عزمي بشارة شعر أن "القفز" من السفينة الغارقة هو القرار الصحيح الذي يجب أن يتخذه، ولتذهب قطر وأهل قطر إلى الجحيم.
كان متوقعاً أن ينقلب عزمي بشارة على الحمدين وعلى حاكم قطر تميم بن حمد، فقد كان هذا الرجل لا يخفي عن أصدقائه وخاصته احتقاره لأهل قطر الأصليين، ويراهم مجرد كتل بشرية تمتلئ جيوبها بالمال. وكما يعرف الجميع أنه يحمل جواز سفر إسرائيليا وجواز سفر قطريا، ولديه من القوة والنفوذ في الداخل القطري ما لم يصل إليه قطري متجنس آخر بما فيهم يوسف القرضاوي.
على أي حال فإن هذه الصراعات بين مراكز القوى والمتنفذين في الدوحة تنم بوضوح عن أن هناك فريقا قويا ونافذا ضد القفز على الواقع، وممارسة أدوار إقليمية لا تتناسب مع إمكانيات قطر الواقعية، وفريقا آخر يتجه إلى "التحدي" والاستمرار
فجأة ودون سابق إنذار ظهرت على حسابه في تويتر تغريدة تقول: "تقمص دور الدولة الإقليمية بناء على الثروة وحدها لا يكبر حجم الدولة أو يعظمها هذا إضافة إلى أنه يجعل الثروة نقطة ضعف ومصدر تهديد بعد أن كانت مصدر قوة وقد تتجاهل السياسة المغامرة حقائق التاريخ والجغرافيا ولكنها لا تلبث أن تدرك أنها أصغر من أن تغيرها".. ولا يحتاج أحد لذكاء ليدرك أنه يقصد قطر، الدولة الصغيرة، التي تعمل لتغيير حقائق التاريخ والجغرافيا. والسؤال الذي تثيره هذه التغريدة هو: هل أراد هذا الأجير أن يبرئ نفسه من مسؤولية مغامرات قطر وتحديها لدور الجوار، وأنه غير مسؤول عن المآزق التي وضعت دويلة قطر نفسها فيه؟.
المفكر السعودي الكبير الدكتور تركي الحمد علق على تغريدة بشارة قائلاً: "منذ زمن وأنا أقول مثل هذا الكلام منذ أن بدأت المناكفة القطرية ضد جيرانها وغير جيرانها ومحاولة بناء نفوذ إقليمي، دون توفر شروط هذا النفوذ وها هو عراب هذه المحاولة يؤكد هذا الأمر ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح والصحيح هنا هو أن قطر بددت ثروتها على لا شيء والأيام كفيلة بكشف ذلك".
ويبقى السؤال: ما هي القصة التي انتهت "بالمفكر" العتيد والدولة الطامحة لتزعم الدول العربية إلى هذه النهاية المأساوية؟
الزميل الأستاذ عبدالعزيز الخميس قال في تغريدة له تتحدث عن هذا التغير المفاجئ إنه كان حصيلة صراعات داخل الدويلة، وتجاذبات أدت إلى هذه النتيجة، وقال: "من منفاه في لندن، عزمي بشارة يقود الثورة ضد رئيس الوزراء ووزير الخارجية في الدوحة صراع بين الوافد وآل ثاني.. والسبب انتقادات بشارة المستمرة لسياسة الدوحة".
وعلى أي حال فإن هذه الصراعات بين مراكز القوى والمتنفذين في الدوحة تنم بوضوح عن أن هناك فريقا قويا ونافذا ضد القفز على الواقع، وممارسة أدوار إقليمية لا تتناسب مع إمكانيات قطر الواقعية، وفريقا آخر يتجه إلى "التحدي" والاستمرار، لأن قضية قطر وصلت إلى طريق لا يمكن الرجوع عنه، مهما كانت التحديات.
ولأن حاكم قطر رجل ضعيف، ولا يملك خيوط اللعبة كاملة في يده، أضف إلى ذلك أن القطريين يعيشون عزلة خانقة من دول الجوار، شعر عزمي بشارة وهو أكثر من يستطيع أن يقدر عواقب الأمور، أن "القفز" من السفينة الغارقة هو القرار الصحيح الذي يجب أن يتخذه، ولتذهب قطر وأهل قطر إلى الجحيم.
وأخيراً أقول: كل ما تقدم هو بمثابة إرهاصات تشي بأن تغيرات حاسمة ستشهدها قطر في القريب العاجل.
إلى اللقاء،،،
نقلاً عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة