انتخابات الكنيست القادم..نتنياهو في مهب الريح
أحزاب إسرائيلية تتفق على أن عصر بنيامين نتنياهو، قد امتد أكثر من اللازم وعليه الجلوس في البيت
قبل نحو 70 يوما على إعادة انتخابات الكنيست الإسرائيلي، بدأت تلوح في الأفق خريطة هذا السباق الذي تتصدره عناوين أضافت للمشهد السياسي قراءة أخرى.
بيد أن العنوان اللافت في المشهد السياسي الإسرائيلي هذه الأيام، هو اتفاق الكل على أن عصر رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، قد امتد أكثر من اللازم وعليه العودة للبيت والجلوس فيه.
اتفاق تعززه آمال بالوحدة بين أحزاب الوسط التي تشير استطلاعات الرأي إلى أن وحدتها تشكل خطرا حقيقيا على فرص نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة سيما وهو يواجه اتهامات بالفساد.
فنتنياهو الذي هيمن على المجال السياسي في إسرائيل لعقد من الزمن، وعجز عن تشكيل حكومة ائتلافية بعد انتخابات أبريل/نيسان الماضي، يواجه في هذه الجولة خصوما ليسوا سياسيين فقط بل جنرالات أبرزهم إيهود بارك مع وجود رئيس الأركان السابق بيني جانتس ووزيري الدفاع السابقين عامي أيالون وعمير بيرتس.
وفي تفاصيل المشهد الأخير، يرى وزير المالية الأسبق والقيادي في حزب"أزرق أبيض" يائير لبيد، أن عنوان الانتخابات القادمة يجب أن يكون " أي شخص ما عدا نتنياهو".
وقال لبيد في كلمته أمام مؤتمر هرتسليا " ليس لدي أي ضغينة ضد بيبي (نتنياهو) وآمل أن تتم تبرئته (من اتهامات الفساد)، لكن عليه الذهاب للمنزل لأنه رئيس حكومة سيئ ويعمل على تفكيك الدولة ".
وهو ما يتفق معه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الذي أعلن عن تشكيل حزب جديد يحمل اسم "إسرائيل الديمقراطية"، موضحا أن الهدف هو إسقاط نتنياهو.
خطٌ سياسي يسير عليه أيضا، حزبا" العمل" (وسط) الذي انتخب وزير الدفاع الأسبق عمير بيرتس زعيما له، و"أزرق أبيض" برئاسة جانتس.
"الوسط" وتوحيد الصفوف
ومع انشقاق إيهود باراك عن حزب "العمل" الذي كان يترأسه، وتأسيسه كتلة سياسية جديدة، برزت مخاوف من أن تشتيت الأصوات قد يسهم في تقوية أحزاب اليمين بما يصب في صالح نتنياهو.
لكن ولتفادي هذا السيناريو، بدأت الأحزاب الوسطية بالبحث في توحيد صفوفها.
وفي هذا الصدد، أعلن عمير بيرتس عقد اجتماع مع جانتس، وقال "لا يجوز للأحزاب في كتلة الوسط اليسار التحامل على بعضها البعض، بل عليها التركيز على الهدف المشترك ألا وهو إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو".
ويتجه بيرتس إلى إعادة الوحدة مع زعيمة حزب"الحركة" وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني التي قررت عدم خوض الانتخابات السابقة بعد قرار رئيس حزب" العمل" السابق آفي غابي فض الشراكة معها.
غير أن ليفني التي تشدد على وجوب إسقاط نتنياهو، أشارت إلى استعدادها خوض الانتخابات مجددا، فقط في حال الوحدة ما بين باراك وبيرتس.
وتشير استطلاعات الرأي العام في إسرائيل إلى أن الوحدة ما بين أحزاب الوسط تشكل خطرا حقيقيا على فرص نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة سيما وهو يواجه اتهامات بالفساد.
الدين
العنوان الثاني الذي حلّ في المجالس السياسية الإسرائيلية قبل الانتخابات، كان الدين، وهو ما تجلى في تصريحات عدد من المسؤولين.
يقول الحاخام السابق لمستوطنة"بيت إيل" في الضفة الغربية والزعيم الحالي لجمعية"عطيرات كوهانيم الاستيطانية في القدس الحاخام شلومو أفنير: "نعتقد أن هناك حاجة إلى حزب ديني لأن هذا البلد لا يتعلق فقط باقتصادها أو أمنها، بل أيضًا بالإيمان".
وأضاف في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية:"لهذا السبب نحتاج إلى أن يكون هناك أناس يكرسون حياتهم بالكامل للتوراة، والذين يمكنهم قيادة هذه الصراعات لصالح الأمة".
الحاخام أفنير اعتبر أن" لا مكان للنساء في قيادة حزب يميني إسرائيل"، ليعبر بذلك عن موقف عشرات الحاخامات اليهود الرافض لقيادة وزيرة العدل السابقة إياليت شاكيد لحزب يميني لخوض الانتخابات الاسرائيلية المبكرة في السابع عشر من شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
ولكن الحسناء الإسرائيلية، ذات التوجهات اليمينية المتطرفة، ردّت عليه بتغريدة من كندا، قائلة إن "جبال روكي الكندية تذكرني فقط أن المرأة يمكنها أن تفعل أي شيء ، حتى أن تمشي ، وأن تكون أماً ، وأن تقود حزبا، أو حتى ترأس مدينة أو دولة، أو تدير شركة".
وكانت شاكيد خسرت وزميلها وزير التعليم السابق نفتالي بنيت الانتخابات الأخيرة في أبريل/نيسان الماضي، على رأس حزب" اليمين الجديد".
ولكن شاكيد عادت بقوة إلى الساحة السياسية استعدادا للانتخابات المبكرة، حيث أعرب بنيت عن استعداده لمنحها الرئاسة الحصرية للحزب، فيما تسابقت أحزاب يمينية ، بينها "الليكود" برئاسة نتنياهو، لضمها إليه.
وكان خلاف ما بين الأحزاب الدينية اليمينية واليمينية العلمانية حال دون تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة في مايو/آيار الماضي، ما دفع إلى حل الكنيست وتبكير الانتخابات.
وستكون هذه هي الانتخابات الثانية التي تجري خلال عام واحد لأسباب عدة يقف على رأسها هذا الخلاف.
فالأحزاب الدينية، على رأسها حزب" يهودوت هتوراه"، يرفض تبني قانون جديد يلزم جميع الإسرائيليين، بمن فيهم المتدينون، بالخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش.
وتعتبر الأحزاب الدينية أنه ينبغي للمتدينين اليهود التفرغ لدراسة التوراة وهو ما ترفضه أحزاب يمينية علمانية بما فيها حزب" إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، وأيضا أحزاب وسطية بما فيها "أزرق أبيض" و"العمل".
ومع تراجع قوة الأحزاب الكبيرة مثل "الليكود" و"العمل" في السنوات الأخيرة، نمت الأحزاب اليمينية العلمانية واليمينية الدينية.
ولكن خلافا للأحزاب اليمينية العلمانية التي تطرح مواقفها المتشددة تجاه الفلسطينيين وتدعم الاستيطان في الأراضي المحتلة، فإن الأحزاب اليمينية الدينية تحاول فرض أحكام دينية مثل الصرامة في فرض عطلة السبت.
وفي هذا الإطار، قال ليبرمان "هناك تطرف شديد بين الحريديم (المتشددون دينيا) عليهم الهدوء والجلوس في المعارضة"، داعيا إلى حكومة وحدة وطنية تضم "الليكود" برئاسة نتنياهو، و"أزرق أبيض" برئاسة بيني جانتس، و"إسرائيل بيتنا" برئاسته.
ورأى ليبرمان في كلمة أمام مؤتمر "هرتسليا" أنه على هذه الحكومة استبعاد المتدينين وحزب" اتحاد اليمين" المتشدد.
وتابع قائلا: "عندما نتحدث عن العلاقات بين الدين والدولة، أقول إنه يجب الفصل بين الدين والسياسة، لكن من المستحيل فصل الدين عن الدولة".
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA== جزيرة ام اند امز