مختار باباييف.. من هو الرئيس المعين لمؤتمر المناخ COP29؟
أعلنت أذربيجان رسميًا تعيين وزير البيئة والموارد الطبيعية بالبلاد، مختار باباييف، رئيسًا لمؤتمر الأطراف COP29 المقرر عقده في باكو 2024.
اختيرت أذربيجان لاستضافة الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29)، ممثلة عن المجموعة الإقليمية لأوروبا الشرقية، وهو ما أًعُلن عنه رسميا في ختام مؤتمر COP28 الذي عقد في دبي، ديسمير/ كانون الأول 2023.
هنأت الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف COP28 كلا من الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، مختار باباييف، وكبير مفاوضي مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، يالتشين رافييف، على توليهما منصبيهما، متمنية لهما النجاح في دورهما الجديد.
قالت الرئاسة الإماراتية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إنها تتطلع إلى العمل جنبًا إلى جنب مع رئاستي COP29 وCOP30 واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ للبناء على النجاح التاريخي لمؤتمر COP28 والحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية في متناول اليد.
- من سيحصل على التمويل من صندوق الخسائر والأضرار؟.. 12 دولة عربية مؤهلة
- العمل المناخي في 2024.. رؤية استشرافية للمخاطر والجهود
من هو مختار باباييف؟
مختار بهادور أوغلو باباييف، 57 عامًا، هو سياسي أذربيجاني شهير، ويشغل منصب وزير البيئة والموارد الطبيعية في جمهورية أذربيجان منذ أبريل/ نيسان 2018.
ولد باباييف في 16 أكتوبر 1967 في باكو، وتخرج من المدرسة الثانوية في العاصمة الأذرية عام 1984، وخدم في الجيش بين عامي 1986 و1988.
في عام 1991، تخرج من كلية الفلسفة بجامعة موسكو الحكومية، متخصصًا في العلوم السياسية، ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الاقتصادية الخارجية من جامعة أذربيجان الحكومية للاقتصاد في عام 1994.
بدأت مسيرة باباييف المهنية فور تخرجه من جامعة موسكو في عام 1991، بعد انضمامه إلى لجنة الدولة للاقتصاد والتخطيط بجمهورية أذربيجان لمدة عام واحد فقط، قبل أن ينتقل بعدها لوزارة العلاقات الاقتصادية الخارجية، ليقضى بها عامًا واحدًا أيضًا.
في 1994، بدأ باباييف محطة جديدة ومهمة في حياته المهنية، بعد أن انضم لقسم العلاقات الاقتصادية الخارجية في شركة النفط الحكومية لجمهورية أذربيجان المعروفة اختصارا بـ(سوكار).
تدرج باباييف في المناصب داخل شركة "سوكار" طوال 24 عامًا، هي عمر مسيرته المهنية في الشركة النفطية الوطنية الشهيرة.
في 2003 عمل انتقل لقسم التسويق والعمليات الاقتصادية بالشركة وقضى فيه 4 سنوات متواصلة، قبل أن يشغل منصب نائب رئيس الشركة لشؤون البيئة لمدة 3 سنوات.
في 2010 شغل منصب رئيس المجلس الإشرافي لجمعية الإنتاج "أذركيميا" التابعة لسوكار، واستمر في هذا المنصب 8 سنوات، حتى صدر قرار الرئيس الأذري، إلهام علييف، في 23 أبريل/ نيسان 2018، بتعيينه وزيرًا للبيئة والموارد الطبيعية.
أما مسيرته السياسية فبدأت فعليًا في 2010، عندما انتخب نائبا في البرلمان الأذري، المعروف باسم الجمعية الوطنية لجمهورية أذربيجان، عن حزب أذربيجان الجديدة الحاكم بالبلاد.
بمجرد انتخابه، انضم لعضوية اللجنة البرلمانية للجمعية الوطنية المعنية بالموارد الطبيعية والطاقة والبيئة، وفي 2015 أعيد انتخابه مرة أخرى لعضوية البرلمان، وحالت مهام منصبه كوزير للبيئة في البلاد دون ترشحه مرة أخرى لعضوية البرلمان بعد انتهاء فترته في 2020.
يشغل باباييف أيضًا منصب رئيس اتحاد تسلق الجبال الأذربيجاني منذ 2022 وحتى الآن، وهو اتحاد رياضي أنشئ عام 1963 لتنظيم الرياضة الشهيرة داخل البلاد.
