"العين" تصحبكم في جولة على الكتب والقصص الفائزة بـ"ساويرس الثقافية"

4 روايات و4 مجموعات قصصية توجت بالمراكز الأولى في جائزة ساويرس الثقافية، "العين" تستعرض الأعمال الفائزة وتلقي بالضوء عليها..

بين الرواية والقصة، بين أجيال متنوعة ومختلفة، وكتابات تحقق خصوصيتها وفرادتها، أعلنت الاثنين جائزة ساويرس الثقافية في حفل بالأوبرا المصرية. 4 روايات و4 مجموعات قصصية توجت بالمراكز الأولى. "العين" تستعرض الأعمال الفائزة وتلقي بالضوء عليها.

"معبد أنامل الحرير".. رواية لإبراهيم فرغلي

مثلما كانت روايته الأهم "أبناء الجبلاوي" قصيدة حب عن حرية الفكر والفن والفنان، وأنشودة هجاء ضد الظلامية وضيق الأفق، فإن روايته الجديدة "معبد أنامل الحرير"، الصادرة عن منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف، تقدم تنويعة أخرى مرّكبة عن الفكرة نفسها، ولكنها تقطع شوطا لافتا فى تحية الفنان والكاتب، بأن تجعل لما كتب قوة وقدرة خلق وحياة أبدية.

في هذه الرواية المهمة نقرأ عن صاحب الكتابة ولا نسمعه أبدا، تنوب عنه بجدارة روايته التى تتخلق مثل جنين مشاكس، سرعان ما يمتلك هوية وإرادة وحلما، يبحث عن مبدعه، ثم يمتلك القدرة على أن يكمل الحكاية. 

"أنا وأنت".. (مجموعة قصصية) لأحمد الخميسي

صدرت عن دار كيان للنشر، "أنا وأنت" كتاب يجمع خمس عشرة قصة متنوعة ومتباينة الحجم من صفحة واحدة إلى أكثر من خمسين صفحة، أي أن بعضها قصص قصيرة جدا وبعضها متوسط وبعضها قصص طويلة، وكلها تحتفظ بجوهر فن القصة القصيرة.

المجموعة هي الكتاب القصصي الرابع للكاتب الصحفي والناقد والقاص أحمد الخميسي بعد: "قطعة ليل، وكناري، ورأس الديك الأحمر"؛ أو الكتاب السادس إذا أخذنا بعين الاعتبار كتابين آخرين أسهم فيهما مع آخرين "الأحلام، وطيور الكرنفال" مع أحمد هاشم الشريف، محمود يونس، و"الأجيال الثلاثة" مع عبدالرحمن الخميسي وآنا أحمد الخميسي".

جوائز شباب الأدباء

رواية "خيرالله الجبل".. لعلاء فرغلي

رواية "خيرالله الجبل" (صدرت عن دار العين للنشر أواخر 2014) قصة مكان؛ مكان عجيب إلى حد بعيد، فهو ليس مجرد حي عشوائي في قلب القاهرة اكتظ بسكانه حتى صار يلفظهم، لكنه بيئة كبيرة، وطن، دولة ذات تاريخ وجغرافيا وحكام ومحكومين وقوانين وسبل معيشة، أتاحت الظروف لكاتبها أن يكون قريبا منه نوعا ما ليشهد ميلاده ونموه فيحمل هم كتابته وإعادة تقديمه بصورة مختلفة عن تلك الصورة التي تُصدّرها عنه صفحات الحوادث في الجرائد اليومية، من خلال نماذج حقيقية من لحم ودم، وليست مسوخا مشوهة.

رواية "عطارد".. لمحمد ربيع

عطارد هو أقرب الكواكب للشمس، وهو أيضا اسم ضابط ممن شهدوا اندحار الشرطة في 28 يناير 2011، بعد عقد وعدة أعوام من تلك الأحداث، مصر تحت احتلال غامض وفلول الشرطة القديمة تتولى قيادة المقاومة الشعبية بين الأطلال المحطمة للقاهرة، جحيم يومي من القتل العشوائي، يكثف ما شاهدناه من مجازر متفرقة تلت أحداث ثورة يناير الشهيرة، هي خيالات وهواجس "الثورة المضادة" وقد صارت واقعا في مستقبل كابوسي. الرواية صدرت عن دار التنوير بالقاهرة 2015. 

