل أن تكرر القصف مستخدمة غازا غير معروف ليصل عدد الضحايا إلى أكثر من 75، إضافة إلى ألف حالة اختناق"، وهو الأمر الذي دأب النظام على نفيه.
وفشلت أمس جولة مفاوضات بين فصائل المعارضة في حمص والجانب الروسي بحسب ما أعلنت "هيئة التفاوض"، التي قالت إن الروس أصروا على نقل التفاوض إلى مكان يخضع لسيطرة النظام السوري، وهو ما رفضه وفد الهيئة.
وكانت المفاوضات قد بدأت في وقت سابق من الشهر الجاري وتناولت نقاطا تتعلق بوضع المنطقة الحالي والمستقبلي، واُتفق على وقف إطلاق النار حتى الاجتماع المقبل على أن يضمن الجانب الروسي التزام النظام بوقف إطلاق النار.
وبحسب تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام محلية شهد ريف حمص هدوءا نسبيا خلال الأيام الماضية، لكن فشل جولة المفاوضات تنذر بتصعيد جديد على غرار ما جرى في الغوطة.
وقصفت أمريكا وبريطانيا وفرنسا موقعين في حمص على صلة ببرنامج النظام السوري للأسلحة الكيماوية إلى جانب مواقع أخرى ردا على هجوم دوما الكيماوي.
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا قبل 7 سنوات سعى النظام السوري لاستعادة أو الاحتفاظ بما بات يعرف بـ"سوريا المفيدة"؛ المدن ذات الكثافة السكانية الكبيرة ومواقع آبار الغاز والنفط.
وقال المقدم طلال منصور، المسؤول العسكري في "الفيلق الرابع" في ريف حمص، في تصريحات لصحف محلية إن الفصيل يؤيد أي مفاوضات جادة لا تؤدي إلى تهجير الأهالي وتدمير المنطقة.
وأضاف أن القادة "سيفعلون ما بوسعهم للبقاء على أرضنا وفي حال لم يحصل اتفاق وبدأ التصعيد فنحن جاهزون".
وتسيطر فصائل حركة تحرير الوطن (حركة تحرير حمص سابقا)، وفيلق حمص، وجيش التوحيد وتجمع أولية 313، وحركة أحرار الشام وفيلق الشام على ريف حمص الشمالي.
وسعت فصائل ريف حمص الشمالي لتشكيل جبهة موحدة استعدادا لتكرار سيناريو الغوطة الشرقية.
ويسيطر النظام السوري على غالبية مساحة حمص أكبر المحافظات السورية بعدما استعادها من تنظيم داعش الإرهابي نهاية العام الماضي وأوائل العام الجاري.