القراء هم القادة.. مبادرة شبابية في فلسطين لتنمية ثقافة المطالعة
حاملاً مجموعة من الكتب، يجول الشاب الفلسطيني محمد أبو الحاج على المحال والمؤسسات جنوب قطاع غزة، لتشجيع عادة القراءة.
على الرغم من الجهد الكبير الذي يبذله أبو الحاج (19 عامًا) خلال عملية التجول؛ إلاّ أنه يشعر بسعادة غامرة، وهو يوزع مجموعة من الكتب جمعها ضمن مبادرة شبابية أطلقوا عليها "القراء هم القادة" لتنمية عادة القراءة والمطالعة وتعزيز الوعي المجتمعي.
ويوضح أبو الحاج لـ"العين الإخبارية" أنه و14 من زملائه طلبة الجامعات أطلقوا المبادرة لنشر ثقافة القراءة في المجتمع، مشيرا إلى أن المبادرة بدأت بإطلاق حملة تبرع بالكتب ممن تتوفر لديهم تلك الكتب لصالح من يحتاجها من المواطنين.
ونجحت الحملة في مدة وجيزة في جمع 900 كتاب متنوع من روايات وقصص وشعر وكتب دينية وتاريخ وفلسفة وغيرها من جوانب المعرفة.
وقال: "المبادرون الـ15 يبذلون جهودهم ويدفعون من جيوبهم لتمويل الحملة إلى جانب تلقيهم بعض الدعم من مؤسسات أهلية لتنفيذ أنشطتهم".
وأكد أن العديد من الأشخاص تبرعوا بكتب مهمة ومؤسسات كذلك سارعت للتبرع للحملة.
وأشار إلى أنهم نشروا نموذجًا على أنستقرام ليعبئه من يرغب بتزويده بالكتب، وقد سجل مئات النموذج، وبدأت بعدها عمليات توزيع الكتب على الطلبة والأطفال والفتيات.
وهذه ثاني فعالية يقيمها النشطاء الشباب – وفق أبو الحاج- الأولى كانت في يوليو 2019 عندما أقاموا معرضا للكتب ضم حوالي 400 كتاب ولاقى إقبالا واسعا.
وذكر أن المبادرة الثانية هي الحالية والتي جمع فيها حتى الآن 900 كتاب وبدأ توزيعها لتشجيع ثقافة القراءة.
وأكد أن هذا الحجم من التفاعل يشكل حافز كبير لهم للاستمرار في مثل هذه الأنشطة المهمة التي تقوم بالتوزيع من الناس للناس لتعم الفائدة .
وحث الناس على التبرع بما يزيد عن حاجتها للآخرين ممن يحتاجون تلك النواقص عندهم.
في أحد المحال شرق خانيونس، استلم رامي نجار (21 عاما) رواية لجنيب محفوظ، معبرا عن تقديره لهذه المبادرة التي رأى انها جاءت في وقتها في ظل جائحة كورونا، حيث يتوفر وقت أطول متاح يمكن استثماره في القراءة.
وذكر أن هذه المبادرات إيجابية لأن الكثير من الناس ابتعدت عن ثقافة القراءة، وانغمست على الأجهزة الحديثة حيث يجري تضييع الوقت بلا فائدة غالبا.
وسبق أن انطلقت عدة مبادرات لتعزيز ثقافة القراءة واستثمار اضطرار الناس للبقاء في المنازل بسبب قيود كورونا في قراءة الكتب.