الأزهر يشكل لجنة شؤون أفريقية بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي
الأزهر يشكل لجنة الشؤون الأفريقية بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لوضع برامج وخطط لمواجهة الفكر المتطرف ونشر الوسطية.
أصدر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس الحكماء المسلمين، قرارا بتشكيل لجنة مختصة بالشؤون الأفريقية بالأزهر، بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.
وتهدف اللجنة للعمل إلى وضع البرامج والخطط لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تبثها الجماعات المتشددة ونشر الفكر الوسطي، فضلًا عن تسيير القوافل الإغاثية والطبية للدول الأفريقية الأشد احتياجا، وتكثيف أوجه التعاون التعليمية والدعوية بين الأزهر والمؤسسات الأفريقية.
وعبر مر القرون تميز الأزهر الشريف بأنه يجمع بين التاريخ العريق والواقع المشرف، والذي تثبته أروقة جامع الأزهر التي حملت أسماء العديد من بلدان وأقاليم القارة الأفريقية.
كما أطلق الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين 5 قوافل سلام لترسيخ قيم الحوار والتعايش، شملت كلاً من: جنوب أفريقيا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، ونيجيريا، وكينيا؛ بهدف ترسيخ الخطاب الديني الوسطي، وتحقيق التواصل الفعال بين أبناء القارة الأفريقية.
وترجع علاقة الأزهر الشريف بأبناء القارة الأفريقية إلى آلاف السنين منذ السنوات الأولى لنشأته، حيث توافد أبناء الشمال الأفريقي إلى أروقة الجامع الأزهر لتلقي العلوم الشرعية والعربية.
وتم إنشاء رواق المغاربة للطلاب الوافدين من برقة، وطرابلس، وتونس، والجزائر، ومراكش، وموريتانيا، ومع انتعاش الحركة العلمية للجامع الأزهر في عهد المماليك، احتلت دول القارة الأفريقية مكانًا بارزًا في أروقته.
وتم إنشاء رواقي السنارية والدارفورية لطلبة السودان، ورواق "دكارنة صليح" لطلاب إقليم بحيرة تشاد، ورواق الفلاتة لطلاب أفريقيا الوسطى، فضلاً عن رواق البرنية لطلاب برنو بإقليم غرب أفريقيا، بالإضافة إلى أروقة البربر والجبرتية، وقد أسهمت المعاملة الكريمة التى حظي بها الطلاب الأفارقة الدارسين بالأزهر في توثيق العلاقات بين أبناء الشعب المصري وإخوانهم من شعوب أفريقيا.
ويضم الأزهر الشريف أكثر من 30 ألف طالب وافد من ١١0 دولة حول العالم، من بينهم نحو 5 آلاف طالب وطالبة من 46 دولة أفريقية، يدرسون في مختلف المراحل التعليمية، فضلاً عن تنظيم الدورات التدريبية والتثقيفية والندوات التوعوية والدينية، لحمايتهم من أي محاولات لاستقطابهم من جانب الجماعات المتطرفة والمنحرفة، وتحصينهم عبر تزويدهم بأسس المنهج الأزهري الوسطي المعتدل.