البابا تواضروس يجدد موقف الكنيسة المصرية الرافض لتهويد القدس
حذر من اقتصار معالجة قضية القدس على البعد الديني، مؤكدا رفضه للغة التهديد التي يتبعها من يسعون لتهويد المدينة
أكد البابا تواضروس بطريرك الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس في مصر، موقف الكنيسة برفض تهويد القدس أو طمس تاريخها الذي يهم المسلمين والمسيحيين، ورفض الخطوة الأمريكية باعتبارها عاصمة لإسرائيل.
- انطلاق مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس بحضور دولي واسع
- الكنيسة المصرية ترفض استقبال نائب ترامب بسبب قرار القدس
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، اليوم الأربعاء، قال البابا تواضروس إن القدس تشكل قيمة خاصة لذاكرتنا وآمالنا ورمزا لتلاقي الشعوب بأسرها مع الله، فهي مكان تاريخي للوحي الإلهي الكتابي وعلى أرضها المقدسة حصل اللقاء بين السماء والأرض، وفيها عاش السيد المسيح وصنع معجزاته، وكل شبر للسيد المسيح أصبح له قدسية خاصة.
وأضاف أنه بعد الخراب في 70 م بدأ المسيحيون يعمّروا القدس من جديد وباتت لكنائسها ذكرى مقدسة في جميع القلوب، ولكل مسيحيي العالم أماكن مقدسة فيها، والمسلمون أيضا منذ فجر الإسلام يخصون القدس بمكانة خاصة ففيها قبة الصخرة والمسجد الأقصى وغيرهما من الأماكن المقدسة.
وأعرب البابا تواضروس عن أسفه أن تكون المدينة المقدسة مسرحا للصراع عبر الأزمة، ما أدى لتعرضها للحصار 20 مرة ودمرت بشكل شامل مرتين وأعيد تشييدها 18 مرة وانتقلت من وضع لوضع عدة مرات عبر التاريخ.
وشدد على تمسك الكنسية بخيار السلام؛ كونه وثيق الصلة بالسيد المسيح، لكنه أشار إلى أن السلام الدائم لا يأتي إلا بحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة، ولن يصبح واقعا إلا إذا توقفت لغة التهديد دون مراعاة لملايين المسيحيين والمسلمين.
وقدم البابا تواضروس أمثلة لوسائل الكنيسة في مناصرة قضية القدس وفلسطين، قائلا إن البابا كرلس السادس في القرن الماضي خاطب رؤساء كنائس العالم وزعماء الدول والهيئات الدولية لحماية القدس، والبابا شنودة عقد مؤتمرا دوليا بالكاتدرائية في القاهرة عام 2005 حضره شيخ الأزهر حينها ولفيف من المشايخ لمناصرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حين كانت إقامته محددة في رام الله.
و"موقف الكنيسة الراسخ في هذه القضية نابع من متطلبات العيش المشترك والمصير الواحد، ولذا أعلنا رفضنا التام للخطوة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية للقدس والذي يؤسس لتهويد القدس وهو ما نرفضه كليا"، يتابع البابا تواضروس.
كما شدد على أن "الكنيسة لم ولن تعادي أي كيان أو دين، وندين استغلال الدين عن أهداف بعيدة عن مقاصده، والتفسيرات التوراتية التي تنفي الآخرين معنويا وماديا وتجير على حقوقهم".
كذلك دعا إلى معالجة قضية القدس من كل أبعادها، معتبرا أن قصرها في البعد الديني ينذر بكارثة "وإننا نقف دوما بجانب من يناضلون من أجل حريتهم وإسقاط كل أساليب القهر والعنف".
وينعقد المؤتمر على مدى يومين بتنظيم من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، ويهدف إلى توحيد الجهود في إبطال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتباره القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال الأزهر الشريف إن "الوعي والهوية والمسؤولية" هي المحاور الثلاثة التي تتصدر المؤتمر.