رواية "مندورلا" لأحمد الفخراني

رواية ذات خيال جامح، يتمازج فيها العالم الإنساني مع العالم الإلكرتوني الافتراضي. يملك "جو"، الشخصية المحورية، موهبة أن يحول هواجسه وأحلامه ورغباته إلى حقيقة تتجسد في مدينة "ماندورلا"، لكن عالمه ينقلب عليه، ويحوله من سيد إلى عبد محكوم من أسياد تتصارع.

يبدأ "جو" في تنفيذ أوامر كائناته الافتراضية، لصالح خطط لا يدري عنها شيئا، وتنتقل موهبته إلى عائلة تتحرر أحلامها المنسية والمكبوتة وتتحول إلى واقع يصارع بدوره من أجل البقاء.

بخيال محلق تدور أحداث الرواية في عالم الحلم أو عند تخومه، استفادت من الحرية التي يوفرها هذا العالم، بخلق عوالم شديدة البكارة، جمعت فيها بين شخصيات لها نصيب واضح من الملامح الإنسانية وشخصيات أخرى كرتونية. رواية تفرض منطقها الخاص بمغامرة سردية، تأخذ القارئ بسلاسة في رحلة لا تنقصها الدهشة التي تحفز العقل وتثير الأسئلة.

رواية "صياد الملائكة" لهيدرا جرجس

عن أسباب الفتنة الطائفية في مصر وجذورها، رواية محملة بدلالات ورموز عدة. قدم خلالها هيدرا جرجس أجواء صعيدية مدهشة ممزوجة بشخصيات قبطية تختلف تماما عما تعود عليه القارئ العربي.

تقدم الرواية بسخرية مريرة، وقائع يوم عبثي في مدينة صعيدية منسية، أفضى بشخصيات الرواية العجيبة، المهمشة والمغتربة، إلى نهاية كابوسية، المدينة الخاملة قررت أن تدافع عن الأخلاق، أشعلت الفتنة، وحرقت الكنيسة، جاء الطوفان، قادما مباشرة من الملل والعبث والتفاهة والخمول والجهل والتعصب، هل تراه جاء أم أننا فى قلب الطوفان، دون أن نشعر أم نحس؟! هل نحن موتى أم أننا على ظهر الأرض أحياء؟

"الجنتلمان يُفضَل القضايا الخاسرة".. (مجموعة قصصية) لأحمد مجدي همام

صدرت عن دار روافد، وتحتوي على 9 قصص، في واحدة منها يقول روايها "كتبت هذه القصص على سبيل التمرن على الكتابة، لتزييت التروس الصدئة إثر أزمة "رايترز بلوك" ألمت بي لشهور.

وبعد قراءة نصائح كبار الكتاب لتخطي محنة "الورقة البيضاء"، قمت باختيار عدة أسماء بشكل عشوائي من أجندة التليفون، لأكتب عن كل منهم ما تيسر". لا يوجد شكل ثابت أو شكل أمثل للقص والسرد، هذا ما أراد الكاتب قوله، لذا حرص على التنويع في بنيات القصص، فتارة يخوض في التجريب على مستوى اللغة، وتارة يعتمد البناء الدائري، أو الأقصوصة القصيرة، أو التنويع في طرق التقطيع، والعناوين الجانبية، والأسلوب.. "التنوع" و"التحرر" هما مدار قصص المجموعة كلها.

"ثلاثة تمارين لميلان كونديرا".. (مجموعة قصصية) لطه عبدالمنعم

تعبر الكثير من نصوص هذه المجموعة عتبة القصة القصيرة وتتخطاها، فهي تعج بالكثير من الإشارات -تبدو متناغمة مع الحياة الحافلة والمتنوعة والقصيرة للرسام النمساوي (إيغون شيلي).

جمع الكاتب في مجموعته عددا من الفنون، كما كان "شيلي" رساما وشاعرا، خاصة في تلك القصص التي يغلب عليها الطابع الفانتازي، ففيها تجد المخرج "كوينتين تارانتينو" الذي يثرثر أبطاله كما تذكر قصة "ثلاثة تمارين كتابة لميلان كونديرا"، وأيضا "أليس" من رواية "أليس في بلاد العجائب"، و"نيو" من فيلم "ذا ماتريكس" في القصة نفسها، في مزج بين الأدب والسينما. ولا يمكننا بالطبع إغفال القرد "ميلان كونديرا" الذي يحمل اسم الكاتب التشيكي الفرنسي الكبير الذي يستقي منه المؤلف بعض ملامح أسلوبه.