مطامع حزب عزمي بشارة تصطدم بوحدة الداخل الفلسطيني
تخلف حزب بشارة عن الأحزاب المشكلة للقائمة العربية المشتركة بسبب مطامعه بالحصول على مقاعد إضافية في قائمته الانتخابية
تخلف حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي أسسه ولا يزال يقوده عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة، عن مؤتمر جمع الأحزاب المشكلة للقائمة العربية المشتركة، اليوم السبت، لخوض الانتخابات الإسرائيلية المقررة في السابع عشر من سبتمبر/أيلول المقبل.
ورفض قادة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية الموحدة والحركة العربية للتغيير مطلب ممثل حزب التجمع الوطني الديمقراطي تأجيل مؤتمر صحفي عقد اليوم في مدينة الناصرة للإعلان عن انطلاق القائمة المشتركة.
تخلف حزب عزمي بشارة جاء بسبب مطامعه بالحصول على مقاعد إضافية في القائمة رغم تدهور مكانته في أوساط العرب بشكل كبير خلال السنوات الماضية.
وانعقد المؤتمر بغياب مرشحي التجمع الوطني الديمقراطي، حيث تم الإعلان عن انطلاق القائمة المشتركة مع إبقاء الباب مفتوحا أمام حزب عزمي بشارة للانضمام إن أراد ذلك.
وجاء انعقاد المؤتمر قبل أسبوع واحد من انتهاء المهلة لتقديم قوائم المرشحين لانتخابات الكنيست المقبلة التي يكاد يكون عنوانها الوحيد إسقاط حكومة اليمين الإسرائيلية.
وكانت الأحزاب العربية أعلنت قرارها وضع تحفظاتها على القائمة المشتركة جانبا من أجل التركيز على هدف تحقيق أكبر عدد ممكن من المقاعد في الكنيست بهدف طرح قضايا المواطنين العرب في البرلمان الإسرائيلي وقضايا الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي.
ولكن حزب عزمي بشارة حاول إسقاط انطلاق القائمة المشتركة من خلال المطالبة بالمزيد من المقاعد ضمن القائمة المشتركة.
وقال ممثلو الأحزاب الذين أعلنوا انطلاق القائمة المشتركة اليوم: "إن مطالب حزب التجمع الوطني الديمقراطي لا تأخذ بالاعتبار المخاطر الواسعة التي تهدد المواطنين العرب الفلسطينيين الذين يشكلون 20% من عدد سكان إسرائيل".
وقال الدكتور أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير في المؤتمر الصحفي: "كان يجب أن يكون بهذا المؤتمر 4 مشاركين وعملنا من أجل ذلك حتى آخر لحظة ولم نوفق في ذلك.. أعتقد أن الاتجاه في نهاية الأمر سيكون 4 أحزاب ولكن كان من الأفضل أن نكون هنا 4 وليس 3".
ورجح رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة أن يؤدي إعلان اليوم إلى رفع حصة النواب العرب في الكنيست المقبل قائلا: "استطلاعات الرأي العام تشير إلى أن القائمة المشتركة تحصل على 11 مقعدا وأنا واثق من أنه بعد هذا المؤتمر سنقفز مقعدا أو مقعدين إلى الأمام".
وأضاف: "بالنهاية أقمنا الوحدة الوطنية شعبنا سيقدر هذا الأمر ويدرك شعبنا أننا أمام أصعب الحكومات".
وأبقى عودة الباب مفتوحا أمام التجمع الوطني الديمقراطي للانضمام إلى هذا المسار الوحدوي بالقول: "صار نوعا من خيبة الأمل ولكن كل همنا كان أن تكون الوحدة شاملة وأنا واثق من أنه غدا أو بعد غد فإن الإخوة في التجمع سيتخذون قرارا وطنيا وأن يكونوا جزءا أساسيا من القائمة المشتركة".
النائب منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة، وجه انتقادات غير مباشرة إلى حزب عزمي بشارة لتخلفه عن المؤتمر وعن الوحدة حتى الآن.
وقال عباس: "جميعنا توجهنا إلى لجنة الوفاق ووقعنا على تعهد لا رجعة فيه، لا معنى للانسحاب من هذا التعهد وهذا الميثاق بعد اتخاذ القرار، لو كان قبل اتخاذ القرار لكان تم القبول ولذلك نقول إن القاعدة الأساسية التي يجب أن نعود إليها هي قاعدة لجنة الوفاق".
وأضاف عباس: "الأيدي لا تزال ممدودة بقوة إلى الإخوة في التجمع، ما حدث في الـ24 ساعة الأخيرة هو شيء منقطع النظير، فالإخوة في التجمع جاؤوا وعرضوا خيارين وتم قبول أحدهما بشكل واضح وصريح وهو أن يحسن موقع التجمع وبالتالي فإن الأصل أن يأتي التجمع مباشرة ويشارك في هذا المؤتمر على خلفية أننا استجبنا لما طالب به".
من جهته قال الدكتور الطيبي: "بلا شك فإن التحديات التي تقف أمام المجتمع العربي في الداخل وموقف الشارع من كل يوم يمر دون الاتفاق على إقامة المشتركة هو السبب الذي دفعنا لأن نكون هنا اليوم، كل يوم مر دون أن نعلن القائمة المشتركة كان نزفا في مكانة القائمة المشتركة والعمل الحزبي ومكانة الأحزاب".
وأضاف: "لم الشمل مرة أخرى سيساهم في إعادة مكانة القائمة المشتركة ويجب أن يساهم بالعمل الوحدوي والجماعي".
ولفت الطيبي إلى أن أحد أهم التحديات التي تواجه الأحزاب العربية هو رفع نسبة تصويت الناخبين العرب وإعادة ثقة الجمهور بالقائمة المشتركة.
وكانت الأحزاب ذاتها خاضت انتخابات 2015 بقائمة موحدة ولكنها دخلت انتخابات أبريل الماضي بقائمتين؛ ما أدى إلى خسارتها مقعدا واحدا مع انخفاض واضح في نسبة تصويت الناخبين العرب.