وكيل الأزهر: داعش والجماعات الإرهابية هم خوارج العصر الحديث
الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف يقول إن الجماعات الإرهابية وفي مقدمتهم تنظيم داعش هم خوارج العصر الحديث.
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن الجماعات الإرهابية وفي مقدمتهم تنظيم داعش هم خوارج العصر الحديث.
وأضاف شومان في كلمته بجلسة "العمل معا للحيلولة دون توظيف الدين في النزاعات" في اليوم الثاني لمؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" الذي ينظمه الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، إن العالم يمر بفتن واضطرابات إلصاقها بالرسالات السماوية التي تحمل الخير والسلام للبشرية.
وتابع قائلاً "لا يوجد دين لم يستخدمه أبناؤه في الصراعات، وفي الإسلام الخوارج هم أول من استخدموا الدين الإسلامي في النزاع السياسي ضد الإمام علي بن أبي طالب بزعم باطل وتأويل فاسد، وكانوا نبتة السوء التي نجني أشواكها حتى اليوم".
وأشار إلى أن ادعاءات الخوارج في حادثة التحكيم كانت كلمة حق أريد بها باطل، فأولوا الآيات تأويلاً فاسداً، للوصول إلى هدفهم واستحلوا قتل كل من لم يطعهم.
وقال في أواخر القرن الخامس الهجري وأوائل القرن السادس الهجري ظهر خوارج من صنف جديد هم الصليبيين الذين خرجوا على تعاليم المسيحية واتخذوا الدين مطية لأهدافهم الخاصة وعاثوا في الأرض فساداً باسم الصليب والمسيحية".
وأضاف "في القرن العشرين تجمع خوارج جدد من شتات الأرض الأوروبية وحملوا عصا الترحال إلى فلسطين استجابة لنبوءة يهودية كاذبة بأن الوطن الذي استباحوه واستولوا على أرضه هو أرض الميعاد وهم مستمرون في جرائمهم ضد الفلسطينيين واليهويدة منهم براء"، مؤكداً أن جوهر أي دين هو الدعوة للمحبة والتسامح والسلام.
وأشار إلى أن خوارج العصر الحالي هم جماعات قل في الدين فهمهم وكثر في الناس شرهم يأولون الآيات ليبرروا مواقفهم وأفعالهم الدموية وتجرأوا على الدماء والأعرض واستخدموا فتاوى شاذة وحملوا النصوص ما لم تحتمل ونسبوا أمورا بالزور على الدين.
وقال "استطاعت تلك الجماعات الإرهابية بعوامل استقطاب وتسهيلات دولية عجيبة تضليل كثير من الشباب والتغرير بهم باسم الأديان".
وأكد أن شريعة الإسلام السمحاء حرمت قتل النساء والأطفال والمدنيين والرهبان في حالة الحرب التي لا تكون إلا للدفاع وصد العدوان، وقال "من أين أتي ما يقوم به هؤلاء الجهلاء من قتل وترويعه للأمنيين وتهجير.. إنهم يشوهون الدين الإسلامي ويصوروه على أنه دين عنف وإرهاب، والإسلام على العكس دين سلام ورحمة ولا يقبل هذه الأفعال فطرة سوية أو عقل سليم".
وشدد على أن اختلاف الدين ليس سبباً للصراع أو النزاع وكذلك الخلاف العرقي أو المذهبي بين أبناء الدين الواحد لا يجب أن يكون مدخل وذريعة لصراع حروب بين المسلمين وغيرهم.
وأكد أن الأزهر الشريف متيقظ لتلك الأخطار خاصة تلك التي تستهدف الشباب، لأن أعداء الأمة يدركون جيداً قيمة الشباب وأنهم الطريق لمستقبل الأمم أو رفعتها.
وأشار إلى أن الأزهر وقف سداً منيعاً أمام النيل من شباب الأمة الإسلامية وأولاهم عناية خاصة، لتوضيح مفاهيم تلك الجماعات المعتدية من خلال ندوات ومؤتمرات ومؤلفات ترسخ للقيم الإسلامية السمحة والتعددية وقبول الآخر ونبذ العنف والغلو في الدين.
وأكد أن الأزهر أخذ على عاقته توثيق اللحمة الوطنية والسعي للسلام بين البشر دون النظر في الاختلافات، وهناك جهود حثيثة على الأصعدة في مصر وخارجها، ضارباً مثالاً ببيت العائلة المصرية.
وأوضح أن ما يقوم بها مركز الأزهر لحور الأديان من جهود لإرساء دعائم المواطنة والتعددية الفكرية وتبني ثقافة الحوار وحوار الفاتيكان والأزهر وشباب الأزهر مع الكنائس العالمي.
وقال إن "اختلاف الدين لا يصوغ ظلم الأخر أو التقليل منه أو تهجيره المسلم وغير المسلم سواء في الفكر الأزهري".
وأكد أن الأزهر يستنكر استهداف المسيحيين في كنائسهم أو بيوتهم، وندين الأحداث البربرية الأخيرة في سيناء والتي أدت إلى ترك قلة من الأقباط المصريين منازلهم في العريش.
وإذا "أردنا سلاماً وأمناً حقيقيين فعلى الذين لديهم القوة أن يمتلكوا الإرادة لإنقاذ العالم وأن يتوقفوا عن فرض الإرادة على غيرهم بالقوة التي تولد الشعور بالقهر وتغذي روح الانتقام".