الطيب: لا أقليات في الإسلام والمواطنة تحفظ استقرار المجتمع
شيخ الأزهر يرفض استخدام مصطلح الأقليات، معتبرا المواطنة هو التعبير الأنسب والعاصم الأكبر والوحيد لاستقرار المجتمعات.
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الأزهر ليس مسؤولاً عن كلام أي شخص يكون أزهرياً أو يلبس زي الأزهر خارج دائرة مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء.
ورافضاً لمصطلح الأقليات، قال الإمام الأكبر، إن المصطلح لا يعبر عن روح الإسلام ولا عن فلسفة الإسلام، ومصطلح المواطنة هو التعبير الأنسب والعاصم الأكبر والوحيد لاستقرار المجتمعات.
وخلال حديثه الأسبوعي على التلفزيون المصري، اليوم الجمعة، أضاف الإمام الأكبر: لا يصح أن يكون الأزهر سلعة تعرض كي تجذب مشاهدين أو إعلانات، وإذا كان يحدث هذا فهو شيء محزن ومؤلم، ويدل على أنه لا يوجد هناك أي انضباط لا على مستوى الكلمة ولا على مستوى المسؤولية عن هموم هذا الوطن.
وشدد شيخ الأزهر على أن مصطلح أهل الذمة لم يعد مستعملاً، وأن الأزهر لا يقوله ولا يصف به شركاء الوطن بحال من الأحوال، معتبراً المصطلح غير مستساغ حالياً.
وأوضح أنه حينما تفتت الدول الإسلامية ولم تعد هناك خلافة إسلامية تُلزم الشعب بتطبيق فلسفة الإسلام -لم يعد هناك وجود لمصطلح أهل ذمة؛ لوجود أنظمة حديثة تماماً، وليس هذا المصطلح كما يشاع علامة اضطهاد أبداً؛ لأنه كان في زمنه يضمن الحقوق كافة لغير المسلم ويرفع عنه حق الدفاع عن الدولة وهذا ليس إقصاء لهم بقدر ما هو احترام لدينهم ولعقيدتهم.
ولفت الإمام الأكبر إلى أن الجزية فُرضت على غير المسلم كما فرضت الزكاة على المسلم بل كانت الجزية أقل تكلفة من أنصبة الزكاة، بل غير المسلم كان يستفيد من الجزية بأكثر مما يستفيد به المسلم من الزكاة، والجزية تعفي غير المسلم من الدفاع عن الدولة لكن الزكاة لم تُعْفِ المسلم من الدفاع عن الدولة بما فيها من غير المسلمين بروحه وبدمه.
وشدد الإمام الأكبر على أنه لا محل ولا مجال أن يطلق على المسيحيين أنهم أهل ذمة بل هم مواطنون، ولا مجال لأن يكون هناك كلام فيما يسمي بالجزية أو فيما يسمي بهذه المصطلحات التي كان لها سياق تاريخي معين انتهى الآن، وتبدل نظام الدولة وتبدلت فلسفات الحكم، منوهاً إلى أن الإسلام الآن يتبنى مفهوم المواطنة.
وفسّر شيخ الأزهر سبب تفضيل مصطلح المواطنة "لأن معناها المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين جميعاً، بخلاف مصطلح الأقليات الذي يحمل انطباعات كلها سلبية تبعث على الشعور بالإقصاء وتضع حواجز نفسية تتداعى وتتراكم في نفس المواطن الذي يطلق عليه أنه مواطن من الأقليات"، موضحاً أن دولة الإسلام في المدينة المنورة -وكان يرأسها النبي – صلى الله عليه وسلم – قامت على مبدأ المواطنة، وكان فيها يهود ومشركون بجانب أكثرية مسلمة.