باباييف وتغير المناخ
مع توليه منصب وزير البيئة والموارد الطبيعية في 2018، قاد باباييف جهود بلاده في العمل المناخي، وأعلن التزام أذربيجان بالمساهمة في الجهود العالمية والمشاركة بنشاط في الأنشطة الرامية إلى الحد من آثار تغير المناخ.
كانت الموارد المائية والأمن المائي لأذربيجان على رأس أولويات باباييف منذ توليه منصبه، باعتبارها تمثل أزمة ملحة للبلاد.
تمتلك أذربيجان موارد مائية صغيرة نسبيا مقارنة بدول المنطقة، و70% منها تتشكل خارج حدودها، كما أن معظم أنهار الجمهورية، بما في ذلك الأنهار العابرة الكبيرة، أصبحت أقل من معدلها الطبيعي، بعدما انخفضت بنسبة 15% في العقود الأخيرة.
في 2021، أطلق باباييف مشروعًا مشتركًا مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لزيادة قدرة أذربيجان على التكيف والصمود في مواجهة تغير المناخ، ودعم التدابير الرامية إلى تكييف 3 قطاعات ذات أولوية بالبلاد مع تغير المناخ، وهي المياه والزراعة والمناطق الساحلية.
يعمل المشروع، الذي يموله صندوق المناخ الأخضر وينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على تعزيز القدرات المؤسسية والتقنية والمالية الحالية للحكومة، والتي بدورها ستضمن إدراج احتياجات التكيف مع المناخ على المدى المتوسط والطويل في خطط التنمية الوطنية لأذربيجان.
تشمل مهام باباييف الصعبة أيضًا ملف حماية البيئة والاستخدام الفعال للموارد الطبيعية في بحر قزوين، وهو من بين الملفات ذات الأولوية السياسية والاتصادية لبلاده، بعدما انخفض مستوى سطح البحر بمقدار 69 سم في السنوات الخمس الماضية، وبمقدار 114 سم في السنوات العشر الماضية.
بادر باباييف، العام الماضي، بإنشاء فريق خبراء لإجراء دراسة شاملة لهذه المشكلة، وصياغة توصيات للإدارة المستدامة لهذا الحوض المائي المهم، فضلا عن إعداد سيناريوهات المستوى وتدابير التكيف المناسبة، ونجح فيما بعد في ضم البلاد الواقعة على بحر قزوين للمبادرة.
يشارك باباييف أيضًا في خطة بلاده لتخفيف الانبعاثات وتحول الطاقة تعتمد على زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة بشكل كبير في إجمالي استثمار الكهرباء بالبلاد إلى 30% بحلول عام 2030.
تشمل الخطة اتخاذ تدابير لتحسين كفاءة استخدام الطاقة، والانتقال إلى وسائل النقل منخفضة الانبعاثات، ودعم الحلول المبتكرة في النقل الحضري، وإدخال تقنيات نظيفة منخفضة الكربون في الصناعة، وتحسين إدارة النفايات، وزيادة الغابات.
على جانب آخر، يقود باباييف جهود التحول الأخضر في إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي كان سببًا في صراع طويل الأمد مع دولة أرمينيا المجاورة، والقوات الانفصالية التابعة لها، والتي كانت تسيطر عليه في السابق.
بمجرد استعادة الإقليم، الذي يحظى باعتراف دولي باعتباره جزءاً من أذربيجان، بدأت البلاد تنفيذ أعمال إعادة الإعمار والإدماج على نطاق واسع في المناطق المحررة، وأوكلت لوزارة البيئة والموارد الطبيعية مهمة تخضير الإقليم، عبر إدماج تقنيات ذكية وصديقة للبيئة، والتحول نحو الزراعة المستدامة والنقل الصديق للبيئة والمدن والقرى الذكية وإعادة تشجير الآلاف من الهكتارات، بالإضافة إلى إنشاء منطقة "الطاقة الخضراء"، لإنتاج الطاقة النظيفة، ليتحول الإقليم بالكامل إلى منطقة خالية من الكربون بحلول عام 2050.
خلال 5 سنوات، نفذت وزارة باباييف عددا من المشاريع البيئية المهمة في البلاد، يتعلق أبرزها بالتكيف مع تغير المناخ، وإدارة الأراضي والغابات، والحفاظ على التنوع البيولوجي، ومجالات أخرى.
ذلك بالإضافة إلى إشرافه على الاستثمارات الجديدة للبلاد في الطاقة الخضراء، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية، والجهود المبذولة لبناء كابل كهربائي تحت البحر الأسود لنقل الطاقة الأذربيجانية الخضراء من مزارع الرياح المخطط لها في بحر قزوين إلى أوروبا.
باباييف في COP28
تعتبر أذربيجان إحدى كبرى الدول المصدرة للنفط في آسيا، وهي عضو في منظمة أوبك+، وتمتلك ما يقدر بـ2.5 تريليون متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي، وفقًا للمراجعة الإحصائية لشركة بريتيش بتروليوم للطاقة العالمية لعام 2021.
تتبنى باكو رؤية محددة في مفاوضات المناخ بشأن قضية الوقود الأحفوري، تراها الحكومة الأذرية أكثر واقعية وشمولًا، وتعتمد على أن استمرار الوقود التقليدي ضرورة لا بد منها طالما الحاجة إليه تتجاوز الطلب على الطاقة.
لذا قاد باباييف الوفد التفاوضي لبلاده خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي COP28، داعمًا النهج الانتقالي العادل للابتعاد عن الوقود الأحفوري، بدلاً من نهج التخلص التدريجي الفوري الذي تتبناه دول الغرب.
كان باباييف مسؤولًا أيضًا عن ملف استضافة أذربيجان لمؤتمر الأطراف المقبل COP29، ونجح في التنسيق بشأنه مع الرئاسة الإماراتية وباقي دول أوروبا الشرقية.
كانت قضية استضافة مؤتمر COP29 مثارًا لأزمة كبيرة واجهت الأمانة العامة للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ خلال العام الماضي، بعد أن فشلت دول منطقة أوروبا الشرقية، التي يحين دورها لاستضافة القمة في 2024 وفق قاعدة التناوب التي وضعتها الأمم المتحدة للمناخ، في التوافق على اسم الدولة المستضيفة.
بموجب قواعد الأمم المتحدة، يجب أن تتخذ دول المنطقة قرارًا بالإجماع بشأن الدولة المستضيفة، لكن حرب أوكرانيا تسببت في خلافات منعت دول المنطقة من التوافق حتى نهاية الأسبوع الأول من COP28.
عارضت روسيا، التي يفرض عليها الاتحاد الأوروبي عقوبات بسبب غزوها أوكرانيا، عقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) في إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ورفضت قبول عرض بلغاريا لاستضافة المؤتمر، كما تسببت الأزمة السياسية بين أرمينيا وأذربيجان، اللتين تقدمتا أيضًا بطلب استضافة للقمة في وقت مبكر، في انقسام بين دول المجموعة.
تدخلت الرئاسة الإماراتية للمؤتمر في الأسبوع الأخير من قمة دبي لحل الأزمة المستمرة منذ عام تقريبًا، ونجحت في إحداث توافق بين دول المنطقة، وأقنعت بلغاريا وأرمينيا بسحب طلبات استضافة القمة، ودعم طلب أذربيجان، وهو ما حدث بالفعل في الأيام الأخيرة للمفاوضات.
خلال الجلسة العامة الختامية لمؤتمر COP28، أعلن باباييف عن رغبة بلاده في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) في عام 2024، وأشار إلى أن أذربيجان، بفضل تراثها الثقافي الغني وطاقتها الديناميكية، ستكون منصة مناسبة للمجتمع الدولي للالتقاء مرة أخرى لحل المشاكل المناخية الحالية.
فور إعلان خبر استضافة باكو للقمة المقبلة رسميًا، أعلن باباييف في مؤتمر صحفي أن الاستعدادات لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين قد بدأت بالفعل.
قال: "أذربيجان ستتعاون بشكل وثيق مع دولة الإمارات العربية المتحدة والبرازيل، الدولتين المستضيفتين لمؤتمر الأطراف 28 ومؤتمر الأطراف 30".
عبر باباييف عن امتنانه للرئاسة الإماراتية التي تدخلت لإنجاز التوافق، ولدول مجموعة أوروبا الشرقية على دعمها لأذربيجان من أجل استضافة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين.
قال حينها: "إن الدعم القيم الذي قدمته دول المجموعة يعكس مرة أخرى التزامنا بتوحيد جهودنا لمكافحة تغير المناخ وبناء مستقبل أفضل للجميع. فالتزامنا بالتنمية المستدامة ليس مجرد وعد، بل هو واقع ينعكس في سياستنا وأنشطتنا الوطنية".
aXA6IDE4LjIyNS45NS4yMjkg جزيرة ام اند امز