روائيون عرب: فوز "سيدات القمر" بـ"مان بوكر" فخر للثقافة العربية
الكاتبة العمانية جوخة الحارثي فازت بجائزة مان بوكر الدولية لعام 2019 عن روايتها "سيدات القمر".
أكد كتاب ومثقفون عرب أن فوز الكاتبة العمانية جوخة الحارثي، الثلاثاء، بجائزة مان بوكر البريطانية عن النسخة الإنجليزية من روايتها "سيدات القمر" يعد إنجازا عربيا مهما وحدثا كبيرا.
وقالت الروائية اللبنانية هدى بركات، الفائزة هذا العام بجائزة البوكر العربية، إن فوز جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر يعد مناسبة رائعة للاحتفال، خاصة أنها خاضت من قبل منافسات مان بوكر عام 2015، متابعة: "أعرف جيدا كم أن الترشح للقائمة القصيرة لمان بوكر صعب جدا، وقد خضت المنافسة قبل أربعة أعوام من الآن، والمنافسة كانت شديدة للغاية".
وأضافت بركات: "أنا أعرف أيضا المترجمة مارلين بوث، وكانت لي معها تجربة في دورة 2015 في مان بوكر، عندما ترجمت روايتي وقتها، ولذلك فرحتي مضاعفة لفوز جوخة من ناحية، وفوز مارلين كذلك من الناحية الأخرى".
وفازت الكاتبة العمانية جوخة الحارثي، الثلاثاء، بجائزة مان بوكر الدولية لعام 2019 عن روايتها "سيدات القمر"، التي ترجمتها إلى الإنجليزية مارلين بوث. والجائزة التي تُمنح سنوياً، وتبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني، تقدم لأفضل رواية تُرجمت من لغتها الأصلية إلى الإنجليزية، ونشرت في المملكة المتحدة، وتتقاسم المؤلفة والمترجمة قيمة الجائزة معاً.
وتفوقت "الحارثي"، البالغة من العمر 41 عاماً، على 5 منافسين ضمتهم القائمة القصيرة للجائزة، من فرنسا وألمانيا وبولندا وكولومبيا وتشيلي.
وأكدت الروائية العراقية أنعام كجه جي أنها تابعت كتابات جوخة منذ بداياتها، مضيفة: "كانت جوخة تنشر فصولاً في بعض الصحف، ولفتت انتباهي بالموضوعات التي تتناولها وباللغة ذات النكهة المحلية. أذكر أنني كتبت لها مبدية إعجابي وطالبة أن أتعرف على المزيد من نصوصها. اليوم أنا سعيدة مرتين؛ الأولى لأن كاتباً عربياً فاز بجائزة عالمية مرموقة، والأخرى لأنها امرأة امتلكت جرأة القول وتمتعت بإبداعها".
وقال الروائي الأردني جلال برجس: "مما نتمناه للأدب الإنساني بشكل عام هو الوصول إلى الآخر أيا كان؛ الآخر الذي له أن يقرأ عن ثقافة مختلفة، ورؤى جديدة، ويتلمس عبر النص ملامح أناس آخرين لهم أحزانهم وأفراحهم وأحلامهم في الحياة. قرأنا في العالم العربي كثيرا من المنجزات الأدبية المترجمة ولكن لم يقرأنا الآخر إلا قليلا وهذا عائد لأسباب كثيرة يصعب الخوض بها الآن".
وأضاف: "لذلك فإن فوز رواية (سيدات القمر) بالـ(مان بوكر) سبيل مهم إلى القارئ الغربي الذي لا يعرف عنا الكثير، وأعده انتصارا مهما للكتابة العربية؛ هذا الانتصار الذي عليه أن يشرع مسألة الترجمة على مصراعيها، عبر المؤسسات الجادة، والمهتمة في العالم العربي، بل حتى يجب أن تأتي الترجمة كقرار رسمي تتبناه الحكومات العربية لننفض الغبار عن الكتابات المهمة، ونفسح مجالا أوسع للقراءة".
واستطرد: "أؤمن بكل قوة بالوعي الذي بات يتبلور روائيا عبر كثير من النصوص العربية المهمة، التي عليها أن تصل إلى أيدي مختلف القراء في أنحاء العالم لأن في الكتابة مساحة واسعة من المشترك الإنساني الذي يسعى نحو الحياة. سعيد وفخور بهذا الفوز الذي من شأنه أن يرفع منسوب الأمل لدى الكتاب العرب لتجاوز حدودهم الجغرافية نحو العالمية".
بدوره، قال الكاتب الجزائري عبدالرازق بلعقروز، الفائز مؤخرا بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب، إن "فوز الكاتبة العمانية جوخة الحارثي بهذه الجائزة العالمية هو فخر للثقافة العربية المعاصرة، كما أنها علامة على أن الكتابة العربية استطاعت أن تخترق سماء العالم ككل واستطاعت أن تنقل همومها وهواجسها للغة الإنجليزية، واستطاعت أن تنافس العديد من الإسهامات العالمية، بل وتتفوق عليها في الأخير".
وأكد بلعقروز أن إنجاز خوجة الحارثي هو أنها نافست كُتّابا من دول معروفة بقوتها العلمية والأدبية، مثل ألمانيا المعروفة بالشعر البديع والانحياز للقصيدة، وكذلك فرنسا المعروفة بميزتها في الأسلوب الجمالي في التفكير والكتابة، ما يعني أننا أمام حدث كبير، ربما يكون بداية لنظرة جديدة للأدب العربي على مستوى العالم.