ملك البحرين لشيخ الأزهر: نثمن دوركم الكبير في رعاية النهج الوسطي
ملك البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، يشيد بالدور الرائد لمؤسسة الأزهر الشريف، في ساحة الفكر الإسلامي الداعي للاعتدال، مثمناً دور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين في رعاية النهج الوسطي.
أشاد ملك البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بالدور الرائد لمؤسسة الأزهر الشريف، في ساحة الفكر الإسلامي الداعي للاعتدال، مثمناً دور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين في رعاية النهج الوسطي.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع الإمام الأكبر، اليوم الأربعاء، بملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر الصخير بالعاصمة المنامة، في إطار زيارة رسمية ضمن جولة خارجية تشمل المنامة وجينيف.
وقال العاهل البحريني، خلال استقباله شيخ الأزهر والوفد المرافق له من مستشارين وأعضاء مجلس حكماء المسلمين: "يسعدنا اللقاء بجمعكم الكريم لمجلسكم الموقر على أرض مملكة البحرين الذي نعتز بأهدافه السامية وغاياته النبيلة المعبرة عن الضمير اليقظ لعقلاء الأمة، مشدين بدوركم وجهودكم المخلصة خدمة للإسلام وللمسلمين، في وقت تتزايد فيه التحديات وتتصارع وتيرة الأحداث لتضع الأمة أمام اختبار حقيقي لصون رصيدها الحضاري".
وأكد العاهل البحريني على ثقته "في الأوفياء من أبناء هذه الأمة الحريصين على وحدتها ومؤكدين دعمنا إلى كل الجهود الرامية إلى جمع الكلمة ووحدة الصف".
وأضاف "وإذ نفخر بانتمائنا لأمة الوسطية ومساندتنا لكل جهد يثري مسيرتها فإننا نعتز بدور المؤسسات الشامخة في رعاية النهج الوسطي الأصيل ونشيد بالدور الرائد للأزهر الشريف ورجاله في ساحة الفكر الإسلامي الداعي للاعتدال، مثمنين لفضيلة الإمام الأكبر دوره الكبير في هذه المسيرة ومعبرين عن بالغ سرورنا بهذه الزيارة الكريمة".
كما أعرب ملك البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن شكره العميق للمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادةً وشعباً تقديراً لما قدمته وتقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود من جهود عظيمة في خدمة حجاج بيت الله الحرام تمثلت في حسن تنظيم مواسم الحج عبر عقود طويلة، أثبتت للعالم أجمع قدرتها الراسخة على القيام بهذه الأمانة العظمى خير قيام سائلين الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لخير أمتنا وأمن ورخاء شعوبها.
من جانبه، أثنى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، على سياسة ملك البحرين الحكيمة التي تقوم على نهج التآخي والإصلاح.
وقال شيخ الأزهر، في كلمته عقب لقاء ثنائي جمعه بالعاهل البحريني: أجدني لا أتردَّد في أن أحييكم جلالة الملك وأَشُدَّ على يديكم في سياستكم الحكيمة التي ترعى حقوق المواطنة وتحقِن دماء الناس وتحفظ وحدة الصَّف، وتوفِّر الأمن والسَّلَام لشعبك ووطنك".
وتابع الإمام الأكبر: "فسِر على بركة الله واثبت على النهج الذي اخترته بعد أن هداك الله إليه وهو نهج التآخي والإصلاح؛ فهو الطريق -الذي لا طريق غيره- في هذا المنعطف الذي تمر به منطقتنا العربية وشرقنا الإسلامي".
وأوضح شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن شعب البحرين أكسبه امتزاج الثقافات خبرة واسعة ودُربة على التوحُّد والتجمع والاعتلاء فوق الاختلافات والفُروق المذهبيَّة والدينيَّة والعِرقيَّة.
ودعا الدكتور أحمد الطيب علماء المسلمين أن يتَّقوا الله في شعوبهم وأن يكونوا على قدر المسؤولية في القيام بواجبهم في إنهاء بث خطاب الفتنة والكراهية، مشدداً على أن مجلس حكماء المسلمين يحرص بشدة على وحدة الأمة الإسلامية ويرفض أيِّ عملٍ أو فكر يُؤدِّي إلى التنازع وفشل المسلمين.
وقال الإمام: نرفض بشدة أيِّ عملٍ أو فكر يُؤدِّي إلى إقصاء المسلمين عن الإسلام، والإبقاء على فريقٍ بعينه، ومنح لقب الإسلام لطائفة ومنعه عن أخرى.
وخلال اللقاء الثنائي الذي سبق الكلمة، ناقش الجانبان سبل وآليات نشر ثقافة الوسطية والسلام، وكذلك الجهود التي يقوم بها مجلس حكماء المسلمين من أجل تعزيز ثقافة السلم والتعايش المشترك وقبول الآخر.
حضر اللقاء الوفد المرافق لفضيلة الإمام الأكبر وضم كلاً من الدكتور علي النعيمي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والمستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر وعضو المكتب التنفيذي لمجلس حكماء المسلمين، والدكتور محمود حمدي زقزوق، الأمين العام لبيت العائلة المصرية ووزير الأوقاف الأسبق.
وتعد هذه الزيارة هي السادسة ضمن أبرز الجولات الخارجية لشيخ الأزهر منذ توليه مهام منصبه، والتي كانت في مجملها تاريخية؛ حيث حملت رسائل وإشارات دلت على أهميتها، وأسباب اختيارها دون غيرها.
آخر هذه الزيارات كانت مايو/آيار الماضي، إلى الفاتيكان والتي أعادت الحوار المتوقف بين المؤسستين منذ 2011، ثم إلى فرنسا لحضور فعاليات الحوار الحضاري بين الشرق والغرب في فرنسا.
aXA6IDE4LjIyNS4xNzUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز