تأتي كل 4-8 سنوات، فترة انتقال للرئاسة الأميركية تمثل الفترة الأكثر حدة من الضعف بالنسبة للولايات المتحدة
تأتي كل 4-8 سنوات، فترة انتقال للرئاسة الأميركية تمثل الفترة الأكثر حدة من الضعف بالنسبة للولايات المتحدة. وتتولى الإدارة الجديدة مسؤولية الأمن القومي من لحظة أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية، وهو مجال السياسة الأميركية الذي يمنح الرئيس السلطة التنفيذية لإرسال القوات العسكرية -رجالا ونساء- إلى أي معركة تتعلق بأمن ومصالح الولايات المتحدة الأميركية، وأن يجيز العمليات السرية، وفي ظل الظروف الأكثر تطرفا، يصادق على استخدام الأسلحة النووية.
ويتعيّن على أي رئيس أميركي منتخب الاستعداد مبكرا ليصبح القائد العام للقوات المسلحة، حيث إنها الأولوية القصوى والأكثر أهمية، خلال فترة الـ73 يوما الانتقالية التي تبدأ من يوم الانتخاب وتنتهي يوم التنصيب في 20 يناير. ولتسهيل هذه المهمة العسيرة، يحق للرئيس المنتخب تلقي إفادات استخباراتية، بما في ذلك الموجز الاستخباراتي اليومي، الذي يقدم حاليا للرئيس باراك أوباما كل صباح. وعلى الرئيس المنتخب أن يكون ملما أيضا بـ"الأسرار العميقة" في الولايات المتحدة، بما فيها العمليات السرية الجارية وجهود جمع المعلومات الاستخباراتية الأكثر حساسية، وخاصة إجراءات استخدام السلاح النووي.
ولكن، يبدو أن الرئيس المنتخب دونالد ترمب لم يعط الأولوية للإفادات الاستخباراتية بعد فوزه في الانتخابات، بل إنه من غير الواضح كم عدد التقارير السرية التي نظرها. في الأسبوع الماضي، أشارت تقارير صحفية إلى أن العدد الإجمالي كان ثلاثة تقارير، وأن ترمب غير مهتم بالتقارير السرية، إلا بعد أن يجرى التحقق من صحتها من مدير حملته الانتخابية، كيليان كونواي، الذي قال إن ترمب "يحصل على المعلومات التي يحتاج إليها من خلال لقاءاته الشخصية أو الهاتفية مع زعماء العالم، بالإضافة إلى اجتماعه بنحو 60 من الرجال والنساء الذين من المحتمل أن يشغلوا مناصب حكومته".
هناك مخاوف أساسية بشأن التزام ترمب بجميع الخطوات اللازمة لضمان استمرارية الأمن القومي عند توليه مهام منصبه في 20 يناير المقبل، حيث إن إهمال الرئيس للجانب الاستخباراتي ينطوي على مخاطر جمَّة. ويوضح التاريخ أمثلة عديدة لفشل إدارة الأزمات خلال فترات الانتقال الرئاسية.
ومثل هذه الأنواع من المخاطر التي قد تحدث خلال فترة انتقال الرئاسة يمكن تجنبها من خلال التعاون الاستخباراتي. ولقد أبدى باراك أوباما مرارا استعداده لبذل كل ما في وسعه لتسهيل انتقال سلس للسلطة، ويشمل ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية، خاصة تلك المتعلقة بالأسرار الوطنية الأكثر حساسية. ولذا ينبغي على الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن يبدي اهتمامه ورغبته في تلقيها.
نقلا عن / الوطن
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة