تغريدة بشارة تأتي في وقت تعاني فيه الدوحة ضغوطا سياسية واقتصادية هائلة، جعلت "عزمي" يعيد التفكير في كونه عراب تنظيم الحمدين في نشر الفوضى بالمنطقة.
لعل الإسرائيلي عزمي بشارة بدأ يشعر بالخطر يحوم حوله أو يقترب منه، فأخذ يطلق نداءات استغاثة وتصريحات ورسائل للمحيطين به وللعالم، يبدو فحواها بوضوح "قطر تغرق، وأريد النجاة بنفسي"، تغريدة عضو الكنيست السابق التي نشرها الخميس على حسابه في تويتر هاجم فيها بوضوح سياسة التمدد و"تقمص دور الدولة الإقليمية" التي تنتهجها قطر، ودورها الإقليمي المشبوه في زعزعة استقرار الدول العربية والإسلامية، متناسية حجمها الحقيقي المجهري بالمقارنة مع أشقائها الكبار في الخليج العربي..
عضو الكنيست السابق والمرشح في الانتخابات النيابية المبكرة في إسرائيل سبتمبر المقبل، والذي يسعى للهروب من زورق الدوحة الغارق، عزمي بشارة، يدير من الدوحة "أسطولا" من وسائل الإعلام والتجمعات التي يطلق عليها "مراكز أبحاث"، ويعمل بتمويل شخصي ودعم لا محدود من أمير قطر لنشر أفكار تخريبية، وبث شرور الفتنة والدمار
تغريدة "بشارة" تأتي في وقت تعاني فيه الدوحة ضغوطا سياسية واقتصادية هائلة، جعلت "عزمي" يعيد التفكير في كونه عراب تنظيم الحمدين في نشر الفوضى بالمنطقة، هذه المكانة التي منحه إياها حكام قطر، أو ربما التي منحها لنفسه في الدوحة رغما عن حكامها، ليلهو ويعبث ويغدر ويخرب، ويعيث فسادا ودمارا أينما ذكر اسم قطر، وبسبب هذه الضغوطات خفضت الدوحة تمويلها لأنشطته وتحركاته، فانفجر غيظا ليطلق صيحته التي على مايبدو كان قد كبتها لفترة طويلة.
عزمي بشارة تلاعب في تصريحه بالألفاظ محاولا إظهار عكس مع يُسِر، للالتفاف على أي ردود فعل غاضبة قد تطاله من الجانب القطري، فاتخذ صياغة بنى فيها كلماته للمجهول، دون ذكر المقصود بها صراحة، وهو الذي لم يترك فرصة للتهجم على أي دولة عربية بذكر اسمها بوضوح قبل ذلك، لكنه أخفى هذه المرة اسم الدولة التي يقصدها عله يترك "خط رجعة"، أو بالحد الأدنى يطيل أمد وجوده على رأس التنظيم الإعلامي الحاكم في الدوحة.
وللقائلين في تفسير تغريدة عزمي الأخيرة أنها وُضِعت في غير محلها، أحيلهم إلى سلسلة من التغريدات السابقة والتالية على نفس الحساب، والتي هاجم فيها بكل وضوح المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، وغيرها من الدول العربية التي ذهب إلى تسميتها صراحة، دون الوقوع في حرج، وبذلك ينتفي موضع الشك في كونه عنى مما قال فعلا الدولة التي يقيم فيها ويقود منها أعمال تنظيم الحدمين التخريبية حول العالم أي قطر.
أما سياسيات الدوحة المحتضنة لعزمي، فلا يخفى تطابقها مع الخط الإيراني الساعي إلى تمزيق وحدة الدول العربية، للسيطرة على مقدراتها وبسط نفوذها في المنطقة، في إطار المشروع الإيراني التوسعي القائم على أسس مذهبية وإثنية عنصرية، وقد لعب "بشارة" و-مايزال- دوره الإعلامي بالكامل للترويج لأهمية توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية مع طهران، من خلال بث الأكاذيب الإيرانية والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، وجعل المنافذ الإعلامية القطرية مركزا لتغذية خطاب الكراهية والعنف بين الشعوب العربية الذي تقوده طهران.
عضو الكنيست السابق والمرشح في الانتخابات النيابية المبكرة في إسرائيل سبتمبر المقبل، والذي يسعى للهروب من زورق الدوحة الغارق، عزمي بشارة، يدير من الدوحة "أسطولا" من وسائل الإعلام والتجمعات التي يطلق عليها "مراكز أبحاث"، ويعمل بتمويل شخصي ودعم لامحدود من أمير قطر تميم بن حمد على نشر أفكار تخريبية، وبث شرور الفتنة والدمار في ربوع الوطن العربي، بدءا من الدور المشبوه لما يسمى بـ" أكاديمية التغيير" التي أسست لتثبيت حكم الإخوان والترويج لفكرهم ودورهم الإرهابي حول العالم سعياً للسلطة، وليس انتهاء بالدعم القطري اللامحدود لمشروع إيران التوسعي، قد ذاع صيته حتى وصفته "لوموند" الفرنسية بـ"كلمة السر في موجة الفوضى التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة