مشروع مياه باب المندب.. دمرته مليشيا الحوثي وأعادته دولة الإمارات
رممت دولة الإمارات العربية المتحدة كثيرا من الخراب الذي صنعته مليشيات الحوثي في مناطق الساحل الغربي من حدود لحج إلى مدينة الحديدة.
وأنجز الهلال الأحمر الإماراتي، كذراع إنسانية لدولة الإمارات، مشاريع عديدة بالتوازي مع الانتصارات العسكرية التي كانت تحققها قوات الشرعيه والتحالف في مناطق تعز والحديدة بالساحل الغربي.
أثناء انطلاق عمليات السهم الذهبي بقيادة التحالف العربي، لتحرير المديريات الساحلية استبقت مليشيا الحوثي ذلك بتدمير مياه الشرب الخاص بمديرية ذو باب (باب المندب) المطلة على البحر الأحمر غربي اليمن.
تدمير مشروع مياه الشرب كانت جريمة حوثية بمثابة عقاب للسكان الذين أظهروا تأييدا للتحالف العربي وقوات الشرعية التي زحفت لتطهير مناطقهم من تواجد المليشيات.
حين هدأ غبار المعارك وجد السكان الذين عادوا إلى منازلهم بعد أشهر من مغادرتها خشية انتقام مليشيا الحوثي كل شيء تدمر، بل إن المليشيات التابعة لإيران عمدت لتدمير البنى التحتية، بما في ذلك مشروع المياه الذي يعود إنشائه إلى العام 1987م.
يقول عبدالله قوح، أحد سكان ذو باب لـ"العين الإخبارية": "كانت عودتنا أشبه بالمغامرة إذ أن البقاء في مخيم النزوح في دولة جيبوتي على الضفة الأخرى من البحر الأحمر لم يعد مطاقا، بعد أن ألهب خبر التحرير أعاصير من الشوق في صدورنا للعودة".
يضيف: "لم تكن المنازل وحدها من تعرضت للتدمير بعدما أمطرتها مليشيا الحوثي بقذائف المدفعية الثقيلة، بل البنى التحتية بأسرها".
عودة بلا خدمات
من بين المشاريع الحيوية التي تعرضت للتدمير كان مشروع المياه الوحيد بالمديرية، لقد كان تدمير المليشيات للمشروع بمثابة عقاب جماعي للسكان.
امتدت يد الخراب الحوثي إلى الشبكة الداخلية لتوزيع المياه أيضا، بعدما دمرت المضخة الرئيسية للمشروع الذي يقع داخل معسكر العمري، أحد أكبر المعسكرات التي كانت تحت سيطرتها بالساحل الغربي.
بحسب عبدالله قوح، فإن الانتقام الحوثي كان قاسيا، وكان ينم عن حقد كبير من مواقف السكان التواقة إلى الخلاص من شرور إيران.
من بين المشاهد الأكثر ألفة عند عودة السكان، كانت صهاريج المياه المتنقلة بين أحياء مديرية ذو باب الساحلية لبيع المياه الصالحة للشرب لهم.
كانت تلك الصهاريج، المصدر الوحيد لحصول السكان على المياه، فيما كان مالكو المركبات الخاصة يقطعون مسافات طويلة لجلب المياه بعدما دمرت مليشيا الحوثي المشروع الوحيد للمياه بالمديرية.
ذاق السكان مرارة غياب الخدمات، لا سيما المياه، بعدما استغل مالكو الصهاريج حاجة السكان ليضعوا التعرفة المالية التي يريدونها، فارتفعت أسعار المياه بشكل يفوق قيمتها الحقيقية بأضعاف.
وصل الحال بالسكان إلى أنهم لم يعودوا يطيقون استغلال بائعي المياه حاجتهم إليها، وطغى شعورا بالتذمر بعد نحو عامين على عودتهم إلى مساكنهم.
يقول العاقل قاسم عيسى، أحد الشخصيات الاجتماعية في باب المندب، لـ"العين الإخبارية": "كانت حاجتنا للمياه تفوق الاحتياجات الأخرى، كنا نتمنى أن نحصل على مشروع يبعد عنا معاناة انعدام المياه العذبة".
يضيف: "لم يكن أمامنا سوى الهلال الأحمر الإماراتي، ورغم أن المجال لم يكن متاحا بسبب انشغاله بإعادة تأهيل المرافق التعليمية والصحية على طول الساحل الغربي، إلا أنه قرر التدخل لوضع حدا لتلك معاناة السكان".
المشروع مكون من محرك لرفع المياه ونحو 48 لوحا شمسيا وصهريج خرساني يتسع لـ 100 ألف لتر، إضافة إلى شبكة داخلية يبلغ طولها نحو 30 كم، وحصل نحو 15 ألف نسمة على المياه التي يحتاجونها.
وتصل عدد مشاريع المياه التي نفذها الهلال الأحمر الإماراتي في مديريات الساحل الغربي بمحافظتي تعز والحديدة إلى 32 مشروعا تروي أكثر من 600 ألف نسمة.
ومثلت استجابة الهلال الأحمر الإماراتي لاستغاثة سكان مديرية ذو باب المطلة على باب المندب لفته إنسانية أنهت معاناة 15 ألف إنسان يكابدون للحصول على شربة ماء.
وحين غابت كل المؤسسات العاملة في المجال الإنساني كان الهلال الأحمر الإماراتي الفاعل الوحيد في الميدان لترمييم الخراب الذي صنعته مليشيات الحوثي في مناطق الساحل الغربي.