أحزاب إسرائيلية تتوحد استعدادا لانتخابات حاسمة في سبتمبر
الإعلان اليوم الخميس عن ولادة كتلة يسارية لخوض الانتخابات بعنوان "المعسكر الديمقراطي".
بدأت الأحزاب السياسية في إسرائيل بلملمة نفسها قبل أسبوع واحد من انتهاء المهلة لتقديم قوائم الأسماء التي ستخوض الانتخابات العامة في 19 سبتمبر/أيلول المقبل.
وتعد الانتخابات الثانية التي تجري هذا العام بعد التي جرت في أبريل/ نيسان، دون أن تبرز مؤشرات على اختلاف كبير في النتائج.
وتشير استطلاعات الرأي العام في إسرائيل إلى أن الحزبين الكبيرين "الليكود" برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و"أزرق أبيض" الوسطي برئاسة الرئيس السابق لأركان جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني جانتس سيتساويان بالنتائج.
ولكن حصول كل منهما على ما يقارب 30 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغة 120 سيفرض عليهما التحالف مع أحزاب صغيرة من أجل الوصل إلى عتبة الـ60 مقعدا المطلوبة لتشكيل حكومة.
وأخفق نتنياهو في تشكيل الحكومة خلال مايو/أيار الماضي بعد رفض وزير الدفاع السابق وزعيم حزب"إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان الانضمام إلى حكومة ترفض تبني مشروع قانون" التجنيد" الذي يفرض على المتدينين اليهود التجنيد الإلزامي في الجيش الإسرائيلي.
وقالت استطلاعات الرأي العام في إسرائيل، إن ليبرمان ما زال يملك "بيضة القبان" في الانتخابات العامة بعد أن عزز وضعه أكثر فأكثر بتوقع حصول حزبه على 10 مقاعد في الانتخابات العامة القادمة.
ولكن هذه التوقعات لم تمنع عدة تطورات بارزة في الأسابيع الأخيرة والتي يتوقع أن تستمر الأسبوع القادم بدءا بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك تشكيل حزب"إسرائيل ديمقراطية" مرورا بإعلان وزير التعليم السابق نفتالي بنيت تنازله عن رئاسة حزب" اليمين الجديد" لصالح شريكته وزيرة العدل السابقة اياليت شاكيد وانضمام حزب"جيشر" إلى حزب" العمل" الذي انتخب وزير الدفاع الأسبق عمير بيرتس زعيما له وصولا إلى المساعي الحثيثة لإعادة توحيد الأحزاب العربية ضمن قائمة واحدة.
ولادة كتلة يسار
البارز في هذا التطورات حدث، فجر الخميس، بالإعلان عن ولادة كتلة يسار جديدة تضم حزب "ميرتس" اليساري برئاسة نيتسان هوروفيتش و"إسرائيل ديمقراطية" برئاسة إيهود باراك.
ستحمل الكتلة اسم "المعسكر الديمقراطي" وسيترأسها هوروفيتش، على أن تتولى المرتبة الثانية فيها الشابة ستاف شافير التي انسحبت من حزب"العمل"، أما باراك فأراد أن يوجه رسالة بأنه لا يسعى إلى المنصب بقبوله المرتبة العاشرة في القائمة والتي تكاد تكون غير مضمونة.
ويرجح لهذه القائمة الجديدة أن تأكل من أصوات حزب"العمل" وأيضا حزب"أزرق أبيض" برئاسة جانتس، بعد أن حذرت أصوات من أن خوض حزب "إسرائيل ديمقراطية" الانتخابات منفردا، سيؤدي إلى تشتيت أصوات اليسار والوسط.
ولكن الكتلة الجديدة جاءت أيضا بعد رفض زعيم حزب"العمل" عمير بيرتس التحالف مع حزب"إسرائيل ديمقراطية" برئاسة باراك لخوض الانتخابات في قائمة واحدة.
