الهوية.. سر عبقرية بوب ديلان الموسيقية
المغني والموسيقي الأمريكي بوب ديلان يعد واحدا من أشهر صناع الموسيقى في العالم، وكل أغنياته تحتفظ بقدر وافٍ من الثقافة وانتقاء المعاني
قالت جريدة الجورنال الإيطالية إن نجاح المغني بوب ديلان ذائع الصيت، الذي حاز جائزة نوبل للآداب عام 2016، يعود إلى اهتمامه المبكر بموضوع الهوية.
واعتبرت الصحيفة الإيطالية أن ديلان انشغل منذ إصدار ألبومه الشهير "Blonde on Blonde" بمحاولات تأكيد الهوية والبحث عنها.
ووفقا للصحيفة تمثلت قوة ديلان في أنه كان واثقا للغاية من قدراته، كما كان يحيط نفسه دائما بأمهر الموسيقيين في الميادين العامة، الذين يتحلقون حوله ويتناقشون في مسائل موسيقية وحياتية واجتماعية، ولأن ديلان كان مقتنعا دائما أنه على حق فكان يمتلك القرار النهائي في اختيار شيء ما من عدمه.
ويعتبر المغني والموسيقي الأمريكي بوب ديلان واحدا من أشهر صناع الموسيقى، ليس في أمريكا وحدها، بل في العالم كله، إذ اشتهر بأغنياته الحماسية التي لا تبتعد عن المفردات الحياتية للناس في منازلهم وشوارعهم، كما أنها تحتفظ بقدر وافٍ من الثقافة وانتقاء المعاني التي تبحث عن الهوية الإنسانية وتؤكدها باستمرار، ولعل هذا كان من أهم أسباب اختياره من قبل الأكاديمية السويدية عام 2016 لتمنحه جائزة نوبل للآداب، في سابقة كانت الأولى من نوعها.
عندما أصدر ديلان ألبومه في عام 1966 كان في الـ25 من عمره، ورغم وجود العديد من المواهب الموسيقية اللافتة في الوقت الذي ظهر فيه، إلا أن الكلمات التي كتبها وغناها بثت الروح في كل شيء وأثرت بشكل لافت، وتحديدا عند هؤلاء الذين كانوا يتخبطون في الطريق بحثا عن هويتهم.
وبالنسبة للصحفي الأمريكي داريل ساندرز، الذي يعد سلطة قائمة بذاتها في النقد الموسيقي، فإن ألبوم "Blonde on Blonde" لم يكن بسيطا على الإطلاق، على الرغم من نجاحه جماهيريا.
وفي بحث خصصه ساندرز فقط لهذا الألبوم، كانت هناك العديد من الاجتماعات والبيانات والإحصائيات والمناقشات التي لم تنته في استوديوهات التسجيل، وعلى وجه الخصوص ما دار بخصوص أغنية "Visions of Joanna" التي يعتبرها الكثيرون التحفة الفنية الأهم لبوب ديلان خلال حقبة الستينيات، ويرى ساندرز أن الكلمات كُتبت من وجهة نظر شخص أشعلت قصة حبه الخيالية ذكريات الماضي وأجوائه.
وبحسب التقرير، نجح بوب ديلان في تحطيم الحواجز بين الجنسين، ولكن رغبته لإحداث ثورة موسيقية كانت تحتاج إلى منتج يسمعه ويؤمن به مثل بوب جونستون، الذي اصطحب ديلان رفقة الثنائي العازف آل كووبر وروبي روبرتسون إلى مدينة ناشفيل، لتنخرط المجموعة في جلسات امتدت بين عامي 1965 و1966، ثم التحول إلى جلسات تستمر أحيانا إلى 24 ساعة يوميا، إلى أن يأتي شهر أبريل/نيسان وتخرج تحفة فنية من ناشفيل بولاية تينيسي.
ظل بوب ديلان شخصية مؤثرة في الموسيقى والثقافة الشعبية لأكثر من خمسة عقود، والكثير من أعماله الأكثر شهرة كانت من الستينيات، وكلمات أغانيه فيها الكثير من الحكمة والاحتجاج، إذ كان من الطبقة العاملة والمضطهدة بأمريكا، كما تم استخدام بعض أغانيه كنشيد لحركة الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين والحركة المناهضة لحرب فيتنام.
تميز بغنائه العديد من الأنواع الموسيقية ومنها البلوز والروك، وعبرت كلماته عن مجموعة متنوعة من التأثيرات السياسية والاجتماعية والفلسفية والأدبية، كما تصدت لموسيقى البوب وأحدثت تغييراً فيه على المستوى العالمي.
عرضت أعماله في المعارض الفنية الكبرى كموسيقي، وباع ديلان أكثر من 100 مليون أسطوانة في جميع أنحاء العالم، مما يجعل منه واحداً من الفنانين الأكثر مبيعاً من أي وقتاً مضى، كما تلقى العديد من الجوائز بما في ذلك: جائزة نوبل للآداب 2016، 11 جائزة جرامي وجائزة أوسكار واحدة وجولدن جلوب واحدة، وفي عام 2012 تلقى ديلان وسام الحرية الرئاسي الأمريكي من الرئيس باراك أوباما.