وبعيد الإعلان عن الكتلة الجديدة فقد سارع باراك إلى دعوة بيرتس إلى الانضمام للتحالف قبل فوات الأوان.
إلا أن بيرتس اكتفى بالترحيب بهذا التحالف الذي قال إنه سيمنع خسران أحزاب الوسط واليسار أصواتا في الانتخابات بسبب أعدد الأحزاب.
وكان بيرتس أعلن عن توحيد جهوده مع حزب"جيشر" برئاسة اورلي ليفي ابكسيس التي سبق لها أن أنشقت عن حزب"إسرائيل بيتنا" برئاسة ليبرمان.
الحسناء تتزعم
التطور اللافت الآخر كان إعلان وزير التعليم السابق نفتالي بنيت تنازله عن زعامة حزب "اليمين الجديد" لصالح شريكته وزيرة العدل السابقة اياليت شاكيد.. وعلى ذلك فإن"حسناء" اليمين الإسرائيلي شاكيد باتت تتزعم "اليمين الجديد" بعد رفضها الانضمام إلى صفوف حزب"الليكود" برئاسة نتنياهو أو التحالف مع ليبرمان.
وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن هذا التطور الجديد سيمكن "اليمين الجديد" من تخطي نسبة الحسم وهي 3.25% من الأصوات، والتي لم يتمكن من تجاوزها في انتخابات أبريل الماضي برئاسة بنيت، وفي حال نجح الحزب من تخطي نسبة الحسم فإن من شبه المؤكد أن يعود إلى الحكومة في حال شكلها اليمين الإسرائيلي.
نتنياهو بالمرصاد
غير أن نتنياهو الذي يكن العداء لبنيت فيما تكن زوجته سارة نتنياهو العداء لشاكيد، يعمل من أجل تكاتف أحزاب يمينية إسرائيلية من أجل منع "اليمين الجديد" من تخطي نسبة الحسم.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو يستخدم المغريات من أجل إقناع الأحزاب اليمينية الإسرائيلية المتشددة بخوض الانتخابات موحدة.
العرب يصارعون للوحدة
ووسط كل هذه التحالفات، وما أن تبرز أنباء عن اتفاق الأحزاب العربية الأربعة الممثلة في الكنيست على خوض الانتخابات بقائمة موحدة، حتى تطفو الخلافات من جديد.
ولكن مساعي حثيثة تبذل لوحدة الأحزاب وهي: "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والقائمة الموحدة، والتجمع الوطني الديمقراطي, والحركة العربية للتغيير" ضمن قائمة موحدة.
وكانت الأحزاب ذاتها خاضت انتخابات 2015 بقائمة موحدة ولكنها دخلت انتخابات أبريل الماضي بقائمتين ما أدى إلى خسارتها مقعدا واحدا مع انخفاض واضح في نسبة تصويت الناخبين العرب.
وقالت الحركة العربية للتغيير التي يترأسها النائب أحمد الطيبي، الخميس، إنه إزاء تصاعد الهجمة الإسرائيلية على الفلسطينيين فإنها ترى ضرورة قصوى لاجتماع حاسم وطارئ بين مكونات القائمة الأربعة، تترفع فيها الأحزاب،عن الخطوط الحمراء وتقدِّم مصلحة شعبنا ومجتمعنا فوق مصلحتها ، حتى خروج الدخان الأبيض والإعلان عن القائمة المشتركة".
وأضافت في تصريح أرسله لـ"العين الإخبارية":"وعليه تعلن الحركة العربية للتغيير تنازلها عن كل طلباتها العادلة لتغيير ترتيب مواقعها في القائمة وتعلن قبولها إقامة القائمة المشتركة على أساس قرار لجنة الوفاق رغم كل تحفظاتنا عليه والظلم الذي ألحقه بالعربية للتغيير وننتظر من كل الأحزاب التوافق لانطلاق عملنا نحو إنجاح القائمة المشتركة".
aXA6IDMuMTQ0LjI1Mi41OCA= جزيرة ام اند امز